الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معالم في طريق مستقبل قضيتنا الفلسطينية

محمد زهدي شاهين

2023 / 2 / 11
القضية الفلسطينية


كاتب فلسطيني

سواء شئنا أم أبينا فنحن نقف على عتبة نهاية مرحلة وافولها ، وبداية مرحلة وعهد جديد من عمر قضيتنا الوطنية الفلسطينية. نعم هذا هو الحال امام التعنت والتزمت و العنجهية والعربدة الصهيونية ، ورفضهم لحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران، فلا حل يلوح بالأفق اذاً، قصرت المسافة أم بعدت أمام هذا التكلس الصهيوني ، والانحياز الأمريكي والغربي للاحتلال ، و الانفضاض الرسمي لبعض الاشقاء العرب من حولنا ، وتفكك وتشرذم حالتنا الفلسطينية على كافة الصعد والمستويات.
نعم لا حل يلوح بالأفق وكاننا نقوم بإجراء عملية مستمرة لا نهاية لها . قد يرى البعض بأن هذه الحالة تشاؤمية ، وهي على العكس من ذلك تماماً ، فهي حالة تفاؤل وأمل ، فالشعوب والقضايا العادلة لا تهزم ، فخصائص الحالات النضالية تتسم بمرونة التكتيك ، وبسرعة التعاطي مع المعطيات والتحولات . ففي بعض الأحيان تنتكس هنا و هناك أو في مرحلة من المراحل لكنها سرعان ما تستنهض الهمم من جديد ، فمعنويات ابناء شعبنا الفلسطيني لن تكسر ولن تلين ، فنحن البداية ونحن النهاية ونحن من نستطيع ايقاف ووضع حد للاستمرارية أنفة الذكر.
على كل حال فنحن الفلسطينيين اقوياء على الرغم من كافة التحديات التي تواجهنا ، ومن اكبر مصادر قوتنا هي ثباتنا وتواجدنا على الأرض الفلسطينية بما ينيف عن سبعة ملايين فلسطيني ، واعتراف الكيان بمنظمة التحرير الفلسطينية عام ١٩٩٣م كممثل للشعب الفلسطيني يمثل ورقة قوة اخرى لنا ، وبذات الوقت يعتبر هذا الاعتراف بمثابة انحسار وتراجع للمشروع الصهيوني ، والغاء للرواية الزائفة التي روجها زعماء الحركة الصهيونية بأن فلسطين ارض بلا شعب لشعب بلا ارض ، وانهاء لفكرة يهودية الدولة ، ويعتبر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنح فلسطين صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة من اوراق القوة الفلسطينية ايضاً . نعم هزائم تتلوها هزائم مني بها مشروعهم الاستعماري على كافة الجبهات حتى باتوا اوهن من بيت العنكبوت ، وهذه هي الحقيقة المرة التي باتوا يحاولون اخفائها ، فلسنا وحدنا من يقف على اعتاب مرحلة جديدة ، بل هم كذلك يتفككون من الداخل ، وتَصعد قوة اليمين الفاشي ووصوله الى الحكم يسرع من درجة انحدارهم نحو الانهيار .
يقول الكاتب الاسرائيلي ميخائيل بريزون في مقال نشر له في صحيفة "هآرتس" بأنهم قد ولجوا المرحلة الثالثة من عمر كيانهم التي اسماها "مرحلة التدمير" منذ أن استلمت هذه الحكومة مقاليد السلطة.
إن التمترس الفلسطيني الرسمي في وجه التحديات هو أمر جيد ومطلوب ، وهو حالة نضالية دون ادنى شك أمام رفض العدو الصهيوني الإقرار بحقوق ابناء شعبنا الفلسطيني ، والفلسطينيون في تمترسهم هذا يقفون على ارضية صلبة امام رفض العدو بالإقرار بحقوقنا ، فنحن لن نقبل بالانصياع وقبول ما دون سقف تطلعاتنا، فهذا الرفض الصهيوني لا يبرر لأي جهة كانت بالقبول ما دون حقوقنا المشروعة.
هذا يقودونا إلى أنه قد اصبح من الضروري جداً العمل على التمييز بين قيادة علنية وقيادة غير علنية في ظل هذه المرحلة ، من اجل تغيير المعادلة على ارض الواقع ، لأن معادلة دولة بصفة مراقب ومقاومة لن تستقيم لأسباب متعددة ، هذا يسوقنا الى ضرورة الولوج والخوض في موضوع حساس للغاية ، تم طرحة من قبل الكثيرين ، فهنالك من يطالب ويدعوا الى أن تكون رئاسة منظمة التحرير ورئاسة دولة فلسطين ورئيس حركة فتح منفصلات كل على حدة ، وهذا ما اراه غاية في الحساسية في كونه يعمل على تفتيت المفتت، وتجزئة المجزأ ، وتمزيق الممزق ، لان الحالة الفلسطينية تعاني اصلاً من حالة تشرذم مستعصية على كافة الصعد ، منها الانقسام الفلسطيني ، والولاءات الشخصية شبه المتجذرة التي بلينا بها ، ونحن في طبيعة الحال بأمس الحاجة الى تكاتف الجميع جنبا لجنب من اجل تحقيق الوحدة الوطنية ، فالانقسام هو شماعة وذريعة يتذرع بها كافة اعداء الشعب الفلسطيني ، ويقومون باستخدامها وتوظيفها من اجل اضعاف صورة الشخصية الفلسطينية أمام العالم ، وهي بالطبع نقطة ضعف فلسطينية ، تعمل على استنزاف الوقت وتشتيت الذهن الفلسطيني الذي من المفترض بأن يكون له كيان وذهن وشخصية وطنية واحدة ، ويجب ايضاً اتخاذ وتنفيذ قرارات صارمة بحق كل من يستغل المنصب العام ، واتخاذ الاجراءات المناسبة بحق كل من يسيء للمنصب الذي يتولاه ، وبحق كل من يسيء لأبناء شعبنا وتضحياته ، ولرموزنا السيادية ، فما احوجنا اليوم الى ثورة من الاصلاحات الداخلية من خلال تفعيل سياسة الرقابة الصارمة والمشددة وتطبيق بسياسة العقاب والثواب ، فهذه احدى الجبهات التي تعمل على تحصين جبهتنا الداخلية، وتعزز من ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة الرسمية ، وتبني جسور الثقة فيما بيننا ، ويجب العمل ايضاً على بناء جبهة وطنية ، وتمتين علاقتنا بدولنا العربية ، وتعزيز حضور قضيتنا امام الجماهير العربية ، وينبغي علينا تعزيز علاقاتنا مع المحور الشرقي وامريكا اللاتينية.
وبالعودة الى ما تقدم ذكره فإن خطورة فصل الرئاسات الثلاثة تكمن في أن يفتت الجسم الفلسطيني ليصبح له ثلاثة رؤوس ، وهذا الأمر قد يكون له تداعيات سلبية على مجمل القضية الوطنية الفلسطينية ، لأننا لم نغادر بعد مربع التحرر الوطني ، ولكنني اعتقد بأن هنالك طرحا واحدا قابلا للنقاش فيما يتعلق بهذا الشأن ، ولكن المجال لا يتسع للخوض فيه الآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر