الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الرابح والخاسر من قرار بغداد رفع قيمة الدينار؟

محمد رضا عباس

2023 / 2 / 7
الادارة و الاقتصاد


قرر مجلس الوزراء العراقي اليوم المصادقة على قرار مجلس إدارة البنك المركزي العراقي بتعديل سعر صرف الدولار مقابل الدينار , بما يعادل 1300 دينار للدولار الواحد.
على نطاق خزينة الدولة , فأنها ستكون الخاسر الأكبر من هذا القرار , السبب كانت وزارة المالية تقدم الدولار الأمريكي للبنك المركزي فيدفع البنك بدله 1450 دينار . بعد اليوم البنك سوف يدفع 1300 دينار لكل دولار. تذكر ان الدينار انخفضت قيمته في العراق في زمن إدارة السيد حيدر العبادي من اجل تمويل الميزانية العراقية في ذلك الوقت . قرار اليوم , جاء عكس القرار الذي طبق في زمن إدارة السيد العبادي. .
طبعا القرار لم يأتي من عدم , الخزينة العراقية طفحت بالدولارات بسبب ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية ولم تعد الدولة تعاني من العجز المالي في ميزانيتها , او قل رغبة الحكومة بمشاركة الشعب العراقي بهذا الفائض.
التاجر والذين يكنزون الدولار في داخل العراق وخارجه سيخسرون من ثروتهم . اهل الداخل ستتقلص قيمة الدولار عندهم من 1450 دينار الى 1300 وبذلك سوف تتقلص ثروتهم , وهذا التقلص سيعتمد على حجم الدولارات الذي بخزائنهم . هذا الكلام ينطبق أيضا على الذين يكنزون الدولار خارج العراق , حيث سيكون ثروتهم الحالية اقل من ثروتهم قبل يومين .
من المفروض ان يستفاد المواطن العادي من هذا التخفيض في قيمة الدولار الأمريكي على فرض ان المستورد سوف يدفع عدد من الدنانير اقل للدولار الواحد , وبالتالي فان أسعار البضائع المستوردة ستكون ارخص. هذا الاستنتاج مشكوك فيه , والسبب ان أسعار السلع في الأسواق الخارجية بدأت ترتفع لأسباب كثيرة ومنها ارتفاع أسعار المحروقات , النقل , والأجور. نعم , السوق قد يستفاد , ولكن ليس بالحجم الذي يفكر به بعض الذين حملوا موضوع سعر الصرف اكثر من طاقته.
السياحة خارج العراق سوف تنتعش , ويصبح بمقدور أي عراقي السفر الى تركيا وايران و سوريا ولبنان. وبالمقابل , فان السياحة داخل العراق سوف تهبط , خاصة وان اغلب من يزور العراق هم من الزائرين للعتبات المقدسة , ومن الدول التي تعاني مشاكل اقتصادية.
قرار رفع قيمة الدينار العراقي جاء ضربة بالعكس على القطاع الزراعة والصناعة , حيث سيجد المنتوج الأجنبي العراق طريقا مفتوح له ولا منافس قوي يقف امامه . سعر الصرف الجديد , يجعل الصانع العراقي والمزارع العراقي لا يستطيعان منافسة المنتوج الأجنبي . بكلام اخر , اعتقد القرار سوف يطيل من عمر البطالة في العراق . إضافة الى ذلك ان ارباب الاعمال سوف يستخدمون العمالة الأجنبية بسبب رخص عملها وكثرة انتاجيتها .
واحسن ما جاء في القرار ان ثروة العراقيين قد ارتفعت قياسا بالدولار الأمريكي مقارنة بثروة أبناء الدول المجاورة . وأتمنى ان يبقى سعر الصرف لفترة طويلة من اجل استقرار السوق العراقية . كما وأتمنى على الحكومة تقديم كل المساعدات الممكنة للمزارع و أصحاب المصانع من اجل ازدهارهم .
وأخيرا, استلمت ايران ركلات و كلات من اليمين والشمال بدون حق و اخلاق او برهان , واتهمت بانها هي السبب في ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي في العراق . الحقيقة كما جاء في السومرية نيوز ان الدولار لم يهرب الى ايران وانما كان يهرب الى إقليم كردستان ومنه الى دبي او تركيا . وان هذا التهريب هو السبب وراء حملة ارتفاع التضخم في بغداد والمناطق الأخرى في العراق . وحسب السومرية نيوز , اقامت الحكومة العراقية عدة نقاط تفتيش جديدة مزودة بأجهزة سونار على طول الطريق من بغداد الى كردستان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمال المحارة الترند عملوا فيديو جديد .. المنافسة اشتدت فى تل


.. أسعار الذهب اليوم الأحد 19 مايو 2024




.. الأسبوع وما بعد | قرار لبوتين يشير إلى تحول حرب أوكرانيا لصر


.. بنحو 50%.. تراجع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل




.. العربية ويكند الحلقة الكاملة | الاقتصاد مابين ترمب وبايدن..و