الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاشية الصهيونية متعطشة لمزيد من دماء الفلسطينيين

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2023 / 2 / 6
القضية الفلسطينية



باتت حكومة الاحتلال الحالية برئاسة "بنيامين نتنياهو" والشراكة مع القوى الصهيونية الدينية الأكثر يمينية وتطرفا، عنوانا للفاشية والتطرف منذ اللحظة الأولى لتشكيلها، سيّما وأنها تضم في أوساطها أمثال الوزير الكاهاني المتطرف "ايتامار بن غفير" الذي لم يتورّع مؤخراً عن إطلاق تصريحات فاشية وعدوانية ضد الفلسطينيين، لدرجة أنه هدد بالاستقالة في حال لم يتمكن من تنفيذ برنامجه العدواني.

وأكد بن غفير، خلال محادثات مغلقة مع مقربين، أنه إذا لم ينجح في غضون 8 أشهر في إحداث تغيير كبير في هذه القضايا، فإنه لن يشغل المنصب وسيفكر في الاستقالة.

يبدو أن بن غفير وسموتريتش ماضون في التهويد الاستيطان والتهجير وسفك الدم الفلسطيني بشكل متسارع، ويحاولون الضغط على نتنياهو؛ ما قد يجر المنطقة الى تصعيد لا يريده الأخير. كما يقول الكاتب والمحلل السياسي نهاد أبو غوش.

ولفت أبو غوش في حديث له مع "الاستقلال" إلى أن نتنياهو يحظى بعلاقات دولية واسعة، ويمتلك الخبرة السياسية، رغم اتفاقه معهم في الأهداف لكنهم يختلفون في التكتيك والأساليب والأدوات وشكل إخراج الأعمال، فنتنياهو يستخدم قفازات ناعمة لخنق الفلسطينيين، بينما بن غفير كالثور الهائج. أو كالوحش المنفلت من دون اية قيود والمتعطش لسفك الدماء فلا يشبع ولا يرتوي من دماء الفلسطينيين، ولا يقتنع باية نتائج يصل إليها ، وليس هناك حدود لأطماعه وفق تعبيره، وهو بذلك يجر الحكومة الإسرائيلية برمتها بل المجتمع الإسرائيلي كله إلى هذه الدوامة التي لا يمكن لها أن تتوقف من دون ضغط دولي على إسرائيل .

وأضاف، "بن غفير يمثل اتجاهاً كان محظورا بسبب تطرفه ثم أصبح هامشيا في الماضي القريب، لكنه بات مركزيا في السياسة "الإسرائيلية" ودوائر صناعة القرار وبخاصة بعد جولات الانتخابات الأخيرة وتحطم ما يسمى اليسار الاسرائيلي التقليدي، وأضاف لدى هذه القوى المزيد من الأطماع ليكونوا أكثر تأثيرا في الحكومة وأجهزتها لتستجيب لما يريدونه، كتهويد القدس وطرد سكانها، والاستيطان بلا حدود أو قيود، والقضاء على السلطة الفلسطينية، فهم يتعاملون مع الفلسطينيين على اعتبار أن وجودهم طارئ وليست لهم حقوق وطنية أو سياسية على هذه الأرض، وأقصى ما يمكن منحهم إياه هو بعض الحقوق المعيشية المقننة.

وأوضح، بأن برنامج "بن غفير" قائم على التصعيد في كافة الملفات، وهو يحاول الضغط أكثر لتحقيق مطالبه التي لم يرفضها نتنياهو، بل استجاب لمعظمها، كونه يتعرض لضغوطات من داخل "إسرائيل" وخارجها أيضا ممن يرفضون انجرار "إسرائيل" وراء سياسات قد تشكل خطراً على كيان الاحتلال ومستقبله ومكانته الدولية فضلا عن خطر تأثير هذه السياسات المتطرفة على تماسك المجتمع الإسرائيلي ومنعته وعلى نظامه السياسي وصورته " الديمقراطية" في نظر الغرب .

وتابع: "هؤلاء المتطرفون جاءوا من الشوارع وليس من مؤسسات الجيش أو المؤسسات الأكاديمية وقطاع الأعمال، بل من تشكيلات ميليشوية وهم أقرب إلى الزعران والبلطجية ولديهم أسبقيات في الصدام حتى مع الشرطة "الإسرائيلية" ومعارضيهم ووجودهم اليوم بات يقلق حلفاء إسرائيل".

ولفت إلى وجود حالة من التجاذب بين الأوساط الإسرائيلية، والخطورة تكمن في أن نتنياهو سيظهر كمعتدل أمام هؤلاء المتطرفين، وهو ليس أكثر من مجرم حرب وفاسد ويمثل اليمين المتطرف، وهو الذي جاء بهم إلى الحكم كي يستفيد من وجودهم ليقول للفلسطينيين وللعالم إذا لم تقبلوا بما أفعله سيأتي هؤلاء ليفعلوا أكثر من ذلك.

وشدد ابو غوش على ضرورة الاستفادة من هذه الحكومة لصالح الفلسطينيين فهي أبشع وأقذر الحكومات في تاريخ "إسرائيل" وأكثرها تعارضا مع القانون الدولي وقيم السلم والتعايش، ما يشكل فرصة تاريخية لنا ولأصدقائنا لمحاصرة "إسرائيل" وتشديد الخناق عليها وملاحقتها ومقاطعتها ومحاسبتها أمام المحكمة الدولية.

ونوّه أبو غوش، إلى أمكانية تحشيد تحالف عربي ودولي واسع لمواجهة هذه الحكومة التي تريد استباحة المسجد الأقصى وهو ما قد يحرج المطبعين ويمكننا من إعادة تشكيل موقف عربي داعم لنا، لكن كل ذلك يجب ان يبدا بتوحيد الموقف الفلسطيني وإنهاء الانقسام واعتماد برنامج وطني موحد.، يجمع كل اشكال النضال والمقاومة بمختلف أشكالها مع الجهود السياسية والقانونية والدبلوماسية، برنامج قادر على التصدي لهجوم الفاشية من جهة وعلى استقطاب مزيد من قوى التضامن والمناصرة
ودعا إلى توحيد الجهود والبرامج الوطنية والضغط على كافة مكونات الشعب الفلسطيني لاستعادة الوحدة من أجل مواجهة هذه الحكومة الإسرائيلية المجرمة.

*من مقابلة مع جريدة الاستقلال الفلسطينية أجراها الصحفي باسل عبد النبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي