الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصتان

أحمد عبد العظيم طه

2023 / 2 / 6
الادب والفن


القطط


في طريقٍ ناءٍ، وُجِدَتْ محطة وقود صغيرة، توقف أمامها سائق وحيد وموّنَ سيارته – وحاسب وأخذ باقيه كاملاً. قبل أن يُغادر لمَحَ لافتة حائلة الخط "كـ ـتر يـ " فقدّرَهَا كافيتريا وتَوَجّه.. فلما دخل كانت قاعة بها مقاعد قليلة ومناضد عديدة وضوءُ ما قبل المغيب، وتقبعُ في أركانها قِططـٌ، وتَسْرَحُ في أخرى خلالها ببطءٍ.
تبِعهُ الشخصُ الوحيد بالمحطة، وقال له: ماذا تطلب؟
قال: قهوة بلا سُكْر.
أومأ الشخصُ الوحيد بالمحطة وانصرف إلى حجرةٍ بآخر القاعة. بينما ظل السائقُ الوحيد يتفحصُ بالقطط، وبضعُ قططٍ تُبادله تفحُّصَهُ. بمجرد أن فارت القهوة جاء بها الشخص الوحيد بالمحطة في فنجانٍ خزفيٍ جميلٍ ووضعها أمامه قائلاً: أي شيء آخر..
قال: شكرًا.
ولكن حدثَ ما جعلهُ يستريب، ففي خطفةٍ من البصر، حينما كانت عينا الشخصُ الوحيد بالمحطةِ تتحولان عنه؛ رأى كما لو أنهما عينا قط. أوقفهُ قائلاً: إذا سمحت..
فلما التفتَ بدا له شارب قط، وارتبكَ السائق الوحيد جدًا، ونهض وهو يقول: كم للقهوة؟
قال: جنيهان..
وعندما تكلمْ كان له أنيابُ قط. أحسَ السائق الوحيد بالخوف، وحين كان يُخرجُ من جيبهِ العُمْلتين المعدنيتين لاحظ بَخـْرًا يَخرجُ من فِيهِ، وسمع صوتًا للـُهاثِهِ، ثم أحسَ بالكثير من المخالب أثناء الموت.


فرعون


القرية صغيرةٌ وفقيرةٌ جدًا؛ ولكنها تُعْرفُ بأنَّ رجالها يثحافِظون على الصلاة في مواقيتها، عدا رجلٌ واحد يُدْعى "صلاح رشوان". لم يكُن يُصلي من الأساس على الرغم من أن منزله – ذو الحظيرة العامرة – على مبعدة خمسين مترًا تقريبًا من جامِعْ القرية.
كان من عادة صلاح رشوان الجلوس أمام منزله منذ أن يستيقظ في الثالثة عصرًا إلى ما بعد صلاة المغرب؛ وخلال هذه المدة كان يُضايق من يُضايق ويتشاجر مع من يتشاجر من الذاهبين إلى الجامِع والخارجين منه، وغالبًا ما يكون السبب هو نظراتهم التي يرمقونه بها أو عدم إلقائهم السلام – وكان ذلك يُعدُ طقسًا يوميًا تعود عليه أهل القرية.
في أحد الأيام أوقف صلاح رشوان صبيًا في الخامسة عشرة من عمره كان يُسْرِعُ في طريقِهِ عائدًا من صلاة المغرب..
قال له: إنت بقالك أد إيه بتصلي؟
رد الصبي: من ساعة ما عرفت إن فيه صلاه
قال له: طب إدعي ربنا وقوله يعطيك بقره دلوقتي!
رفع الصبي وجهه إلى السماء وقال: يا رب اعطني بقره..
ضحك صلاح رشوان كثيرًا ثم قال: ابقى قابلني..
تغيّر وجه الصبي ولكنه لم يرد وظل على وقفته، دخل صلاح رشوان إلى منزله وغاب حوالي العشر دقائق فلما خرج رأى الصبي لا يزال واقفـًا ينظر إلى السماء ويُتمتمْ فزادت سخريته؛ وتوجه ناحيته قائلاً: إيه.. ربنا عطاك حاجه؟
قال الصبي: لسه......
فقال صلاح رشوان: طب قول كده يا صلاح يا رشوان اعطيني بقره..
فقال الصبي: يا صلاح يا رشوان اعطيني بقره..
التمعت عينا صلاح رشوان وانتفخ صدره وهو يقول: خش الزريبه اسحبلك واحده..
... أخذ الصبي يتفحص البقر على ضوء الكلوب ثم تخيّرَ أسمنها وسحبها إلى خارج الزريبه متوجهًا إلى منزله وقد عاد إلى التمتمة والنظر إلى السماء.. في حين لم يرجع صلاح رشوان إلى جلسته وظل واقفـًا يُشيعْهُ بعيونٍ حاقدة حائرة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: خالد النبوي نجم اس


.. كل يوم - -هنيدي وحلمي ومحمد سعد-..الفنانة دينا فؤاد نفسها تم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -نجمة العمل الأولى