الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجعلنا من الماء كل شيء حي

خالد بطراوي

2023 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن جزافا عزوف كيان الاحتلال الصهيوني عن تطوير وتوسيع برنامجه النووي في "مفاعل ديمونه" وانما جاء قراره هذا مستندا الى حقيقة هامة جدا تتعلق بجغرافيا وجيولوجيا المنطقة إذ انه يدرك تمام الادراك أن النشاط الزلزالي نشط للغاية.
وبذات السياق، وهو الذي أقام كيانه الغاصب في الأرض المنخفضة على الساحل كان بامكانه أيضا أن ينشىء السدود الضخمة لحجز المياه القادمة اليه من جبال الضفة الغربية ومرتفعات الجولان، لكنه كان يعلم تمام العلم أن أي تصدع لسد لأي سبب كان طبيعيا أم غير طبيعي فسوف يغرق مدنه، لذلك عمد الى تهيئة المصبات لمياه الأمطار ولم يقم بانشاء السدود الضخمة لحجز المياه، وهو الذي يعلم تمام العلم أن الأمن المائي مسألة " أمن قومي" لكنه كان يدرك مخاطر حجز المياه خلف السدود الكبيرة.
مسألتان بالغتا الأهمية تنازل عنها كيان الاحتلال الغاصب تتعلقان ببقائه، تطوير البرنامج النووي وحجز المياه خلف السدود، لأنه ببساطة يعلم تمام العلم أنه ان فعل ذلك فسوف تنقلب المعادلة ذات يوم ضده. لذلك أبقى مفاعل ديمونه "فزاعة" لتهديد دول الجوار وعمل على الاستفادة القصوى من المياه المتدفقة اليه من جبال الضفة الغربية بفعل سريان المياه من اعلى الى أسفل تماشيا مع قوانين الطبيعة والجاذبية الأرضية.
هناك قاعدة فلسفية تقول أن " كل شىء يحمل في داخله ضده" وينطبق ذلك على مسألة المياه وحجزها خلف السدود في هذا البلد أو ذلك. وعلى الرغم من استفادة البلد الحاجز للمياه خلف السدود من ناحية الوفر المائي وتوليد الطاقة إلا أن ذلك يشكل خطرا محدقا على ذلك البلد وعلى تلك البلدان التي تقع أسفله.
ففي الحرب الروسية الاوكرانية الدائرة حاليا منذ ما يزيد عن العام وجّه الرئيس الأوكراني زيلينسكي الاتهام الى روسيا بتفخيخ سد مقام عليه محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية في منطقة خيرسون مشيرا الى انه في حال تدمير السد فسوف تغرق حوالي 80 مدينة وقرية.
وفجأة ودون سابق إنذار أو إشعار وحسب ما تم تداوله عبر مواقع التوصل الاجتماعي ومن قبل شهود عيان وفي أعقاب زلزال تركيا الأخير قامت تركيا بفتح طاقات سد أتاتورك الذي يخزن حسب التقديرات حوالي 48 مليار متر مكعب من مياه نهر الفرات حيث تدفقت المياه في منطقة "زاخو" في محافظة "دهوك" في العراق.
في الحالة الأولى فإن الكارثة التي لا سمح الله ستنجم جراء عوامل غير طبيعية وبفعل الانسان إذا ما تم تفجير السد في خيرسون، وفي الحالة الثانية فإن الكارثة بفعل عوامل طبيعية مردها اختلاف الحالة الانشائية للسدود في اعقاب الزلازل.
وهنا بالذات فنحن أمام اشكالية، الأولى تتعلق بحقيقة حيث يعرّف العلم على انه "نشاط انساني يهدف الى زيادة قدرة الانسان في السيطرة على الطبيعة"، وبالطبع فانه لا يستطيع السيطرة كليا على الطبيعة فالمسيطر هو الخالق المولى، لكن الانسان يسعى الى الاستفادة من كنوز الطبيعة لذا سعى الى انشاء السدود لتخزين الماء وتوليد الطاقة، والاشكالية الثانية تتعلق بالمبدأ الفلسفي الذي ذكرناه والذي يقول أن " كل شىء يحمل في داخله ضده".
فاذا بلغ الخطر مرحلة وجود بوادر لانهيار السد واغراق المدن والقرى التي تقع اسفله، فالأولوية لبقاء البشرية وعندها ينبغي وعلى وجه السرعة فتح طاقات السد بالتدريج لتفريغه ودراسة كيفية التصرف لاحقا اما بابقاء الطاقات مفتوحة او بملء السد حتى ارتفاعات محددة أو غير ذلك من الاحتمالات.
ثمة حقيقة اخرى تتعلق بالطبيعة والجاذبية الارضية وسريان السوائل، لماذا لا نتعايش مع الطبيعة ونحاكي سنّة الخالق المولى، فلكل نهر أو واد منبعه ومصبه، ولكل ينبوع مكان لتفجره ، وفي سريان الماء في الارض جوفيا او سطحيا حكمة ربانية وحياة ، فلماذا نضع العراقيل والمعيقات امام الماء الذي جعل الخالق عزّ وجلّ منه " كل شيء حي"؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا علاقة للموضوع بالعنوان
س . السندي ( 2023 / 2 / 11 - 21:15 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي خالد وتعقيبي ؟

1: أولاً لا علاقة للموضوع بالعنوان ، فالموضوع جيوسياسي بحت والعنوان ديني بحت ؟

2: مقولة ( وجعلنا من الماء كل شئ حي) هى خاطئة بدليل أن الملائكة مخلوقة من نور والشياطين من نَار ؟

3: وأجيراً ...؟
نتمنى أن يستفيق القادة والحكام المجرمون قبل الندم وفوات الاوان إذ أثبتت الكوارث المهولة أن مصير الامم والشعوب مهما إختلفت أو ابتعدت فهو واحد ، لذا نسأل ألله أن ينجيهم منها ومنهم ، سلام ؟

اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون