الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(جنة ) النظام الراسمالي !

طارق الجبوري

2023 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


( جنة ) النظام الراسمالي !
قد تبدو المقارنة بين النظامين الراسمالي والاشتراكي عند البعض اليوم بلا جدوى خاصة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي بشكل عام بما فيها الصين ، غير ان ما يشهده العالم من كوارث وحروب وظلم وانتهاك الحقوق جراء تغول النظام الراسمالي وطيشه يدفعنا لمواصلة الكتابة عن هذا الموضوع من دون ان نقفز او نتجاهل الاخطاء التي رافقت التطبيق الاشتراكي في الدول التي تبنت هذا النظام . وليس جديداً هذا الوهم الذي ظل يتلبس العديد من الناس وما زال يتلبسهم واعتقادهم بان النظام الراسمالي هو ( الجنة ) المنشودة للبشر متأثرين بحجم الدعاية عن الحياة السعيدة في الدول الراسمالية .. الكثير منا في دول ما يسمى بالعالم الثالث خاصة في الوطن العربي ودول افريقيا وبسبب الاوضاع المزرية التي نعيشها في اوطاننا نبحث عن خلاص والبحث عن السبل التي توصلنا الى اميركا او كندا او اية دولة اوربية .. وما زال الكثير يتعرضون خلال رحلة الهجرة الى مخاطر متعددة ومنها الغرق وسط البحر ومع ذلك نجد هذا الاصرار مستمراُ غير ان عدد غير قليل منهم يصدم بصعوبة العيش في المجتمع الراسمالي وتضطره الظروف الى العمل ليل نهار ليوفر لقمة عيش كريمة وبعضهم يعمل في اكثر من مجال واخرين يتنازلون عن شهاداتهم واختصاصاتهم ليعملوا في المطاعم او السوبر ماركت وغيرها بسبب صعوبة الاعتراف بشهادتهم وارتفاع اسعار الدراسة ناهيك عن القلق الذي يعيشونه بسبب قوانين ما يصلح عليه بالسيو سيال المعنية بحماية الاطفال والنساء من العنف ومواجهتهم لخطر اخذ اطفالهم منهم بالقوة التي تخضع احياناً لاجتهاد الشرطة المجتمعية وتعسفهم في استخدام هذا القانون . ولكي نكون موضوعيين لابد من تأكيد حقيقة حرص عدد ربما غير قليل من يعمل في الشرطة المجتمعية بالتأني في اتخاذ قرار اخذ الطفل من عائلته ، لكن هذا لايلغي قرار الهلع والخوف الذي تعيشه العائلة عند تلقيها خبر وجود شكوى عليها وابلاغها بزيارة فريق من دائرة السيو سيال اليها .. كثيرمن الاصدقاء والمعارف ممن يعيشون في احدى الدول الراسمالية حدثوني عن تحملهم صعوبة العيش غير انهم يشكون من قلقهم المزمن وخوفهم من سحب اطفالهم منهم بالقوة لمجرد شكوى تصل الى الدوائر المختصة .. وقبل ايام حدثتني سيدة تعيش في كندا وهي تبكي لتبليغها ان احدى فرق السيوسيال التقت ابنها الوحيد في المدرسة واستدرجوه ليتحدث عن معاملتها هي ووالده له في البيت ليقول لهم بعفويه ان والدته احيانا تضربه بالحذاء ولكن ليس بقسوه لانها تحبه ما دفعهم لاتخاذ قرار زيارة العائلة والتحقيق معها متجاهلين انه قال لهم ان والدته تحبه !! عاد الطفل ليبلغ اهله بالموضوع ليبلغوه ان كلامه هذا قد يؤدي الى اخذه منهم واعطائه لعائلة اخرى فما كان منه الا ان يبكي ويصرخ .. المهم ان العائلة ظلت تعيش ازمة خوف قاسية نغصت عليهم حياتهم الى حين مجيء فريق الشرطة المجتمعية واجراء التحقيق .. المرأة سالتهم عن سبب كل هذا لتتفاجأ باخبارها ان هنالك شكوى عليها بانها سبق ان قامت بضرب ابنتها في الحديقة المقابلة لسكنهم وهو كما تقول غير صحيح .. وقالت لهم ابنتي صغيرة جداً ولايتجاوز عمرها الثلاث سنوات ويمكنكم ان تلاحظوا تعلقها بي وبوالدها .. هذه السيدة تواصل حديثها فتقول الحمد لله اقتنعوا بعد ان شاهدوا غرفة ابني وابنتي بعدم صدق الشكوى المقدمة ضدنا غير اننا ما زلنا نعيش حالات اضطراب نفسي كبير وتقول هل هذه هي الجنة التي حلمنا اننا سنعيشها ؟!! ومن يتحمل مسؤولية ما نعيشه من خوف وقلق في مجتمعات غريبة عنا غير انظمة الحكم في اوطاننا التي اضطرتنا الى الهجرة مرغمين ؟! اخيرا فان هنالك مثل شعبي عراقي يقول ( شوازك على المر غير الامر منه )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة