الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن أزمة نادى الزمالك المستوطنة ومشكلة فريق الكرة

بشير صقر

2023 / 2 / 11
عالم الرياضة


يعاني نادى الزمالك من أزمة مستوطنة تتمثل في جمعية عمومية تم تصنيعها ( تشكيلها) في غفلة من الجميع ..، واستبعدت كثيرا من أبناء النادي الحقيقيين أو بمعنى آخر جعلتهم أقلية محدودة وسط طوفان من العضويات المنحازة لمن فتحوا لهم باب العضوية، حيث تم استخدام بعضها في إرهاب تلك الأقلية وإبعادها عن النادى أو المشاركة في النشاط أو حتى التردد عليه.
وطالما ظلت هذه الجمعية موجودة بالنادي فلن تفرز الانتخابات للنادى سوى مجالس إدارة استبدادية لا تعمل إلا لمصلحتها .

أما مشكلة فريق كرة القدم التي تفجرت في يناير 2023 فتكمن في أن الفريق الذى كان يلعب باسم النادى من موسمين وحصل علي بطولة الدورى قد تغير قوامه الأساسي وخصوصا عموده الفقري وهو ما أدى لتفككه وافتقاد انسجامه تدريجيا وتدهور روحه المعنوية مما أفضى لنتائج كارثية خلال الشهر الأخير، خصوصا وأن الموسم السابق 2021 /2022 قد التحم بالموسم الحالي 2022/ 2023 مما أدى لإرهاق الفريق وإصابته بالملل.

وقد ساعد علي ذلك.. جملة من المشكلات استجدت في البيئة المحيطة بالفريق مثل الحجز علي أموال النادى ، ومشكلة قيد اللاعبين الجدد ، وغرفة الملابس ، واتهام الإدارة والإعلام لبعض اللاعبين بتدخين المخدرات والهروب من اختبار المنشطات .

وتوضيحا لذلك نقول .. اختفي اللاعبون التالية أسماؤهم في فترة قصيرة لا تتجاوز عدة شهور:
في خط الدفاع : محمود علاء، الونش ، في خط الوسط: طارق حامد ,في خط الهجوم : بن شرقي.
ولا يمكن التقليل من أهمية هؤلاء اللاعبين( العمود الفقرى للفريق) وتأثير ذلك علي انسجام الفريق من ناحية وعلي تماسك روحه المعنوية من جانب آخر.

صحيح أن المديرالفنى وجد في بعض الناشئين ما يعوض غياب بعضهم ، لكن سوء أحوال الفرق المنافسة أسهم في سرعة اندماج الجدد من الناشئين الذين أضيفوا للفريق ( حسام عبد المجيد، سيد نيمار ، يوسف نبيه ، سيف جعفر) وتعويض غياب العمود الفقري ..كما أسهم في الفوز ببطولة الدورى رغم معاقبة النادى وحرمانه من التعاقد مع لاعبين جدد لمدة 12 شهرا.

وهنا أريد أن ألفت النظر إلي أن أهم ما في كرة القدم هو الانسجام والتوافق والديناميكية وليس أسماء اللاعبين. وأن حفظ اللاعبين لواجبات مراكزهم ولدور كل منهم في المباراة ومعرفتهم للطريقة التي يلعب بها كل لاعب في الفريق والتركيز والقدرة علي المبادرة وسرعة اتخاذ القرار والجسارة هى ما أقصده بالانسجام. ومن ناحية أخرى فإن العلاقات الطيبة والإنسانية بين اللاعبين في غرفة الملابس وخارج الملعب وحصولهم علي مستحقاتهم المالية في مواعيدها تساهم في هذا الانسجام والترابط.ويدعم كل ذلك الشفافية والعدالة وتكافؤ الفرص في التعامل مع اللاعبين من جانب الجهاز الفني والطبي والإدارة ومن ثم يتحول اللاعبون لكتلة واحدة – ليس في الملعب فقط – بل وخارج الملعب وفي حجرة الملابس. وهذا ما اختفي بين اللاعبين خلال الشهور الأخيرة، وفاقمه التصريح العلني بوجود " شلل " في الفريق وتدخين بعض اللاعبين للمخدرات وأضاف الإعلام هروب بعضهم من اختبار المنشطات.. وزاد الطين بلة براءة المتهمين منهم من تلك التهم السخيفة بعد ظهور نتائج التحليل الطبي.. وهو ما قضي علي ما تبقي من الروح المعنوية لللاعبين .

