الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كذبة القرن الأمريكية

حسن مدن

2023 / 2 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


أمس، الخامس من فبراير/ شباط، مرّت عشرون سنة على «كذبة القرن» الأمريكية التي أدت إلى تدمير العراق وتشظيه واستباحة أراضيه، وانتهاك سيادته. لم يكن وضع العراق قبل هذه الكذبة بخير أو مثالياً، لكنه كان دولة ذات سيادة، وكان يمكن لشعبه أن يفرض خياراً ديمقراطياً في الحكم نابعاً من إرادته، حتى لو استغرق ذلك وقتاً، أما «الديمقراطية» الأمريكية التي انطوت عليها تلك الكذبة، فلم تكن سوى زيف سياسي وإعلامي أريد به تدمير العراق، وهو السيناريو الذي تحقق بحذافيره كما أريد له.

في ذلك اليوم من العام 2003، وقف كولن باول، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، أمام مجلس الأمن الدولي ممسكاً بيده أنبوب اختبار صغيراً يحتوي على مسحوق أبيض، ليؤكد أنه يقدم أدلة وصفها ب «الدامغة» عن إخفاء العراق أسلحة الدمار الشامل، في خرق للقرارات الدولية.

زعم كول «أنّ ما نقدمه لكم هي حقائق واستنتاجات مبنية على استخبارات قوية تؤكد امتلاك العراق أسلحة دمار شامل»، مدعياً أنه يملك تسجيلات لمحادثات هاتفية بين مسؤولين عراقيين تدلّ على قيام العراق بتضليل وخداع مفتشي الأمم المتحدة، كما عرض صوراً التقطتها الأقمار الصناعية، اتضح أنها مفبركة، تشير إلى أن العراقيين يمتلكون معلومات عن زيارات المفتشين الدوليين، وقاموا بإجراء تغييرات استباقاً لزيارة هؤلاء المفتشين لتلك المواقع، مواصلاً مزاعمه بامتلاك العراق علاقات مع تنظيم «القاعدة» الإرهابي، الذي هو، كما بات القاصي والداني يعلم، صناعة أمريكية بامتياز.

بعد عامين من الغزو الأمريكي، بمشاركة بريطانية، لأراضي العراق عبّر باول عن ندمه على هذا الخطاب ومساهمته في الغزو، مؤكداً أن ما ألقاه أمام مجلس الأمن سيظل نقطة سوداء في ملفه. وقال: «إنه فعلاً نقطة سوداء لأنني كنت أنا الذي قدمته باسم الولايات المتحدة إلى العالم، وسيظل ذلك جزءاً من حصيلتي».

ما جدوى هذا الندم، في وقت لا نفع فيه للندم، خاصة أنه أتى من فرد، بصرف النظر عن الموقع الذي كان له لحظة تقديمه خطابه المليء بالأكاذيب، وليس من الدولة التي قامت بالغزو، وكلفت العراق ثمناً باهظاً، لا يزال يدفعه حتى اليوم، فواشنطن لم تعتذر عما فعلت، بل إنها محط اتهام عربي واسع بتورطها في مشروع لتدمير منظومة الأمن العربي تحت شعارات من نوع «الفوضى الخلاقة» لينشأ عنها «شرق أوسط جديد» بالمواصفات الأمريكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لنفرض انها ليست كذبة ! لماذا يحق لامريكا غزو العرا
آدم نجيب ( 2023 / 2 / 8 - 22:58 )
لماذا و بأي حق امريكا تغزو العراق حتى لو فرضنا ان العراق انتج سلاح كيمياوي ؟ من نصب امريكا شرطي على العالم ؟ انت عندما تركز على الكذبة و اثباتها فكأنك بصورة غير مباشرة تعطي الحق لأمريكا في غزوها للعراق اذا كانت حقيقة صحيحة و ليست كذبة ! ! ؟ و لو اكيد هي كذبة ، فالتركيز يجب ان يكون لماذا يحق لأمريكا غزو العراق و هو دولة مستقلة لم تكن في حالة حرب مع امريكا ؟ النخبة السياسية التي تحكم امريكا لا تتوانى عن الكذب اذا تطلبت مصلحتهم ذلك و يفعلون ذلك بكل سهولة يساعدهم في ذلك لآلة الاعلامية الضخمة قادرة على تزيف الحقيقة و تمررها على الرأي العام العالمي ، غايتهم من اختلاق الكذبة هي اقناع الشعب الامريكي بدرجة اولى بشرعية عملهم اكثر من همهم اقناع الدول الاخرى لأن الدول الاخرى كلها تعرف كذب امريكا سواء السائرة في ركاب امريكا او الدول المعارضة لنهج أمريكا! الدول الاخيرة لا تسطيع ان تفعل شيئا لأن ليس لها باليد حيلة امريكا هي اقوى دولة في العالم عسكريا و اقتصاديا و اعلاميا و لا احد يستطيع ان يقف بوجهها و للتعليق بقية


2 - هل تؤيد غزو ايران ؟
منير كريم ( 2023 / 2 / 9 - 06:30 )
بعد اذن كاتب المقالة المحترم
السيد ادم نجيب المحترم
هل تؤيد غزو ايران اذا ماحدث ؟
شكرا


3 - هل من رجل شجاع يكتب عن ديمقراطية الديانة اليهودية
حمودي شمه ( 2023 / 2 / 9 - 07:08 )
وعلمانيتها
يا من صدعتوا رؤوسنا عن العلمانية العسكرية العربية
وديمقراطية القمع والاقصاء
ما وجه الشبه بين علمانية وديمقراطية يهودية الدولة المزعومة في تل أبيب وديمقراطية وعلمانية خدامهم العملاء الحكام العرب؟؟؟
هل من شجاع يتحدث عنها وعن نقاب المرأة اليهودية في ضواحي باريس وتطبيق الشريعة التلمودية الموسوية في تحريم الخمر وأكل لحم الخنزير ولبس المايوه؟؟؟

اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24