الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارثة بحجم زلزال

محمد بلمزيان

2023 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


إنها مشاهد فظيعة وأنت تتابع حجم هذا الدمار الدامي بفعل الزلزال المدوي الذي ضرب كلا من سوريا وتركيا، مشاهد محزنة حقا، ينصهر الفولاذ أمام هول الكارثة، وتتداعى العواطف وتنكسر الإرادات وتنساب الدموع وتتسع الأحزان لتشكل كل بيت من بيوت أهالي الضحايا بين القتلى والجرحى ، بين ميتم ومرمل ومرتحل دون مأوى، في جو أقل ما يقال عنه أنه تحالف عدواني جاء هذه المرة من الطبيعة، تحالف بين الزلزال والبرد القارس والثلج وغيرها من مظاهر البؤس والدمار، شخصيا تعيدني ذاكري في خصم متابعة هذه الأهوال التي تنساب كشريط سينمائي أمام عيوني، لتروي لي مشاهد مماثلة عشتها شخصيا قبل تسعة عشر عاما وتحديدا ليلة 24-02-2004 ، حينما اهتزت الأرض في جوف الليل حوالي الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، وكم هو مرعب أن تهتز الأرض بحجم تلك القوة الهادرة وأنت نائم، وأنت تصيخ السمع لاهتزاز سقف البناية و الضجيج الذي يحدث نتيجة تمايل الجدران وتداعي البنيان وعويل وصراخ الهاربين من وقع الصدمة، كم كان مشهدا مرعبا حقا حينما أسرعت الخطى نحو الخارج هاربا بجلدي قبل ان تقع الكارثة ويهوي سقف البناية في الطابق العلوي، حيث كنت أترقب انهيارها بين فينة وأخرى طيلة المدة التي استغرقتها الهزة العنيفة التي بلغت قرابة 6,2 على سلم ريشتر ، كم كان المشهد قاسيا وانا أستحضر حجم الدمار الذي خلفه ذلك الزلزال في البنيان والإنسان الذي حل بالمكان، إنها مشاهد مرعبة حقا أمام هذا العجز الخطير في تقنيات الإغاثة ووسائل البحث عن الضحايا تحت الأنقاض، فالأمر سيان بين وسائل ردم البنايات والحفر وبين وسائل النجدة والإنقاذ، فكم هو مرعب وانت تشاهد آليات وهي تقوم بزحزحة الركامات ودحرجتها في الوقت الذي قد يكون ضحايا ما زالوا على قيد الحياة وإذا بتلك الحركات والدحرجة للركام أن تقضي على آخر رمق في حياتهم فبدل أن تنقذهم تزيد من حجم الفظاعات والخراب، فبالرغم من أن تركيا مثلا هي دولة صناعية ومنتجة للكثير من أنواع الآليات لكنها حسب ما شاهدنا لم نعاين آليات وتقنيات متخصصة في الإنقاذ والإسعاف وإزالة الركام دون دحرجة الكتل الإسمنتية ، فقد يصاب المرء بإحباط شديد وهو يشاهد هذا الدمار الهائل والعجز الواضح في الإبتكار والإبداع من وسائل الإنقاذ والإسعاف والتفكير في صناعات متخصصة في كيفية التعامل مع هذه الكوارث الطبيعية، مثل الزلزال الذي أصبح الشبح المخيف لكل الدول التي تقع على الخط الزلزالي، عبر التفكير في الأمر من زاوية التدخل السريع بوسائل ناجعة وقادرة على إسعاف أكبر عدد من الضحايا، وإنتاج وسائل وتقنيات قادرة على التغلب ولو نسبيا على حجم الدمار والخسائر البشرية، وهو أمر متاح بالنسبة للدول الصناعية إذا ما فكرت بجد في هذه الأمور ذات البعد الإستراتيجي في كيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية الخاطفة والمفاجئة في الزمن والمكان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران