الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:12747 المناضل القومي الصحفي البرفسور آشور يوسف.

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2023 / 2 / 7
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ولد عام 1858م وتوفي في عام . 1915م.
يُعتبر البرفسور الكاتب والصحفي( آشور يوسف) أول المناضلين الشهداء للصحافة القومية في التاريخنا الحديث.
لم يكن هذا الرجل الأديب بحاجة للمادة ،فهو من أسرة غنية ٍ إنما ما كان يقضُّ مضجعه شعوره الدائم بأنّ حرية أبناء شعبه مكبلة بجنازير قاسية .وكان يرى ويُدرك بأنّ فكرهم القومي مغيب ضمن سلسلة ٍ من النوائب القاسية .وهذه الحقيقة كان يعرفها من خلال حياة أبناء شعبه التي كان يعيشونها يومياً . وكان يستنتج بأن لايمكن أن تزول الخلافات والتفرقة إلا بوحدتنا وكان يرى بمجرد أن تتحقق الوحدة سوف تبدأ مرحلة النضال القومي. وعندما يُناضل الأحرار برأيه لابدّ من تحقيق تقرير المصير كنتيجة حتمية لتضحياتهم .
هكذا كان يرى البرفسور المدرّس آشور يوسف والذي كانت نتيجة نضاله في هذا الجانب أنهُ قدّم نفسه قرباناً لفكره ومحبته لقوميته وأبناء شعبه. فاستحق باعتقادي أن يكون أحد أهم وأول أعلام نهضتنا القومية المعاصرة .
فهو من بدأت لديه فكرة استنبات بذور الوعي القومي قبل غيره ولأنه سبق الرائد نعوم فائق بعشر سنوات . إذْ نستنتج هذا من خلال آراءه وطروحاته التي كان قد نشرها في جريدته ( مرشد الآثورين ) . وكانت أول جريدة تصدر باللغات : بالسريانية والعربية مطبوعة بخط يده والتي استمر صدورها مابين عامي 1910 و 1915. م.
أجل هو من يستحق الأوسمة والنياشين لنشاطاته المتواصلة وابداعاته في مجال الأدب والثقافة حتى من العثمانيين أنفسهم فكان إن منحتهُ وزارة الثقافة التركية( وسام الدولة للآداب ولقب بالبروفيسور).
البرفسور آشور يوسف من مواليد مدينة خربوت عام 1858 م. حيث انهى المرحلة الأولى لدراسته في مدينته وبعدها انتقل إلى العاصمة التركية( إستنبول ، القسطنطينية ) ليُكمل تعليمه العالي هناك ونتيجة جهوده فقد حصل على شهادة عليا في التعليم من (مكتب تركيا الثقافي.) ثم درّس في عدة مدن تركية (خربوت ،آمد، أزمير، إنطاكية) وحصل على درجة الأستاذ (البروفيسور) وأصبح مدرّسا في كلية الفرات التي كانت بمثابة معهد أمريكي في خربوت في عام 1914 م. وعندما رأت السلطات العثمانية خطورة آرائه التي كان ينشرها في مجلته والتي كانت تهدف لترسيخ الفكر القومي والوحدة القومية لأبناء شعبنا عن طريق جمع شمل أهل العلم والثقافة منهم على وجه الخصوص . وكان يؤمن بأهمية ودور لغتنا الرائد فيما إذا تحدثت بها مكوّناتنا المناطقية كلها فهي قادرة باعتقاده أن تخلصنا من العوائق التي تُعيق وحدتنا ونضالنا وتحيق شخصيتنا القومية والسياسية التي كان يرى أنّ مسؤوليتنا التاريخية تقتضي تحقيقها بأسرع مايمكن لأننا أطلنا النوم العميق.
كل هذا جعل من السلطات العثمانية ترى فيه أخطر الشخصيات قاطبة وأهمها بين أبناء جلدته ممن يجب تصفيتهم جسدياً لإنهاء مشروعه الفكري أولاً وليكون عبرة لمن يُعتبر ثانياً .
فكان إن تم قتله بأيدي البرابرة في مذابح أيار لعام 1915م .
بقي أن نقول: كان شهيد الرأي والحق الصحفي آشور يوسف غزير الكتابة في مجالات عديدة ومع الأسف فإنّ مقتله والمجازر الوحشية التي تمت أيام ( سيفو، سفر برلك) كان كافياً لأن تضيع أغلب مؤلفاته التي كتبها باللغة التركية والسريانية والعربية . وكل الجهود التي بُذلت لجمع بعضها باءت بالفشل .
عدا ما جمعته الكاتبة الأمريكية (سيم اليس بلكاويل) من مواضيع مختلفة وقامت بترجمة بعضها للغة الإنكليزية .
لهذا أرى وأؤكد من خلال ماسبق على أن نقف موقفاً منصفاً من هذه الشخصية التي كانت بحق أول رواد النهضة القومية لأبناء شعبنا في مطلع القرن العشرين الماضي .
وإن كان الحظ قد أفقده إمكانية وجود إبداعاته على الصعيد القومي والأدبي بين أيدينا لنقرأ فيها لأول رائد قومي سبق كما قلنا الرائد الملفان نعوم فائق الذي بقي حياً ووصل حتى أمريكا وواصل النضال بالكلمة ضمن العالم الجديد وهذا ما وفر له أن يجلس على صدر مجالس الفكر القومي بيننا . لكن الحقيقة والعدالة تقضيان أن نُعيد قراءة تاريخنا وأهم المحطات فيه . لهذا يجب أن نحتكم إلى محكمة الضمير والمسؤولية القومية والتاريخية في أن نُعطي صاحب الحق حقه ، ولا نقول بأكثر من حقه . وليس من خصالنا أن نُغيب الحقيقة تحت وطأة المغالاة والمحسوبيات ونعتبر بأن رائد الفكر القومي الأوحد هو الملفان نعوم فائق وحسب.
أعتقد في هذا التبني ظلماً مبينا على البرفسور والصحفي والرائد القومي الشهيد آشور يوسف . لهذا عَمِلنا منذ أشهر في تأسيس والانتهاء من النظام الداخلي لمركز (
بيت نهرين العالمي للدراسات الاستراتيجية.الذي أسسناه لهدف نعتقد أنه من الأهمية بمكان لمعرفة حقائق تاريخية لايمكن أن لانقف عندها .كما ونرى أن يؤسس في رحاب هذا المركز مؤسسة تحت عنوان ( عُظماء أبناء شعبنا ).
وليكن لهذه المؤسسة مجلس إداري .مكوّن من باحثين غير طائفيين ومتحزبين يقوم عملهم على دراسة آثار عظماء أبناء شعبنا عبر مراحله التاريخية كافة ووضع دراسات أكاديمية وبحثية تعتمد المنهجية العلمية والموضوعية. وعلى أن يتم الإعلان عن جائزة سنوية باسم رواد الفكر القومي المستحقين بجدارة و تُمنح هذه الجائزة في كل أنحاء العالم الموجود فيه أبناء شعبنا للمبدعين بعد إقامة مهرجانات سنوية في السابع من نيسان من كلّ عام . على أن يُرشح لكل موسم خمسة من المبدعين الذين يتساوون في الأهمية والعمر والمكانة الإبداعية وأن تكون هذه الجائزة سنوية وتقليدية .هذا الرأي أدافع عنه بقوة وليكن الطوفان .لأنّ فيه تتجلى العدالة والموضوعية وإلا فنحن في قمة مزاجيتنا .
# اسحق قومي. شاعرٌ وأديب وباحث سوري مقيم في ألمانيا.
7/2/2023م.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