الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تكون صديقاً لشعب

عبدالرحمن محمد محمد

2023 / 2 / 8
سيرة ذاتية


تمرُّ أيام العمر ونحن نُنشِد للمحبة ومبادئ الخير والسلام، نحاول جاهدين أن نكسب صداقة شخص أو أشخاص قد يُعدون على أصابع اليد الواحدة، وهنا أعني الصداقة بمعناها العميق ودلالتها الحقيقية، لكن أن تكون صديقاً لشعب بأكمله، ويبادلك أبناء هذا الشعب ذات الشعور وتكون الصداقة النبيلة متبادلة فذاك هو الفوز العظيم.
رجائي فايد، عرفته من خلال كتابته لزاوية أسبوعية في صحيفة روناهي، التي قرأ خلالها كثيرون ما خطّه قلمه الجريء، وكانت ثمار فكره النيّر، ومبادئه الإنسانية، وكيف لا وهو صاحب المواقف الشجاعة والقول الفصل في صداقته للشعب الكردي منذ عقود، ليكون اسمه محبباً لقلوب الكُرد.
لم تأتِ صداقة الفايد للشعب الكردي عن عبث ومجرد تعاطف، فالكاتب رجائي الفايد عاش مع عائلته في مدينة هولير أكثر من تسعة أعوام / بين عامي 1979 – 1988/، وخالط وعاشر وعاش تفاصيل حياة الكرد بكل دقائقها، وله شهادات وأبحاث عن حلبجة والأنفال ومعاناة وحياة الكُرد، وتعرّف كذلك وعن قرب إلى حركة التحرر الكردستاني، والفكر الأوجلاني، وكانت له مواقف مُشرّفة من القضية الكردية، وكان لجهوده دور في تدريس اللغة الكردية ضمن مناهج قسم اللغات الشرقية بكليات الآداب بالجامعات المصرية، وبعد المؤامرة الدولية التي أفضت إلى اعتقال القائد الكردي عبدالله أوجلان، كان عضواً في المبادرة العربية لحرية عبدالله أوجلان، نقل آراءه ونظرته للجماهير العربية من خلال مقالاته وأبحاثه ومن ثم في كتابه الموسوم بـ (أوجلان ... الزعيم والقضية) بالاشتراك مع الكاتب والمفكّر "أحمد بهاء الدين شعبان"، وكتابه "أكراد نعم ... وعراقيون أيضاً".
أتاح له مركزه كرئيس للمركز المصري للدراسات والأبحاث الكردية المجال للدفاع عن قضيته قضية الكرد وتبناها كقضية رئيسية في مجمل دراساته وأبحاثه، وفي زاويته الأسبوعية في صحيفة "روناهي" واسمها، روناهي القاهرة، ضياء روج آفا، لتحمل الكثير من نور الحقيقة للقارئ العربي، بأسلوب شيّق وتناول موضوعي وشرح مُبسط للعديد من القضايا الشائكة، فكان من خيرة الأقلام الداعية إلى أخوّة الشعوب الحقيقية وتجسيدها قولاً وفعلاً.
من أهم الدراسات التي كُتبت عن رجائي فايد هو كتاب (أوراق رجائي فايد والمسالة الكردية للأستاذة الباحثة "ولاء عبد الله أبو ستيت"، وتناول كثيرون مقالاته وأبحاثه كمصدر للمعلومة والتوثيق لما عُرف عنه من موضوعية البحث، للوصول للحقيقة.
رجائي فايد الكاتب والإنسان، كان صادقاً مع ذاته أولاً ومع كل من خالطه، وكان مخلصاً لمصريته وعروبته، وفياً لأصدقائه وبخاصةٍ الكرد، مُكرساً حياته وفكره في قضيته كقضية شعب ومبدأ إنسان حر.
ختاماً، لعل هذه الأسطر، توصِل عزاءنا لشعب مصر ولأسرته ومحبيه، والأسرة الإعلامية في مصر، وعزاءنا لأصدقائه الكرد الذين سيذكرونه بكل تقدير واحترام في أرجاء المعمورة، وأن نقول له، إلى جنات الخلد لأنك خلّدت اسمك في قلب الكُرد ... يا صديق الشعب الكردي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تبدع في تجهيز أكلة مقلقل اللحم السعودي


.. حفل زفاف لمؤثرة عراقية في القصر العباسي يثير الجدل بين العرا




.. نتنياهو و-الفخ الأميركي- في صفقة الهدنة..


.. نووي إيران إلى الواجهة.. فهل اقتربت من امتلاك القنبلة النووي




.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب نتنياهو أركان حكومته المتطرف