الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية بعد الستين .. عن أسباب سقوط قاسم

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2023 / 2 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يستعيد العراقيون المهتمون بالشأن السياسي والتأريخ السياسي هذه الأيام ذكرى مرور 60 عاما على الأنقلاب الدموي الذي أوصل البعثيين الى السلطة وقتل فيه رئيس الوزراء العراقي حينها عبدالكريم قاسم، وحولت فيه السجون والمعتقلات وأحد القصور الملكية وحتى النوادي الرياضية الى مسالخ بشرية، عذب وأغتصب وقتل فيها أعداد لا تحصى ممن أعتبرهم البعثيون أعداء يجب إجتثاثهم.

استسلام قاسم للإنقلابيين وقتله ورفاقه على أيديهم بطريقة جبانة، حوله لدى قطاع كبير من العراقيين، الى أيقونة يسبغون عليها صفات وخصالاً شخصية كان للأسف يفتقر الى الكثير منها. وخلق هذا الإنحياز العاطفي لدى تلك الأوساط ميلاً لترتيش صورته، بما يعتم على حقيقتة كعسكري، أهتم أولا وأخيرا بتثبيت حكمه، واستخدم في ذلك اللين والشدة، المناورات والعنف، وإرتكاب الجرائم أو تسهيل ارتكابها. كل ذلك من أجل خلق توازن يبقيه في الحكم.

حين حطم قاسم ورفاقه من الضباط دعائم الحكم الملكي الموالي للغرب، وتسلم الحكم في الـ 14 من تموز ـ يوليو، انطلقت التيارات العراقية التي كانت متوافقة في ما بينها في معارضة الملكية، كل لتحقيق أهدافه. أبرز تلك التيارات كان التيار القومي، الذي كان يستمد أهميته ليس فقط من الفصائل القومية العربية، مثل حزب البعث، وحزب الأستقلال الذي كان في طور التحلل والاندثار، وحركة القوميين العرب الناشئة، بل أساسا وقبل ذلك وبعده، من الوزن الذي كان يمتلكه ذلك التيار في الجيش من خلال الأعداد الكبيرة من الضباط بمختلف المستويات ممن كانوا على صلة تتباين في درجات وثوقها مع فصائلة. وقد تلاحمت تلك الفصائل على هدف واحد هو الإلتحام بالعروبة ورمزها آنذاك الرئيس المصري جمال عبد الناصر، عبر دمج العراق بالجمهورية العربية المتحدة، التي كانت تضم حينها مصر وسوريا.

التيار الأكبر من حيث الجماهيرية كان هو التيار اليساري ودعامته الأساسية الحزب الشيوعي الذي كان يضع في صدارة أهدافه إعادة توزيع الثروة الاجتماعية لصالح الكادحين، من خلال ضرب الأقطاع كطبقة كانت تشكل أحدى دعائم النظام الملكي البائد، عبر أصلاح زراعي يقلص ملكيات الأقطاعيين الكبيرة من الأرض، ويمنحها للفلاحين، تحسين طروف العمال والعمل، ورفع مكانة المرأة في المجتمع. وحققت له تلك الأهداف شعبية كبيرة، تجلت في المسيرة العملاقة التي نظمها في الأول من أيار ـ مايو عيد العمال العالمي عام 1959، والتي هتفت فيها الجموع بشعار:
((عاش الزعيم عبدالكريم .... الحزب الشيوعي في الحكم مطلب عظيم)).

التيار الثالث، والذي نطلق عليه مجازا تسمية تيار، لأنه لم يكن مؤطرا سياسيا بأحزاب أو تنظيمات سياسية، بل هو تكتل كبير معارض يلتف حول المؤسسة الدينية الشيعية، حوزة النجف التي كان يقف على رأسها آية الله محسن الطباطبائي الحكيم، ووكلائه في الريف العربي الشيعي، الموالون لشيوخ العشائر الأقطاعييين، الذين انتابهم القلق من إنهيار النظام الملكي الذي كان الأقطاعيون أحد أعمدته الهامة. ولهذا فان بقايا النخبة الملكية المقتلعة للتو من الحكم، كانت الأقرب الى هذا التيار.

إلى جانب هذه التيارات الرئيسية الثلاث كان هناك الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة الملا مصطفى البارزاني، الذي كان يتمركز في أهدافه على الحقوق القومية للشعب الكردي، ورغم طغيان شخصية الملا إلا أن قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني كان بينها من يحمل توجهات يسارية، تقربه من الحزب الشيوعي، وتوجهات دينية وإقطاعية، كان تسؤوها هي الأخرى مساعي الحد من هيمنة الأقطاع التي يمثلها اليسار.

وكان هناك أيضا الحزب الوطني الديمقراطي، بزعامة الشخصية الوطنية المحترمة كامل الجادرجي، ونائبه الصناعي الأقرب الى اليمين محمد حديد، الذي عينه قاسم وزيرا للمالية. غير أن الوزن الكبير الذي منحه قاسم للحزب المذكور، لم يكن يتناسب مع وزنه الجماهيري، فبالإضافة الى نخبوية قياداته التي لا تتلائم مع الغليان الثوري الذي أحدثه تحول الرابع عشر من تموز، الذي تلمع عادة فيه قيادات شعبوية، كان نهج الأعتدال الذي اعتمده الحزب، ومسحة الليبرالية غير المفهومة من الشرائح المكونة للشعب العراقي، عوامل غير ملائمة في كسب الجماهير.

الحزب الوطني الديمقراطي كان أقل التيارات والفصائل خطرا على قاسم، فهو لا يمتلك أمتدادات عسكرية كما التيار القومي، ولا نفوذا جماهيرا كما التيار اليساري، ولا تأثير له يذكر على الريف العراقي كما (( تيار حوزة النجف )). إلى ذلك لم يكن يمثل خطرا كالذي تمثله التطلعات القومية للحزب الديمقراطي الكردستاني. لهذا وجدت طموحات قاسم للأنفراد بالحكم ضالتها في الحزب الوطني الديمقراطي، فمنحه في وقت ما ستة مقاعد وزارية في حكومته.

وبقيت مشكلة قاسم في كون الحزب المفضل لديه للعوامل التي أشير إليها، غير قادر على توفير ما يكفي له من الدعم في وجه الرياح العاتية التي أثارها تصارع التيارين القومي واليساري. فكان لا بد له من أن يستثمر التناقضات باللعب على التوازنات. وهو لعب خطير، لم يتح له ممارسته لأكثر من أربعة أعوام ونصف العام.

ويلخص الباحث المدقق والأمين منهجيا حنا بطاطو في الحزء الثالث من بحثه القيم ((العراق)) معضلة قاسم على النحو التالي:

(( لم يكن قاسم يقف فوق صراعات الأطراف، وخصوصا من بينها القوتان الرئيسيتان ـ القوميون والشيوعيون ـ ولا هو حاول التوسط بينهما، بل على العكس من ذلك فأنه لم يفعل إلا أن يسد، بإبقائهم منقسمين، ويلعب أحدهم ضد الآخر، وإبقائهم على خلافاتهم المتبادلة، وبغض كل طرف للآخر، ولم يكن باستطاعته أن يفعل غير ذلك، فمن ناحية، لم يكن الحزب الوطني الديمقراطي، نقطة إستناده الطبيعية يملك قاعدة سياسية كافيه. ومن ناحية أخرى، وهذا هو السبب الحاسم، لم يكن قاسم يسيطر على خلفية صلبة بين ضباط الجيش)) ويضيف بطاطو:

(( ومن نقطة الضعف هذه نبعت حاجة قاسم الى المناورة بين القوميين والشيوعيين واضعا أحد الطرفين ضد الآخر، منهكا إياه أو متبنيا له، حسب ما تفرضه الظروف. وكان استمرار وجوده نفسه يعتمد على عدم سماحه لأي من القوتين بأن تصبح شديدة القوة، أو السماح للقوتين بالإتفاق في ما بينهما)).

الإقتباس من الصفحتين 156 ـ 158 من الحزء الثالث من كتاب حنا بطاطو ((العراق)) المعنون الشيوعيون والبعثيون والضباط الأحرار.

