الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوات السلام السودانية القومية وكيان الوطن

بدر الدين العتاق

2023 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية




بتاريخ : ٢٨ / ١٢ / ٢٠٢٢؛ دشنت قوات السلام السودانية القومية بقيادة الفريق سلام / معتصم يوسف؛ واللواء سلام / ياسر أحمد محمد أرتولي الشهير بالخزين؛ السياسي والكاتب الصحافي والعسكري المعروف؛ مع ما يعرف " بقوات كيان الوطن" الذي يرأسه اللواء معاش / الصوارمي خالد سعد؛ الناطق الرسمي السابق باسم القوات المسلحة؛ بمركز الحاكم نيوز الإعلامي في الخرطوم؛ دشنا اندماج قوات السلام السودانية القومية في قوات كيان الوطن ( الحزب السياسي الوليد وهم جماعة من متقاعدي الجيش السوداني بهدف الاسهام في بناء الوطن بصورة أو بأخرى؛ ويجمع بين العسكرية والعمل السياسي ) ؛ وعليه؛ نعرف أن القوات المذكورة تم انشاؤها في العام ١٩٨٧ بالقرار الصادر من الجمعية التأسيسية رقم : ( ٢٠) بتكوين قوات مساندة وظهيرة للجيش يعملون من ضمن أفرادها المنضوون تحتها ؛ وتمت إجازة القرار منذ ذلكم التاريخ ولم يُلغ حتى تاريخ كتابة هذه المادة حسب علمي؛ وكانت القيادة موكلة إلى اللواء / أبو قرون عبد الله أبو قرون؛ ثم نائبه من بعده اللواء / النور التوم دلدوم؛ ثم صيرت من بعد للعميد سلام / عبد الفتاح محمد علي عمار؛ وسيأتي تعريفها تباعاً في هذه المادة .

بناء على ما سبق؛ يكون التحليل والاستقراء والتساؤل في أدنى درجاته كالآتي :

١ / إذا كانت قوات السلام السودانية القومية جهة عسكرية تابعة للقوات المسلحة السودانية وتأتمر بأمرها وتنفذ تعليماتها فإن ذلك يعني : تدخل الجيش في العمل السياسي مما يخالف نص القانون العسكري للقوات المسلحة السودانية الفصل الثاني المادة السابعة ( ٧) لسنة ١٩٨٦ بعدم التدخل في الشأن السياسي للدولة مخالفة صريحة ( بدون الخوض في التفاصيل) حظر العمل السياسي لمنسوبي الجيش أو الانتماء لأي حزب سياسي ما عدا القائد الأعلى للجيش إذا كان ضابطاً؛ بموجب إعلان الاندماج؛ ومما يعني أيضاً بصورة غير مباشرة قيام هذين المؤتمرين في وضح النهار بعلم الجهات العسكرية المعنية وهذه كارثة إن كانت حقيقة .
٢ / أين تقبع هذه القوات ولأي وحدة في الجيش تتبع وكم عدد أفرادها وما هي مؤهلاتهم العلمية والعسكرية والفكرية والفنية والتقنية وبالتحديد للقيادات المتصارعة الآن ؛ وأعلم أن هذا من صميم الأسرار العسكرية لكن بما أنه طُرح في الإعلام نتجت عنه هذه التساؤلات والفرضيات بطبيعة الحال .
٣ / لماذا لم يخرج الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية نافياً أو مؤكداً القرار الذي اتخذته قوات السلام السودانية القومية بالاندماج في الحزب السياسي الوليد إذا صح التعبير ؟!.
٤ / في حالة أن قرار الاندماج كان تحت سمع وبصر استخبارات الجيش السوداني أو القوات المسلحة ولم تحرك ساكناً حتى اللحظة مما نما إلى علمي؛ فهذا يؤكد مباركة الجيش لخطوة قوات السلام السودانية ولها ما بعدها من ارهاصات بلا شك .
٥ / في حالة أن قرار الاندماج فات على سمع وبصر استخبارات الجيش أو وحداته العسكرية المختلفة - وهذا يجافي الحقيقة بطبيعة الحال - فهذا يعني أن الجيش ووحدة الاستخبارات الخاصة به غير جديرة بحماية أمن وسلامة واستقرار الوطن والمواطن وهذا بعيد أيضاً بطبيعة الحال مما يستوجب إعادة قراءة المشهد من جديد بشكل مختلف .
٦ / اتفاقية نيفاشا للسلام ٢٠٠٥ قضت بحل قوات السلام السودانية القومية فيما يخص الإخوة الجنوبيين حال الانفصال الذي تم في ٢٠١١ لكن لم تحسم الاتفاقية ولا أي قرار سياسي أو أي قرار تشريعي أو أي بيان عسكري بحل أو عدم حل تلك القوات للجانب الشمال سوداني مما أدخل الفوضى القانونية بتثبيت أو إزالة هذه القوات وهو ما دعاها لما قامت به عملاً أمام أجهزة الدولة الرسمية دون مراجعة قانونية عقابية أو جزائية للجهات المعنية وهنا موضع القصد .
٧ / في العام ٢٠١١ تم تكليف العميد سلام / عبد الفتاح محمد علي عمار؛ بقيادة تلك القوات بموجب دستور إنشاء هذه القوات لسنة ١٩٨٧ واستلمها من اللواء سلام آنذاك / النور التوم دلدوم؛ القائد العام للقوات والذي ينتمي لقبيلة الفراتيت تقريباً وذهب هو مع الاتفاقية نحو الجنوب السوداني بعد الانفصال ٢٠١١؛ السؤال : ما هي دستورية هذا التصرف من قانون القوات المسلحة السودانية ودستور انشاء قوات السلام واتفاقية نيفاشا للسلام ٢٠٠٥ ؟!.
٨ / سنة ٢٠١٧؛ تم في الخرطوم إقامة مؤتمر صحافي يخص قوات السلام؛ تم بموجبه حسب التوصيات أن تأوول قيادة القوات للفريق سلام / معتصم يوسف؛ وترقية العقيد سلام / ياسر الخزين؛ لرتبة العميد وصار الناطق الرسمي لها منذ ذلك التاريخ حتى قيام القوات بعقد إعلان الاندماج سابق الذكر وترقيته لرتبة لواء سلام وقائداً للجناح العسكري في كيان الوطن / راجع المؤتمر الصحفي عاليه في الانترنت / مما يعني بوادر انشقاق في القوات بين قائدين وعدد من الرتب العسكرية؛ فأيهما على حق وأيهما على باطل؛ حتى لا ينخدع الشعب السوداني بتعدد قيام مثل تلك المؤتمرات وتعدد حركات مسلحة جديدة أو قديمة ؛ أين الحقيقة ؟!.
٩ / من جانب ثاني؛ وردت في المؤتمر الصحافي كلمة الجهاد وحماية الإسلام والدين الإسلامي والعقيدة الإسلامية وما أشبه؛ مما يعني من بعيد وجود آيدلوجية دينية تقوم بهذه الخطوات أو مدعومة من جهة ما تحمل نفس الصفات والملامح والشبه؛ أو قل : بقايا الدولة العميقة ما زالت موجودة وتعمل في شكل كتائب الظل للكيزان أو أنه فعلاً العقيدة للجيش حزبية وليست وطنية قومية كما يقال عنها ؛ أو بمعنى ثالث : لم ينتبه اللواء سلام الخزين بورود تلك العبارات الموجهة من لسانه وعلى الهواء مباشرة ( سقطت سهواً) وأنها تخصم منه ورصيده العسكري والسياسي والوطني ومن كيانه الجديد الشيء الكثير من الجمهرة حوله ورؤاه الوطنية.
من ناحية ثالثة : ما مصير المنتسبين لهذه القوات بعد عملية الترتيبات الأمنية حسب اتفاقية جوبا للسلام ٢٠٢٠ إن كانوا حقاً موجودين؟!.
١٠ / أين تمويل واستحقاقات أفراد تلك القوات وتوفيق أوضاعهم في ظل حكومة الظل الموجودة الآن وأين دور منظمة نزع السلاح والدمج والتسريح وإعادة الدمج في هذه القضية المهمَّة والمعقدة والشائكة والمتشعبة على حد سواء ؟!.

على الجانب الآخر؛ النقيض تماماً؛ قامت ذات القوات بعقد مؤتمر صحافي في ذات المكان بمركز الحاكم نيوز الإعلامي في الخرطوم؛ الذي أقيم أولاً فيه؛ لكن بقيادة الفريق سلام / عبد الفتاح محمد علي عمار؛ بتاريخ : ١٦ / ١ / ٢٠٢٣؛ هذه المرة؛ بعد أسبوعين كاملين وعليه تكون التساؤلات والفرضيات والتحليلات الآتية :

١ / ما هو الوضع الدستوري والتشريعي والحق القانوني الذي يجعل الفريق سلام / عبد الفتاح محمد علي عمار؛ أن يقوم بالرد والصد على قرار إعلان اندماج قواته في حزب سياسي هو كيان الوطن؟!.
٢ / لم يعترف الفريق سلام القائد العام للقوات عبد الفتاح؛ بالانشقاق الذي قام به الفريق سلام /معتصم؛ وأعلنه اللواء سلام / ياسر الخزين؛ وتبرأ منه ومنهم جميعاً؛ حسب توجيه سؤال للمنصة من الأستاذ الصحافي صلاح باب الله؛ إلى ماذا يقصد بهذه التبرئة والانكار الغرض الأساس الذي قام عليه المؤتمر الصحافي هل ليثبت موقعه وموقفه وينفي في ذات الوقت موقف وموقع الآخرين أم غير ذلك ؟!.
٣ / لم يقم الفريق سلام / معتصم بالرد نفياً أو تأكيداً لما قام به الفريق سلام / عبد الفتاح؛ من إعلانه للمؤتمر الصحافي؛ لماذا سكت عن الرد وأيهما على حق وأيهما على باطل؟!.
٤ / ما هي فرص الكسب العسكري والسياسي بالنسبة للمنتسبين لكليهما سلباً أو ايجاباً؟!.
٥ / ماذا تضيف الانشقاقات المتتالية بالنسبة للحركات المسلحة لبناء جيش مهني وعقيدة قتالية واحدة بعد ثورة ديسمبر المجيدة ٢٠١٨ ؛ أم تخصم من الرصيد الثوري والجماهيري والفكري للجميع ؟! .
٦ / هل يمكن أصلاً أن نسمي قوات السلام السودانية القومية حركة مسلحة في ظل انتماءها وانتسابها للقوات المسلحة السودانية أم لا أسوة بالحركات المسلحة الموقعة على ميثاق جوبا للسلام وما أشبه وماذا نستفيد منها أي المواطن البسيط الذي همه الأمن والخبز والحرية والعدالة في كل الأحوال ؟! .
٧ / ما هو الواجب الوطني المباشر الظاهر للشعب السوداني وما هي الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى اللذين تقوم به كلتا القيادتين سلباً أم ايجاباً وهل قامت وفق دراسة علمية حقيقية متأنية وحوجة ماسة لها أم ضربة لازب ؟!.
٨ / من هو المسؤل المباشر عن تحركاتهما معاً أو منفردتين من القوات المسلحة السودانية ومن أين وكيف تتلقى التعليمات العسكرية ( أعرف أنه ربما تكون من الأسرار العسكرية لكنه سؤال يتبادر في ذهن العامة ويريدون الإجابة عليه) و التدريبات المناسبة وما هو مقابل تنفيذ تلك التعليمات إن وجدت؟!.
٩ / من أين يحصل المنتسبون لقوات السلام السودانية القومية مرتباتهم وترقياتهم وامتيازاتهم العسكرية وما يلزم؛ أم هو انتساب تطوعي تشريفي فقط لا غير بدون أي التزامات مادية أو عينية أو الاثنين معاً ؟!.
١٠ / أين الالتزامات المالية والعينية والاستحقاقات السابقة منذ ١٩٨٧ وحتى تاريخه ٢٠٢٣ إن وجدت ومن هو المسؤل عنها وأي جهة لها الحق في ذلك تدفع أو تمتنع عن الدفع ولمن يمكن الرجوع إليه في حالة التظلم من قبل المنتسبين إليها وأين هي الجهة القانونية العدلية والقضائية والتشريعية التي تقنن وجودها من عدمه.. الخ؟! .

هذه التساؤلات والفرضيات والتحليلات وغيرهم مما لا تسمح به المساحة الممنوحة لي في هذه الصحيفة أن أكتبها؛ جاءت بناء على قيام المؤتمرين الصحافيين المشار إليهما أعلاه ولتمليك الشعب السوداني الحقائق التي تدعم وتسهم في بناء الوطن وفق رؤية استراتيجية شاملة بين لُحمتي الشعب والجيش تحت أي مسمى كان وحبذا توضيح تلكم الرؤية الوطنية القومية الشاملة للمواطن البسيط الذي له حق الحياة كما فرضت عليه حالة الحرب فرضاً من كل جانب .

والله ولى التوفيق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: انقسام الجمهوريون وأمل تبعثه الجبهة الشعبية الجديدة


.. هل تتجه فرنسا نحو المجهول بعد قرار ماكرون حل البرلمان وإجراء




.. حزب الله.. كيف أصبح العدو الأكثر شراسة لإسرائيل منذ عام 1973


.. ترامب ينتقد زيلينسكي ويصفه -بأفضل رجل مبيعات-| #أميركا_اليوم




.. تصادم قطارين في الهند يودي بالعشرات