لقد رأت إدارة النادى التضحية بأى لاعب مهما كان وزنه في الفريق- إذا لم يكن علي هواها- وإحلال آخر مكانه حتي لو شمل ذلك نصف الفريق وتجاهلت أن اللاعبين الجدد- مهما كانت مهاراتهم وشهرتهم ووزنهم - يحتاجون لوقت كي يندمجوا مع الفريق وربما يتم اكتشاف أن بعضهم لايصلح للعب مع الفريق – ليس لعيب فيه وإنما - لاختلاف طريقة لعبه مع الفريق وعدم انسجامه مع زملائه وهو ما ظهر في بعض من تعاقدت الإدارة معهم مؤخرا وبعضهم غادر الفريق بعد التعاقد معه بشهرين. والسبب في ذلك أن وزن الفريق لا يساوى المجموع الحسابي لأوزان لاعبيه لأن الكرة – بل كل الألعاب الرياضية - لا تخضع لقوانين الحساب كما في المعادلة (2+2=4) بل تخضع لقوانين علم الجبر كما في المعادلة ( 2 + 2 = 6 ) والفارق بين المعادلتين ( 2) سببه هو الانسجام بين لاعبي الفريق والمبادرة وبذل الجهد والفروق الفردية في المهارات بين اللاعبين.. وهذه كلها تحتاج لتدريب ووقت وعزيمة لكى يتحول اللاعبون إلي فريق منسجم.

لقد نسيت إدارة النادى الحالية أن النادى من حوالى 25 /30 عاما جمع أفضل لاعبي مصر و كون فريقا اطلقت عليه الصحافة فريق الأحلام وكان من بينهم اللاعب الأبرز في مصر أحمد الكأس ورغم ذلك لم يوفق آنذاك في الحصول علي بطولة الدورى .. ولم يكن السبب إلا ما ذكرناه أعلاه ( الإنسجام ).

وللأسف هذا ما لم تدركه إدارة النادى ومن ثم كانت ترجع الخسائرالأخيرة إلي أسباب غير عقلانية كالسحر والشعوذة التى يمارسها المنافسون ضد فريقها.

ولكم أن تتصوروا أن ذلك يجري في فريق حصل علي بطولة الدورى في العامين الأخيرين وعلي كأس مصر .. لأن هناك – بين صفوفه - مالا يقل عن سبعة لاعبين جدد لم يتأقلم نصفهم مع الفريق إضافة إلي أربعة ناشئين أي أحد عشر لاعبا من 25 هم كل قوام الفريق.

ولأن الهجوم الضاري علي اللاعبين وتحميلهم مسئولية المصائب التي حلت بالفريق - بينما ما يقرب من نصفهم حديث العهد بالفريق أو من الناشئين- لا يعتبر سوى حيلة لإبعاد الأنظار عن الأسباب الفعلية للمشكلة والتي تتحملها الإدارات التي توالت علي النادى في السنوات الأخيرة والتي يفتقد معظم أعضائها للانتماء الحقيقي للنادى ولا يستهدف سوى مصالحه الخاصة ولا يستخدم من أساليب الإدارة سوى تصفية الحسابات والتشهير والعنف، ولايفقه في أسس الرياضة ولايعرف أهدافها السامية والكثير منهم يجهل بديهياتها وأولها أن الفرق الرياضية لا تتألق بالأسماء المشهورة ولا بالكؤوس التي نالتها بل بالانسجام والتوافق والديناميكية وبذل الجهد والبعد عن الأنانية والمظهرية ،ونسوا أن الفريق السعودى هزم من اسلبيع معدودة فريق الأرجنتين الذي حصل علي كأس العالم عام 2022 ، وكذلك فازت السنغال عام 2002 علي فرنسا بطلة العالم ، وقبل ذلك كله فازت الكاميرون علي الأرجنتين بطلة العالم بقيادة مارادونا في مباراة الافتتاح في دورة عام 1990 وكل تلك الفرق مصنفة في المستوى الرابع في تلك المسابقة الدولية.

وأخيرا قد يتصور البعض أنني من مشجعي النادى المنافس لنادى الزمالك .. لكن العكس هو الصحيح فأنا أحد أصدقاء واحد من أبرز لاعبيه فى خمسينات وستينات القرن الماضى ومن أكثرهم أخلاقا وفنا.
وربما يتصور آخرون أن نادي الزمالك هو ما ينفرد بتلك الأفكار دون بقية النوادى المصرية ، لكن الحقيقة هي أن مثل تلك الأفكارشائعة في الوسط الرياضي في مصر وليس في كرة القدم فقط بل في كثير من الألعاب وهي ما دهورت الرياضة المصرية ، ولايمثل نادي الزمالك إلا النمط النموذجي لتلك الكوارث.. وليس النمط الوحيد .

11 فبراير 2023 بشير صقر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دورتموند تتغلب على باريس سان جرمان بهدف وحيد في نصف نهائي ال


.. حديث الخليج - سباق الهجن.. من رياضة شعبية إلى صناعة تدر ملا




.. 3 مليار جنيه والحسابة بتحسب.. أنباء عن حصول -الأهلي- على 50


.. تفاعلكم | شطب وتحقيق.. تطورات حادثة لاعبة بطولة الدراجات في




.. شبكات | فيديو مروع.. لاعبة مصرية تُسقط زميلتها في سباق بطولة