كان قاسم يسعى الى الأنفراد بالحكم، ولهذا رفض الأنحياز لأي من التيارين الكبيرين آنداك، لأن ثمن الانحيار لأي منهما يحمل معه فقدان التفرد في الحكم، فالأنحيار للقوميين ثمنه تسليم الحكم لعبدالناصر من خلال دمج العراق بدولة الوحدة، والأنحياز لليسار ثمنه مشاركة الشيوعيين في الحكم، ومثلت مسيرة الأحتفال في الأول من أيار ـ مايو التي قادها الحزب الشيوعي، ورفعت شعار مشاركة الحزب بالحكم، جرس إنذار لقاسم. فقرر كما أشار بطاطو أن يمضي في لعبة ضرب التيارات ببعضها، ليضمن تفرده بالحكم.

ومن أجل تقييم حقيقي لقاسم وفترة حكمه، لابد من الإطلاع على ثلاث مصادر مهمة:

الكتاب الثالث من الدراسة الموسوعية الهامة للباحث الفلسطيني حنا بطاطو، والمعنون: (( البعيثون الشيوعيون والضباط الأحرار)).
كتاب المؤلف العراقي جرجيس فتح الله (( خواطر وآراء )).
وكذلك الجزء الثاني من كتاب ثمينة ناجي يوسف ونزار خالد ..(( سلام عادل ، سيرة مناضل )).

دون الأطلاع على هذه المصادر المدعمة بالوثائق، والتي تعتمد التحليل الوثائقي، تظل أحكامنا عن قاسم وفترة حكمة تستند الى مسلمات غير مدققة، أساسها العواطف.

.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل مساوئ الزعيم هي وطنيته
د. لبيب سلطان ( 2023 / 2 / 8 - 07:34 )
الاخ الاستاذ عبد الله شناوة
اعتقد ان تحليل بطاطو لايغطي صورة الواقع الفعلي فهو نظري ومبني على وثائق وعلى ان الزعيم رجل عسكري ومنه سلطويته و تمسكه بالسلطة وعلى ضوئه وكما يرد في مقالتكم انه كان مراقبا للصراع القومي الشيوعي بعد نهاية عام 1959 هناك شواهد كثيرة ان الزعيم وقف ضديهما لوطنيته وخوفه على مصير العراق..وانتم اشرتم الى نصفها فقط وهي ان القوميين سيضعون العراق بيد عبد الناصر، بينما الشيوعيين سيضعونه بيد السوفيت ( وليس لمطلبهم المشاركة في الحكم كما ذكرتم) وقراءة بطاطو انه عسكري ،بينما الواقع على الارض ان الزعيم وجد نفسه في وضع يصعب ايجاد مخرج له عن طريق دستور دائم وبرلمان وانتخابات كونه يعلم ان الشيوعيين سيفوزوزون ومنه ادخال العراق في حرب مع الغرب وعليه بقي يؤجل الموضوع حتى تنضج ظروفا مغايرة وهو شخصيا لم يخلق حزب له كي تصح مقولة بطاطو انه مستبد في السلطة ولو كان كذلك لشكل حزبا وزور الانتخابات، وكونه وطنيا صادقا اعتمد على الشعب الذي احبه بقي ينتظر الفرصة ولم تأت..وعندما طرح الجادرجي عام 1959 اقامة برلمان ودستور هاجمه الشيوعيون انه برجوازي ..فالشيوعيون يتحملون جزء كبير من الانهيار


2 - تمجيد دكتاتورية قاسم
طلال بغدادي ( 2023 / 2 / 8 - 16:29 )
تمجيد دكتاتورية قاسم دليل صارخ على ان الجهل السياسي للافراد والاحزاب السياسية لازال متفشيا بدرجة كبيرة ، انقلاب شباط 63الاسود هو أمتداد لانقلاب تموز 58 الاسود.... تصفية حسابات بين ضباط يتقاتلون من أجل الزعامة...


3 - صادق الشكر لـ د. لبيب سلطان
عبدالله عطية شناوة ( 2023 / 2 / 9 - 11:09 )

شكرا جزيلا لتعليقك الصريح يا دكتور، لبيب حيث أوضحت (( أن الزعيم وجد نفسه في وضع يصعب إيجاد مخرج له عن طريق دستور دائم وبرلمان وانتخابات كونه يعلم أن الشيوعيين سيفوزون )). وانت تجد في تعليقك أن ذلك كان صحيحا لأن مثل ذلك التطور سيؤدي إلى (( إدخال العراق في حرب مع الغرب )). ومعنى هذا أن خيارات الشعوب ينبغي أن تلتزم بما يريده الغرب، وان الديمقراطية يتعين استبعادها في حال كان خيار المجتمع اشتراكيا، أو حتى قوميا. وهي مطلوبة فقط لتحقيق فوز أنصار الخيار الغربي.
ولكني أشعر بالأسف لأن تعليقك لم يمضي بصراحته إلى النهاية، وانتهج في مواضع أخرى الأسلوب الدعائي الغربي المعهود، من أنه في حال وصول الشيوعيين الى السلطة فأنهم سيبيعون بلدهم للاتحاد السوفييتي. منكرا أنه كان للشيوعيين حينها، برنامج محلي يستجيب لصالح أوسع الأوساط
الأجتماعية، وأن ذلك البرنامج هو ما حقق لهم الشعبية التي كانو سيفوزون بواسطتها حسب أقرارك،


4 - صادق الشكر لـ د. لبيب سلطان 2
عبدالله عطية شناوة ( 2023 / 2 / 9 - 11:21 )
في مقالي أعلاه لخصت البرنامج المذكور بثلاث نقاظ هي:إعادة توزيع الثروة الاجتماعية لصالح الكادحين، من خلال ضرب الأقطاع كطبقة كانت تشكل أحدى دعائم النظام الملكي البائد، عبر أصلاح زراعي يقلص ملكيات الأقطاعيين الكبيرة من الأرض، ويمنحها للفلاحين، تحسين طروف العمال والعمل، ورفع مكانة المرأة.
أما قضية علاقات العراق الدولية، فأن سيادة الشعب العراقي ينبغي ان تضمن له حرية رسم علاقاته الدولية، بتوطيدها أو إضعافها مع هذا الطرف الدولي أو ذاك، كما تدافع اليوم عن حق أوكرانيا في عقد التحالفات العسكرية مع الغرب، باعتباره حقا من حقوق السيادة التي ينبغي ضمانها. أم أن التحالف ـ قل التبعية ـ لا يكون الى مع الغرب وللغرب؟
مع تحياتي واحتراماتي.


5 - -1قراءة لموقف الزعيم عبد الكريم
د. لبيب سلطان ( 2023 / 2 / 9 - 12:45 )
عزيزي الاخ عبد الله
كنت ابحث ولفترة طويلة عن السبب الذي دفع الزعيم لرفض دعوة الجادرجي منذ نهاية عام 1959وهو وكلاهما وطنيان والزعيم نفسه يحترم الجادرجي ومن حوله ويميل اليهم، فلماذا رفض وقتها والسبب الذي توصلت اليه ان الزعيم لم يكن يعارض فعلا ذلك ولكنه كان محقا ان ذلك سيجعل العراق بفوز الحزب الشيوعي لقمة جاهزة للسوفيت لابتلاعه ويعرض العراق لغضب الغرب ويدخل العراق في صراع دولي لامصلحة للعراق فيه ....انه موقف الحريص على بلده وهو فعلا كذلك فالغرب ومن خلال البعثيين والضباط القوميين سيقوم بحرب اهلية كما جرت في اسبانيا ودولا عديدة مثل اندونيسيا والزعيم حاول تجنب ذلك..فالمسألة هي ليست اني مع او ضد حق شعبنا او الحزب الشيوعي ،وهو حزب وطني جماهيري ،في الفوز بل في قراءة الزعيم له وتجنب نتائجه
الكارثية ومنها ماحدث فعلا في 8 شباط الأسود، وما تكتبونه هو محاولة لتجنب مناقشة هذه الحقيقة وحقيقة ان الحزب الشيوعي رغم وطنيته، أي اخلاصه الوطني للعراق ، كان كبقية الاحزاب الشيوعية في قراراته تابعا لموسكو وفكريا يعتبر ان الاخلاص للوطن هو نفسه الاخلاص والدفاع عن الاتحاد السوفياتي ومن هنا بدأت مشكلة يتبع


6 - قراءة لموقف الزعيم -2
د. لبيب سلطان ( 2023 / 2 / 9 - 13:05 )
اقصد مشكلة الزعيم مع الحزب الشيوعي وتمنعه للتحول الى اقتراح الجادرجي للتحول الى نظام رئاسي برلماني..فهو لم يكن مستبدا وديكتاتورا ليمتنع بل ان قرائته وخوفه على مستقبل العراق كانت صحيحة
ونفس السؤال طرحته على نفسي لماذا عارض الحزب الشيوعي اقتراح الجادرجي وهاجمه علنا، او السؤال الاكبر لماذا لم يطرح الحزب الشيوعي اساسا اقامة نظام برلماني ؟ ولليوم لاتجد له اجابة من الشيوعيين ولكني استطيع ان استدل ان الفكر اللينيني اساسا هو ضد البرلمانات البرجوازية الرجعية ومنه اتخذ هذا الموقف وشخصيا توصلت لنتيجة اخرى انه ليس حزبا لاقامة الديمقراطية بل لأقامة الاشتراكية وللدفاع عن السوفيت ، وهذه هي ايديولوجيته اساسا،ومنه لايمكن مطالبته بطرح اقامة نظام برلماني يعتبره اساسا اداة بيد الرجعية
ملاحظة اخيرة أرى انك تسمي سقوط قاسم وهذه عبارة جارحة لمشاعر الوطنيين العراقيين الذين اعتادوا تسميته الزعيم. اعتزازا بوطنيته وعادة المعسكر المقابل يسميه سقوط قاسم مثل سقوط صدام
واخرى محاولة اظهار تناقض لي حينما قلت بفوز الشيوعيين في الانتخابات لو جرت وكأنئ
ارفضها ، وانا فقط كتبت قراءة لموقف الزعيم منها وليس موقفي


7 - قراءة لموقف الزعيم ـ3
د. لبيب سلطان ( 2023 / 2 / 9 - 13:40 )
وبقدر قناعتي اليوم ان موقف الزعيم كان وطنيا وصائبا فاني كنت ساقف الى جانب حق شعبنا في تقرير مايراه حتى بفوز الحزب الشيوعي فهو حزبا وطنيا وليس قمعيا ومن هنا لا اعتقد انك مصيب في جعل المسألة وكأن التحالف مع السوفيت او الغرب تشغلني بل قراءة الواقع وتحليله هو ما اقوم به، وكنت اعتقد ان عصر التأدلج المنحاز قد انتهى ولكن لليوم لم ينته على مايبدو ومازلت اقرأ لليوم عبارات مضحكة ممن يكتبون عن 8 شباط ان الملام فيها فقط اميركا وبريطانيا دون لوم الذات ، و اين مصالح شعبنا في نقل الصراع لكل بيت عراقي في الدفاع سواء عن السوفيت ( الشيوعيين )او عن اميركا ( البعثيين ) واين الحكمة التي لم نستخلصها لليوم وهي الوطنية اولا ، فالجميع امبراطوريات تبحث عن مصالح فلماذا علينا دفع الثمن
عموما العبرة هي في استخلاص الدروس ودورنا كمثقفين طرحها للناس بجرأة وليس اتخاذ موقف مؤدلج منذ الحرب الباردة ولليوم لايتغير ولايقرأ ان العالم مصالح واذا كانت حقا الوطنية دافعا فتناقش الامور من وجهات المصالح الوطنية وليس العداء لهذا وذاك وتحويل معاركنا الى خارجية ولا لوم فيها على اللاعبين..يتبع


8 - قراءة لموقف الزعيم 4
د. لبيب سلطان ( 2023 / 2 / 9 - 13:57 )
يمر الان ستون عاما على انقلاب شباط الذي دمر الدولة الوطنية العراقية ..ومن يتحمل
المسؤولية ؟ لا احد ، فالكل يكتب انها امريكا وبريطانيا ، وهو امر شخصيا لا اشك فيه ، انهم باركوها وتمنوها لتصفية نفوذ الحزب الشيوعي ، رغم انه لم يرد في كتاب حنا بطاطو وثيقة تؤيد تورطهما المباشر ، وتصريحات علي السعدي او هيكل او اذاعة الكويت لاسماء قادة الحزب هي ايضا اضحوكة فالامن والبعثيين يعرفونهم جيدا ، ولكن مصالح الغرب تدل على ذلك ،ولكن ذلك ليس كل القصة..بل اقل من ربعها، وثلاثة ارباعها هي داخلية تتعلق بعدم نضج القوى السياسية ..فالوطنية ومنها ضعف الحزب الشيوعي فكريا واستقلالية وكمثال بعد الحرب الثانية كاد الحزبان الشيوعيان الفرنسي والايطالي الفوز بالنتخابات ولم يحصل فيها انقلاب او حرب اهلية وهذا يعود لنضجهم واستقلاليتهم النسبية عن موسكو..وانا احاول ان اقرأ لو وافق الحزب الشيوعي عندنا على مقترح الوطني الديمقراطي بنظام برلماني ديمقراطي واستقل عن موسكو لاصبح وضعنا مثلهماولامكن تجنب المصائب..ولكن الضعف الفكري جعله اسيرا لمقولات ستالين ولينين واتهم الوطني بالبرجوازية وهاجم الطرح الوطني وهيج الشارع ضد ذلك


9 - ردودك محيرة حقا أخي لبيب سلطان 1
عبدالله عطية شناوة ( 2023 / 2 / 9 - 16:58 )
ردودك محيرة حقا أخي لبيب سلطان، من جهة تنتقد تركيز البعض على العامل الخارجي في سقوط تجربة الزعيم عبدالكريم قاسم، وأهمال العوامل الداخلية، وترد ذلك للأدلجة، ومن جهة أخرى تركز أنت نفسك على العامل الخارجي وتحصره في السوفييت، وخطورة فوز الحزب الشيوعي في العراق بالسلطة، ولا تعتبر ذلك أدلجة. فيما مقالي الذي تعلق عليه، لم يتطرق أبدا للعامل الخارجي، وركز على موقف قاسم من صراع التيارات السياسية المحلية، واستفادته من هذا الصراع في مواصلة الحكم...


10 - ردودك محيرة حقا أخي لبيب سلطان 2
عبدالله عطية شناوة ( 2023 / 2 / 9 - 17:02 )
ثم تكرر يا اخي الحديث دائما عن مطالبة الجادرجي بحياة برلمانية وتزعم أن الحزب الشيوعي هو من عارض دعوة الجادرجي، وتعرض الأمر كما لو أن الصراع حينها، كان قائما بين الشيوعيين والوطنيين الديمقراطيين، وليس بين الشيوعيين والقوميين، وهذا تجن على الحقائق التأريخية، فليس ثمة وثيقة واحدة تتضمن رفض الحزب الشيوعي للحياة البرلمانية، وأتمنى أن تعرض مثل هذه الوثيقة، لتؤكد ما تقول. جل ما في الأمر أن الحزب الشيوعي كان يرى أن للديمقراطية شقان هما الديمقراطية السياسية الممثلة بالحياة السياسية، والديمقراطية الأجتماعية ممثلة بتمكين الفئات المهمشة من الحصول على أوضاع تمكنها من المشاركة الحقيقية في الحياة السياسية، من خلال إجراءات مثل الأصلاح الزراعي، والحياة النقابية للعمال، تغيير قوانين الأحوال الشخصية بما يدفع باتجاه مساواة المرأة بالرجل، فدون ذلك لن تتمكن النساء ـ نصف المجتمع ـ من الأستفادة من الديمقراطية السياسية، ولهذا كان يطالب بما يعتبره ديمقراطية مكتملة تتضمن الشقين السياسي والأجتماعي، بحسب تعبيرات تلك الفترة.


11 - ردودك محيرة حقا أخي لبيب سلطان 3
عبدالله عطية شناوة ( 2023 / 2 / 9 - 17:05 )
عودة الى الموقف من الحزب الوطني الديمقراطي، فأن قاسم هو من شوه الحياة السياسية، بتشجيعه وزير ماليته محمد حديد على الأنشقاق عن الحزب بعد ان رفض قرارات الوطني الديمقراطي باستقالة الوطنيين الديمقراطيين من الحكومة، وحمل حديد على تشكيل الحزب التقدمي، كل ذلك بعد أن أستغل غياب الجادرجي خارج العراق، ليعلن عن تجميد عمل الحزب، استجابة لرغبة أو لأوامر الزعيم. أي أن قاسم لم يحتمل الحزب الوطني الديمقراطي والزعيم الوطني كامل الجادرجي. وقد سبق هذا بفبركة حزب شيوعي وهمي بقيادة داوود الصائغ. ومنحه الأجازة القانونية باسم الحزب الشيوعي العراقي، دون أن يخشى من رد فعل الغرب، كل ذلك ليسحب الشرعية من الحزب الشيوعي الذي كان عمره آنذاك أكثر من ربع قرن.


12 - ردودك محيرة حقا أخي لبيب سلطان 4
عبدالله عطية شناوة ( 2023 / 2 / 9 - 17:12 )
وكما هو اضح من تصرف قاسم مع الجادرجي والوطني الديمقراطي فان الأمر لا يتعلق بحرص قاسم على عدم دفع العراق الى أتون الصراع الدولي، بل بعدم احتماله لأية حياة سياسية حرة.
أخيرا .. إذا كانت الشيوعية أيديوبوجيا، فأن معاداة الشيوعية أيديولوجيا مضادة، من حق أي كان أن يتبناها، ولكن عليه أن يكون أمينا في عرض الوقائع التأريخية، ولا يلويها لمصلحة الأيديولوجيا التي يتبناها.
وأود أن أنهي الحوار بتكرار الشكر لك يا أخ لبيب، لأن تعليقاتك أتاحت لي فرصة تناول جوانب للموضوع لم أتناولها في مقالي موضوع النقاش,


13 - هذا قديس وليس جنرال
بلوى ( 2023 / 2 / 9 - 18:28 )
سقوط قاسم-مو هذا عبد الكريم اللي نقل الشروكيه من احياء البؤس الى الثوره والشعله واكيد عائلتك نقلها هذا التقي النقي قتله حثالة البعث الطائفي وهو صائم هذا انسان قلبه وعقله مع فقراء العراق-كان ورعا صاحب دين وضمير حي لم يسرق من المال العامولكن وجوه الشر من الغوغاء الشيوعيه والبعث المجرم لم يتركوه ليبني البلد وينعش هذه البلاد كما يخطب-لقد ازيلت شرذمة لصوص وفاسدين ولايربطهم بالعراق رابط-من نوري سعيد الذي التصق بالكرسي حتى سحله الغوغاء شر سحله هو والفاسد الاخر الوصي سحلوه كذلك ولم يسحلوا الملك الشاب-لقد ظل هذا الثنائي المشؤوم منذ مقتل السكير غازي الى فجر 14تموز مهيمنا على مقادير السلطه وكان البرلمان اسم وشخوص لاتصلح لتمثيل الشعب والا لماذ ا يرأس نوري سعيد 14 وزاره تشكلت في العهد الملكي المقبور- من يريد معرفة ما سيؤول اليه حكم هذه العائله فلينظر الى ابناء عمومتهم في الاردن فالملك كبير اللصوص والاستجداء مصدر التمويل وحمايه اسرائيل الطريقه المثلى للبقاء في وازالة
الاخ من الطريق حتى ان ملك حسين ظل عميلا للسي اي ايه حتى مجئ كارتر الذي الغى راتبه طار الى تل ابيب ليخبرهم بموعد بدء الهجوم في حرب تشري

اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين


.. بوتين: كيف ستكون ولايته الخامسة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد -بتعميق- الهجوم على رفح


.. أمال الفلسطينيين بوقف إطلاق النار تبخرت بأقل من ساعة.. فما ه




.. بوتين يوجه باستخدام النووي قرب أوكرانيا .. والكرملين يوضح ال