الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقوى من الموت ..وأعلى

واصف شنون

2006 / 10 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هتف فهد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي عام 1949 قبل شنقه (الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق )،ومن يطلع على كتابات فهد يجده عراقيا ً أكثر من كونه شيوعيا ً،كان عليه حسب مرحلته الفكرية و السياسية والأقتصادية أن يعادي النظام السياسي الذي يسود بلده (العراق البريطاني ) بينما أوربا ..ألمانيا وفرنسا وإيطاليا تختط لها طريقا ً أخر في تحقيق أماني فقراء البشر ،ناهيك عن ولائه الأيدولوجي لبلد البروليتاريا الأول ،الذي حطم النازية والشوفينية القومية الأوربية،كان العالم كله يميل الى اليسار ..!!

هل كان فهد المسيحي ورفاقه المشنوقين معه وهم من الشيعة العراقيين خونة وأوغاد وسفلة ومنحطين إجتماعيين ؟ الجواب التاريخي لا ..،هل كانوا عملاء وجواسيس للأستخبارات الروسية ؟ لا و لا حسب ملفات الـ(KGB)المكشوفة على الأنترنت أو الدوائر السياسية ،هل كانوا وطنيين وماتوا من أجل قضية وطنية ؟ الجواب نعم ...
والسؤال للمؤرخين العراقيين هل كانوا دعاة أوهام أو باعة كلام أو صيادي فرص ..أو جاؤوا لتغيير أوضاع مستقرة كونهم لا أدريين لايعجبهم العجب ،هل كانوا على منهج مدروس أم عواطف جياشة ..؟؟؟؟؟؟؟.

منذ حسين الرحال الذي يعد الماركسي الأول في العراق ،والهجوم السياسي والفكري والحصار الوظيفي والعلمي والتعليمي والإمتهان الإجتماعي والإقتصادي ،موّجه ضد الشيوعيين العراقيين كأفراد وليس كحزب ..، وكأن الحزب الشيوعي العراقي كما أراد له فهد أقوى ولكن بشيوعيته وأعلى بالوفاء .

هنالك فرق هائل بين الشيوعيين العراقيين والحزب الشيوعي العراقي ،فالأخير إنشق وهادن وحارب وتحالف وهاجر وتعارك وتفاوض وحكم (من الحكومة ) وتبرلم (من البرلمان )،أما الشيوعيون العراقيون فهم في الظل ترفس في خواصرهم وحوش الناس وأوغادهم وسفلتهم في داخل العراق وخارجه .

بعد سقوط الأنظمة الشيوعية في أوربا ،أصبحت مفردة (شيوعي ) غير مستحسنة لدى غالبية البشر وقطعانهم ،وغيرت الأحزاب أسمائها تمشيا ً مع ما صار وحدث ،وتلقى المفكرون الماركسيون أبشع أنواع النقد وأسوأه ،فقد تخلص العالم من دول الشيطان وأفكاره ،وقد ساهم العرب من حلفاء رأس المال المساندين للدين والقومية والمذهبية في إحتفالات النصر على الدب الروسي السوفيتي ،ومابرحوا حتى كان قطبا ً أخر يقض مضاجعهم..وأي ُ قطب ..!!

لم يأبه الحزب الشيوعي العراقي لما جرى فغير قيادته الكردية بأخرى شيعية ،وإنشق عليه بعض قيادييه ،وعاد الى الوطن مع الأمبريالية الأمريكية التي أسقطت دكتاتورية دموية كريهة وغير إنسانية ،ولا بأس في هذا ..،لكن باقي الشيوعيين العراقيين وقفوا ضد الأميركان ..وضد إحتلال العراق ..وهم أكثر الناس تضررا ً من حكم تكريت وصدام والبعث الحليف الذي رفضوه أيام السبعينيات ..،البعث الذي منع على أولادهم الجامعات والوظائف وسبل الحياة .

أسس الشيوعيون العراقيون قيم التسامح والتألف والإحترام في مجتمع متزمت عشائري قبلي ،وقاموا بإرساء المدنية في علاقات ذلك المجتمع وخاصة في إحترام النساء ،وقاموا بإستهجان الوصولية والإنتهازية والمحسوبية والمنسوبية ،وهم لايدعون أكثر مما يقولون ،والسب فيهم أو التقليل من شأنهم لايفيد فهم أقوى وأعلى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة