الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطنة وحق الاحتجاج

كاظم لفته جبر
كاتب وباحث عراقي

(Kadhim Lafta Jabur)

2023 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


إن فعل الاحتجاج ممارسة سياسية للفرد والجماعة على حدٍ سواء ، وان الاحتجاج من الاعتراض والاستنكار والرفض مهما تعددت اشكاله ووسائله ، وهو حق للأفراد والجماعات السياسية في الدول الديمقراطية التي تؤمن بالواجب وحق الفرد ، فالفعل السياسي فعلاً خاصاً بالأفراد المواطنين دون غيرهم ، انت كمواطن عليك واجبات ،ولك حقوق ، مثلما تريد وطنا لك ، كذلك عليك أن تؤدي واجب الوطن عند تعرضه للخطر و الرفض لمن لا يستحق أن يمثله ويرأسه ، فالاحتجاج حق على كل فرد يتمتع بامتياز الأرض وخيراتها ، وهو واجب كحق للمواطنة ، فالمواطنين الأصليين في البلد هم لهم حق الاحتجاج والرفض ، لأنهم تغذوا منه شعور الانتماء وامتياز التملك الثقافي ، فالمواطنة تعني الانتماء للأرض والوطن دون منافع شخصية ، بعكس الأفراد المواطنين الأجانب في البلد التي تربطهم علاقة برجماتية بالوطن القانطين فيه التجارة او الهجرة وغيرها من الأمور الحياتية العملية ، المواطن ابن الأرض التي ولد بها أجداده فكل شيء متأصل به من لغة وخيرات وعادت وتقاليد وطقوس ، وكذلك المواطنة والانتماء فهما بناء وليس تبنيا ، فهما جزء من تكوين النظام الاجتماعي ، و الفرد هو المكون الأساسي للنظام من خلال الالتزام بالواجبات لنيل حقوقه ، فالمواطن الحر والأصيل كلاهما واحد لأنهما لديهم شعور الانتماء للوطن ، الاول غير منتمي الا للوطن بفكره النقدي ، والثاني يتبع اصله وأرضه ، فالمواطنة نوعين أولهما ما يجسده القانون من خلال منح الجنسية ، وثانيهما سياسي ذات بُعد اجتماعي يتجسد من خلال المواطنين الأصليين للبلد ، لذلك ليس كل مستوطن يؤمن بالمواطنة ، فهناك من تربطهم بالوطن فقط الجنسية والقانون ، فما بالك ذا أصبح حاكما من دون أن تكون له مشاعر انتماء لهذا الوطن . وخير من يجسد الفرق في مفهوم المواطنة بين المواطن والسياسي قول جبران خليل جبران "هل أنت السياسيّ الذي يسأل ماذا يفعل بلدك من أجلك، أم أحد الوطنيّين المتحمّسين الذي يسأل ماذا يمكنه القيام به لبلده؟ فإذا كنت الأول، فهذا يعني أنك طفيليّ، أما إذا كنت الثاني فأنت إذاً الواحة في صحراء" فالسياسي يؤمن بالمواطنة عند مصالحه وفي أيام الانتخابات ، أما المواطن فهو المتحمس للوطن من دون أن يربطه بمكسب أو زمان ، لذلك على الفرد لكي يحافظ على بلده يجب أن يلتزم بحق المواطنة والانتماء وان يتقبل الآخر مهما اختلف معه بالدين أو الطائفة أو الثقافة ، يجب أن تكون المواطنة بديلا عن الطائفية وان يكون انتماؤهم إلى الأرض لا للأفكار ، فالأرض هي من تجمعهم ، لذلك لا عجب أن نرى من بعض السياسيين غياب الوطنية ، لأنهم غير متربين عليها ، لذلك لا يمكن أن يكتسب الاحتجاج صفة الوطنية الا إذا قام به المواطن المتحمس لوطنه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا