الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ّّّذكرى المؤامرة الإستعمارية الأمريكية البعثية في شباط 1963

عدنان يوسف رجيب

2023 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ذكرى المؤامرة الإستعمارية الأمريكية البعثية في شباط 1963



تمر اليوم الذكرى الستون للمؤامرة الإستعمارية الأمريكية - البعثية ضد الشعب العراقي في 8 شباط 1963. تلك المؤامرة التي التي خططت لها الإستخبارات الأمريكية، (بالتعاون مع شركات النفط الإحتكارية)، ونفذها حزب البعث العراقي، وذلك لإنهاء الحكم الوطني في العراق.
لقد كان الحكم الوطني في العراق، بعد قيام ثورة 14 تموز 1958، هو شوكة في عقل الإستخبارات الأمريكية وشركات النفط الإحتكارية. فعملت هذه الشركات ما بوسعها من أجل إنهاء هذا الحكم الوطني، ومن أجل إرجاع العراق الى حضيرة الدول الإستعمارية، وأهمها أمريكا، لإستمرار السيطرة على خيرات العراق، وأهمها النفط.
لقد عملت أمريكا والدول الإستعمارية الكثير من المؤامرات، (بواسطة أعوانها من العملاء في الداخل), لإسقاط الحكم الوطني في العراقز وكان منها محاولة إغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم، حيث فشلت هذه المحاولة الإجرامية وبقي الزعيم حيا، لكن محاولات الإستخبارات الأمريكية بقيت مستمرة.
لقد جندت الإستخارات الأمريكية حزب البعث لتنفيذ مؤارة لقلب نظام الحكم في العراق، حيث كان حزب البعث مهيئا للتآمرعلى ثورة 14 تموز 1958. وكان ذلك منذ يوم 21 تموز، حين جاء ميشيل عفلق الى العراق ليعلن للبعثيين إنه جاء لينبه أفراد حزبه بضرورة العمل من إجل إلحاق العراق بالجمهرية العربية المتحدة...!
وليكون العراق تحت راية جمال عبد الناصر. وهكذا ظهر شعار (الوحدة)، طافيا على كل شعار في نشاط البعثيين، وباقي القوميين، وكان هذا السلوك يجد القبول والتشجيع من قبل جمال عبد الناصر نفسه، وتوجهات الجمهورية العربية المتحدة.
وعمل البعثيون المستحيل من أجل رفع شعار الوحدة وفرضه على قطاعات الشعب العراقي. لكن الشعار لم يجد صدى وإستجابة واضحة من قبل أبناء الشعب العراقي، ولا من الإحزاب الوطنية، مثل الحزب الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي العراقي والحزب الديمقراطي الكردستاني. وكانت عدم إستجابة الأحزاب لتوجهات حزب البعث، جعلت البعثيين يعادون باقي قطاعات الشعب والإحزاب الوطنية، وبالتالي معاداة ثورة 14 تموز وقادتها.
وإستمر نهج البعثيين المعادي لثورة 14 تموز في جميع تسلكاتهم، وكان أن أنتهجوا توجه العداء لكل ما تقوم به الثورة من خدمات لمصالح الشعب العراقي. وبقي البعثيون في مواجهة الثورة، والعداء لها، وعملوا على تجنيد كل أعداء ثورة 14 تموز، من الإقطاعيين ورجال العهد الملكي المباد، والرجعيين، للقيام بجبهة ضد ثورة 14 تموز وتوجهاتها الثورية لصالح جماهير الشعب. وأصبح حزب البعث هو الحامي والمنظم لكل قوى الظلام والرجعية ضد مصالح الشعب العراقي.
وقد وجدت الإستخبارات الأمريكية وشركات النفط الإستعمارية، في حزب البعث أداة جيدة بيدها لتنفيذ مآربها في قلب نظام الحكم الوطني، وكان لها ما أرادت. حيث تم تنفيذ المؤامرة السوداء الدموية، في يوم 8 شباط 1963 ضد الشعب العراقي ومكتسباته الوطنية في ثورة 14 تموز 1958 المجيدة.
لقد بدأت المؤامرة بإغتيال الوطنيين، من ديمقراطيين ومساندي عبدالكريم قاسم ومن شيوعيين، وباقي الوطنيين العراقيين، نساء وورجال. وكان البعثيين قد كونوا ركيزة إجرامية أسموها (الحرس القومي). كانت هذه المجموعة قد تكونت على غرار (الأس أس) النازي الألماني. حيث تعبث هذه المجموعة الإجرامية بالناس كيفما تشاء، وهي مزودة بالأسلحة والمعدات الكاملة للفتك بالمواطنين، ولها الحرية في القتل والتنكيل باي كان، من دون رادع قانوني، حيث تم إعطاءها الصلاحيات في ذلك.
لقد قامت مجاميع الحرس القومي بعملها منذ اليوم الأول للمؤامرة الخيانية البعثية الإستعمارية. فلقد تم إغتيال ما يقارب من خمسة آلاف مواطن عراقي في الأيام السبعة الأولى للمؤامرة. وقد أعربت جريدتا الكارديان البريطانية واللوموند الفرنسية عن هذه المأساة والجرائم بحق العراقيين، حتى بينتا إنه كان هناك، فيما مضى، جرائم يندى لها جبين الإنسانية. لكن الجريدتان تعتبران، الأن، أمام ما يقوم به البعثيون في العراق، تعتبر تلك الجرائم نزهةـ أي عملا بسيطا -، قياسا لما يقوم به البعثيون الأن من جرائم.
وفي وقتها، ضج العالم، الأوربي والآسيوي، وفي باقي أنحاء العالم، من هذه الغلواء في فداحة الجريمة الإنسانية التي يقوم بها الإنقلابيون في العراق. وكتبت كثير من الصحف منددة بهذا الجرائم الكبرى.
وبين الملك حسين (ملك الأردن)، أن الإستخبارات الأمريكية كانت تذيع من أذاعة في قبرص، عناوين وأسماء الوطنيين العراقيين الذين كان على البعثيين قتلهم. وكان البعثيون يستلمون التعليمات من الإستخبارات الأمريكية، لتنفيذها تماما...!
كان القتل يتم في بيوت المواطنين، وإذا لم يتواجد المواطنون في بيوتهم، كان يتم قتلهم في الشوارع والأحياء السكنية وفي أماكن العمل. فكان كل مواطن هو هدف للإنقلابين البعثيين، وحرسهم القومي النازي النزعة. وكان الذين يفرون من أعين البعثيين، يتم جلبهم فيما بعد، ويكون القصاص منهم، بإعدامهم، أينما يجدوهم....؟!
كانت الجمهورية العربية المتحدة، هي أولى الدول التي إعترفت بإنقلاب البعثيين (الإستخباراتي الأمريكي)...! وكان جمال عبد الناصر مهللا ومغتبطا تماما بهذا الإنقلاب.
وقد أعدت مصر مساعدات قيمة للإنقلابيين البعثيين. وتقول الإخبار، إن الجرائم الضخمة التي قام بها البعثيين في قتل المواطنين العراقيين جعلت عبد اللناصر، فيما بعد، يوعز للبعثيين بالتخفيف من هذه الجرائم، التي لم تعد تحتل من الرأي العام العالمي.
لقد شعر أبناء الشعب العراقي بالظلم وحجم الجريمة الضخم الذي سلطه البعثيين عليهم، وكان كل بيت يتظلم من هذه المحنة والمجزرة التي وضعه فيها البعثيون. حتى كان الشعب العراقي يسمي البعثيين، بالخونة للشعب العراقي، وإضطر بعض الناس، رغم خوفهم وهلعهم، أن يعلنوا عن عدائهم العلني للبعثيين ويصرحوا بذلك، وكان من الطبيعي أن يلاقي المواطنون الموت على أيدي المجرمين البعثيين.
كانت أيام سوداء تماما في حياة الشعب العراقي، وإستمرت لمدة تسعة أشهر، حيث تخبط البعثيون فيها في الحكم، وكل من قادة البعثيين، كان يجرأعوانه ضد الأخرين، حتى سقطوا في تشرين الثاني بواسطة الجيش، الذي أدخله عبد السلام عارف، للقضاء على البعثيين.
تبين الإجصاءيات عن ممتلكات البعثيين والحرس القومي، إنها كانت أكثر من ستين ألف قطعة سلاح، ومع ذلك كان هذا الحرس القومي والبعثيين، جبناء وخائفون من التصدي للقوة التي أخدت السلطة منهم؟!
وأصبح البعثيون خائفون ويختفون في منازلهم ولا يخرجون منها، لكي لا يمسك بهم الجيش ويعتقلهم. وكان أفراد الحرس القومي قد هربوا (بهلع)، من أمام الجيش. وكان هؤلاء الأفراد يقومون برمي ملابسهم، (العسكرية), في الطرقات لكي يخفوا حقيقتهم. وأصبحوا بذلك سخرية أمام أبناء الشعب العراقي، الذين جعلوا منهم إضحوكة، محتقرين التسلط الذي كان أفراد الحرس القومي يمارسونه قبلا ضد ابناء االشعب العراقي.
وحين صدر قرار من الجيش للبعثيين وأفراد الحرس القومي في تسليم أسلحتهم الى مركز الشرطة، كان أفراد الحرس القومي يخافون من الذهاب الى مراكز الشرطة لتسليم هذه الأسلحة، بل كانوا يعطون أسلحتهم الى زوجاتهم أوأخواتهم لتسليمها... وهنا كان أفراد الحرس القومي كذلك محط سخرية وإستهجان افراد الشعب العراقي، من جبنهم وهلعهم....!
إن الطابع الجبان لشخصية الفرد البعثي، معروفة بالنسبة لأبناء الشعب العراقي. فحينما يتسلم البعثي القوة، فإنه يمارس الإرهاب والغطرسة على الآخرين، لكنه حينما يكون بدون قوة بيده، تظهر حقيقته، في إنه جبان وخائف، بل يكون دائما مرعوبا من الآخرين....
إن الشعب العراقي يحتقر البعثيين لتسلكاتهم وتصرفاتهم غير الوطنية. فمنذ أن تكون حزبهم، في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، كانوا غير وطنيين وليسوا مع توجهات وتطلعات الشعب العراقي.
عند بداية تكوين حزبهم، كان البعثيون يريدون ان يفرضوا على أعضاء حزب الإستقلال أن يكونوا أعضاء في حزب البعث...! وكانوا يفرضون ذلك بالقوة. مما جعل الاحتقارضدهم من قبل أعضاء حزب الإستقلال. وصرح محمد مهدي كبة، (رئيس حزب الإستقلال أنذاك) ضدهم قائلا، (هؤلاء الغلمان يتصدون لأعضاء حزبنا).

كما وقف البعثيون ضد الحزب الشيوعي العراقي، بينما كان الحزب الشيوعي العراقي قد أمدهم بمطبعة، ودرب أعضاءهم على الطباعة، وأدخلهم في صفوف الحركة الوطنية. لكنهم أنقلبوا على الحزب الشيوعي، وإدعوا أنه ضد القضية الفلسطينية...؟!
بينما كان البعثيون قد ناصروا مرشح نوري سعيد في أنتخابات 1954، وموقفهم هذا كان ضد موقف القوى الوطنية كلها....!
كما مانع البعثيون من وجود الحزب الديمقراطي الكردستاني في الجبهة الوطنية، التي تكونت سنة 1957، بإدعاء أنه حزب كوردي (؟!). ولذلك عمل الحزب الشيوعي العراقي جبهة خاصة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني.
هذه بعض من المواقف غير الوطنية لحزب البعث، منذ بداية تكوينة، وإستمرعلى عدم وطنيته حتى ثورة 14 تموز 1958 الشعبية، حيث كان معاديا لهذه الثورة التحررية الوطنية. و ساهم مع الإستخبارات الأمريكية في القيام بمؤامرة إستعمارية ضد الشعب العراقي.
وأستمر حزب البعث على تسلكاته غير الوطنية، ومنذ إنقلابه الثاني في 1968، حيث حاول أن يعطي تصورا آخر عن سلوكة غير الوطني، لكنه سرعان ما عاد الى سابق وضعه الفاشي الأجرامي...
وكان أن تسلم صدام حسين السلطة، وعاث فسادا في العراق. وسلوك البعث وسلوك صدام حسين معرفا للجميع فلقد اعاد العراق للوراء في كل الإتجاهات الوطنية والحضارية والأخلاقية. ولم يعد العراق أرضا لأي معنى للعيش. وقد أوصل البعث وصدام حسين العراق الى الحضيض، لحد أنه جلب الأمريكان ليحتلوا العراق عنوه، في 2003، وليغدوالعراق، بعد ذلك، بيد فئة ضالة أخرى سيئة، من الإٍسلام السياسي المارق، حيث يعمل الشيعة والسنة القادة الكورد، على سرقة أموال العراق، والإساءة الى شعبه الباسل ويفعل هؤلاء على تفريغ العراق من محتواه الثقافي والمعرفي والحضاري.
الإحتقار والإشمئزاز من مؤامرة 8 شباط 1963، والظفر للشعب العراقي الباسل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان