الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المميزون في الأرض

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


كان بالإمكان استعارة عنوان كتاب المناضل الجزائري المارتنيكي ، فرانز فانون ، " المعذبون في الأرض " ، كاملا ، لولا أنه يسلط الضوء فقط على معاناة الإنسان الأصلي تحت و طأة المستعمر الاوروبي الذي ألغى حقوقه الوطنية و الإنسانية فاحتل بلاده أواستعمرها ، واستوطنها أحيانا ، بعد أن طرده و نزع ملكيته لها، ملغيا ببساطة حقه في الوجوده ، فما نحن بصدده هنا يقع في سياق محاولة هادفة لمتابعة مسار هذا الإنسان الأصلي ، في مراحل حياته ، قبل و خلال و بعد ، الإستعمار أو الإستيطان .

من البديهي أن المهمة كبيرة ، وقد تصدى لها مفكرون كثيرون وضعوا دراسات عديدة بشأنها ، انطلاقا من بداياتها ، اختراع المحرك البخاري و السلاح الناري و تجارة الرقيق و انتهاء بانسحاب المستعمر و نشوء شبه الدولة " الوطنية " مكان المستعمرة ، حيث ما لبثت أن ظهرت مسألة " الهجرة " كمحصِّل مباشر لفترة الإستعمار ، كما لو أن الأخير أوجد الشروط الملائمة لاستمرار استفادته من المواد الاولية و لاجتذاب اليد العاملة بالإضافة لأبناء الميسوريين في شبه الدولة للعمل في قطاع الخدمات في بلاده . كان واضحا انه لن تقوم في المستعمرة القديمة دولة وطنية على صورة الدولة الأوروبية ، إلا فيما ندر . ما أود قوله هنا أن المهاجر من المستعمرة القديمة ، بلاده الأصلية ، إلى الدولة الأوروبية ،حيث أقام فيها و استحصل على الجنسية الوطنية ، ظل مميزا عن غيره من المواطنيين بالرغم من أن المساوة من محوى قوانينها .تجدر الإشارة هنا إلى أن هذا التمييز يطال جميع مجالات العمل و العلاقات الإجتماعية و لا يقتصر فقط على لون السحنة و تجعيدة الشهر و لكنة اللسان ، و بالتالي لا حرج في نعته بالتمييز العنصري الذي يتمظهر كما هو معلوم بحسب درجات متصاعدة ، بدءأ بالتشويه و المقاطعة و أنتهاء بالنفي و الإبادة

يحسن بنا قبل ان نغوص في عمق هذه المسألة المعقدة ، ذات الأوجه المتعددة ،أن نقول الولايات المتحدة الأميركية ، على سبيل المثال لا الحصر ، ارتكبت في العراق حيث كان تحت قيادة شبه دولة ، صنيعا يمكننا أن ننعته بالإبادة العنصرية كونه اسفر عن مقتل ما لا يقل عن مليون نسمة بحسب مصادر كثيرة ، أضف إلى موت ثمانمائة شخص في ملجأ العامرية في بغداد نتيجة قصفه ترويعا على الارجح ، لا نجازف بالكلام أن وزيرة خارجية أميركا نفسها اعترفت بأن بلادها تتبع سياسة إبادة عنصرية عندما قالب أن موت خمسمائة ألف طفل عراقي هو ثمن مقبول من و جهة نظرها للديمقراطية و الحرية ، التي تحققت في العراق كما زعمت .

تحسن الإشارة أي ضا إلى ماصار معلوما و مفهوما من مصطلح " حقوق الإنسان" و التدخل الإ،ساني " في خطاب الدول الغربية ، ظهر ذلك جليا من مواقف هذه الدول المتناقضة تجاه " مبادرة دولة إلى غزو دولة أخرى " من جهة و تجاه ضحايا التمييزالعنصري على اساس العرق و المعتقد من جهة ثانية . ناهيك من ضحايا الحصار الغذائي و التجاري الذين تحرق محاصيلهم الزراعية و تسرق مواردهم و ثرواتهم الجوفية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط