الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا الأوجاع و مظلمة العقوبات الدولية

البشير عبيد

2023 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


البشير عبيد / تونس

في لحظة فارقة من الزمن ٫ ضرب الزلزال العنيف بعض الأقاليم من الجمهورية العربية السورية و جارتها تركيا مخلفا وراءه آلاف الشهداء و الجرحى و المفقودين و العالقين تحت الأنقاض و المشردين في الشوارع بال ماوى....هذه هي الصورة الموجعة التي خلفت حزنا كبيراً و انكسارا لا مثيل له امام الكارثة التي اصابت البلدين...لكن المفارقة العجيبة التي حدثت تمثلت حسب القراءات الموضوعية للمراقبين النزهاء ان التعامل العربي و الدولي لم يكن على قدم المواساة بين سوريا و تركيا رغم ان الكارثة لا خلاف و لا إختلاف حول ماساويتها و الإنسان هو الإنسان هنا او هناك...لكن للسياسة احكام و مصالح و اجندات. بيت القصيد في الموضوع ان الإمبريالية الأمريكية لا يعنيها الشعب السوري الصابر المكافح الذي ذاق مرارة الحصار المضروب عليه منذ سنوات نتيجة قانون قيصر و العقوبات الدولية التي فرضتها أمريكا و حلفاءها من دول الاتحاد الأوروبي و الرجعيات العربية المتعفنة...لكن يبدو ان الحكمة البالغة التي افرزها هذا الحصار الظالم نسيها أو يتناساها خصوم سوريا العربية قيادة و شعبا بكل اطيافه الفكرية و السياسية ان الخنوع لا يعرفه هذا الشعب المكافح و الخضوع للضفوطات الأمريكية و الدول الأوروبية المساندة للكيان الصهيوني الغاصب ٫ليس في قواميسه و تاريخه السياسي و الحضاري على مدار عقود متكاثرة من الزمن ٫ قديما و حديثا....

سوريا العربية التي قاومت جحافل الغزاة و آخرهم الإستعمار الفرنسي البغيض ف العصر الحديث ٫ ليس في تقاليده السياسية الخضوع و الخنوع أي كان نوعه و شكله و هويته الفكرية و السياسية٫ لكل هذه الأسباب و تبعاً لمشروعية الخصال الكفاحية و النضالية الغالية لكل اطياف هذا الشعب الصبور تواصل الحصار و ما تبعه من معاناة لكل افراده صغارا و كبارا٫ ميسورين و فقراء مسحوقين من الطبقة العاملة...من الجهة المقابلة تواصل الصمود و الشموخ و الكبرياء في وجه السياسات العدوانية للامبريالية الأمريكية و خلفها دول القارة العجوز و الكيان الصعيوني البغيض و الرجعيات العربية المتحالفة معها نظرا لطبيعة هذه الأنظمة الاستبدادية و الشمولية المتناقضة فكريا و سياسيا مع الدولة السورية الرافعة راية المقاومة و الممانعة و الرافضة للوصاية الأمريكية على المنطقة و فرض الكيان الصعيوني و غرسه في الأرض العربية بالقوة .....
هذه هو جوهر الموضوع و مربط الفرس...الغاية الأولى و الأخيرة من الحصار الظالم و العقوبات الدولية التي كان نتيجتها ضرب إقتصاد سوريا في المقتل و جعلها منعزلة على المستوى الدولي إضافة الى إحتلال مساحات واسعة من اراضيها شمالا من قبل الإحتلال الأمريكي و نظيره التركي دون نسبان اللعب على المسالة الكردية لخلط الأوراق و تفتيت الوحدة الوطنية سياسيا و ترابيا و تفكيك الدولة و ارجاعها الى العصر الحجري مثلما حدث في العراق و تركيز حكومة برايمر في بغداد....

لا يختلف عاقلان أن كل هذه المعطيات بتفاصيلها المتعشعبة و حيثياتها و طبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني المتحكم في منعطفات الملف ٫لا تعلمها القيادة السورية المتسمة بالحنكة و السيطرة على الأعصاب في احلك الأزمات و اصعبها و ما تتطلبه من قراءة موضوعية لطبيعة الصراع و موازين القوى و التحالفات الدولية مع محور المقاومة و تشكيل قطب سياسي واقتصادي عالمي جديد منتصر للشعوب الطامحة للتحرر الوطني و الإنعتاق الإجتماعي و رفض سياسات الهيمنة الأمريكية و الأطلسية على شعوب العالم..... واضح و جلي ان قيادة الجمهورية العربية السورية و حلفاءها في الجبهة الوطنية التقدمية تعي جيداً تفاصيل الصراع و ما تتطلبه المرحلة من حسابات و تحالفات و العمل بلا هوادة على تفكيك محور دول " الاعتدال العربي" و ابعادها تدريجيا و لو على مراحل عن الوصاية الأمريكية.......
إن سوريا التي إنتصرت على الارهاب و اعطت لكل شعوب العال٫ شرقا و غربا٫ بامكانها الخروج مرفوعة الرأس من جديد باعادة إعمار ما دمره الزلزال العنيف و مواصلة الدرب بعزيمة المقالتين الأشاوس و جعل محور الممانعة مع كل القوى الوطنية التحررية الطامحة للتغيير و فرض إستقلالية القرار الوطني السيادي إقليميا و دوليا.........
وحدهم الشرفاء و الأحرار يعرفون بهاء المعارك......

- كاتب صحفي مهتم بقضايا التنمية و المواطنة
و النزاعات و الصراعات الإقليمية و الدولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من