الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا أعرف أين أقف-قصيدة

نداء يونس

2023 / 2 / 6
الادب والفن


لا تتوقف قطارات الليل في كازابلانكا
ولا تسأل عن الاتجاه.
لم اعتمد على الساعة في معصمي
ولا على دقة الحسابات كالتجار في سوق الحرير
ولا ذاكرتي المحشوة بالخرائط والمتجهات
ولا روائح الخيول الهرمة في الحقول
أو فكرة الذباب عن النجاة الدائمة من الضربات
لا على الشبق الذي أخفيه تحت ثيابي كالممنوعات
او الآن لانه الماضي دائما
ولا الآتي لانه الآن
ولا على الأسيجة التي لم تثقبها الذئاب
ولا الكرز الذي لم يتعلق بحبل نجاة
ولا الطريق الذي لم يتعلم كيف يصبح شائكا
ولا التاريخ المشذب دائما
بل على الحب
او الصراخ
الذي امتليء به
ويقول أدونيس أنه أكثر من ذلك، أكثر
حين اكتب الشعر.
متوحش
قاس وغريب
مشبع بالابخرة الضارة
مدهش
يقايض كمؤجر عقارٍ فرنسي
كالفخاخ يفتح فمه
مصاب بالتأتأة
مثل العورات يخفي نفسه
قاصر
جثة مجهولة
كالمدمنين او المصابين بالزهايمر
لكنه لا ينسى الاغنية
لا الرقص
ولا كيف ينخز أجولة القمح كي تصل فارغة
او ترك ثيابه الى جانب الطريق
الذين يعرفهم يموتون
الظلال رفيقة له
والعتمة
مثل ارشيف ممتليء بالعث
ينبطح مثل اللوردات في عصر النهضة
يهج،
يهيج،
يهجو،
يهجر،
يهجم،
يهجس،
يهجع
بركة للوحل
ليس كائنا فضائيا
ولا ابنا للمدينة او فلاحا من اقصى الجنوب
يتحدث عن أشياء لا مفر منها
ويوافقك الرأي كمن يحاول انقاذ غريق
الهامش فيه
مثل قابس الكهرباء المعطل او المصباح المحترق
خيانة كالنصل
لامع ويلوم
لا اخلاقي كالمقدس
ملجأ هو للعواصف اليتيمة وكان صاحب الحانة
يسهو كعجوز قديمة
يكتب كطفل يغفو بينما ياكل
يعود دائما مهما هرب الى قيده
يخيط كالبدويات ثيابا ملونة لمناسبة واحدة
تحت اظافره تراب كثير
يرفض ان ينظفها
يرفض ان يقصها
ومثل الضوء يضعها في اي شق
يحتكر وحده الرؤية
ويشبع نشوة الحائط
ينحاز للمهام السهلة
كسول في طبعه
يقول: العموميات للقادة
مفرط في حساسيته تجاه الطرد واغلاق الابواب
فاشل في انتقاء الوقت
ينحاز للمهمل
الجراح كمادة له
الهزائم وسيلته الى عدم الانقراض
بدائي،
فضيحة
يبول على الجدران
لا يعرف كيف يقف في صف
ولا ينتظر دوره
عنيف كالظلال
رقيق كالأثر
مثل ترجمة لا تتذكرها أمام جندي لعشبة المريمية
التي تملأ حقائبك
وجهازك التنفسي
وتاريخك الشخصي الذي لا يعرفه
عابس كالخاسرين في اسواق التداول
يكاد يصاب بذبحة قلبية
الحواس متشابكة مع حباله الصوتية
الحرائق تشبهه والزلازل
ينبش ماضيا لم نكن ندركه
وقادما لا نلتفت له بالعادة
سخيف في مرافعته حين يفكر بالدفاع عن القضاة
هزيل حين يعد انتصاراته
نبي حين يصمت
فوضوي في طبعه
ويعيد تدوير الكائن
لم اعد اعرف اذا كنت احكي عن الحب ام الشعر
لأنني
مثل راقصات الفلامنكو
اركز فيهما على موضع قدمي
ومثل السحب
لا اعرف اين اقف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??