الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرم بعض دول النفط .. 500 مليون دولار للأوكرانيين ومساعدات شحيحة للسوريين!

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2023 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


أدى الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا إلى قتل ما يزيد عن 28 ألف، وجرح 93 ألف شخص، ومن المتوقع ان ترتفع هذه الأرقام لأن أعدادا كبيرة من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض، وإلى تشريد 20 مليون تركي، وخمسة ملايين سوري، وتدمير ما يزيد عن 6000 بناية، وألحق أضرارا بالغة في البنية التحتية، وكشفت إدارة الكوارث التركية " آفاد " أنه كان الزلزال الأسوأ الذي ضرب المنطقة منذ 100 عام، وإن قوته تعادل انفجار 500 من القنابل الذرية."
ان ما حدث كان كارثة كبرى بكل المقاييس؛ ولهذا تحركت معظم دول العالم لمساعدة تركيا بالمال والأغذية والمعدات والطواقم البشرية المتخصصة، وساهمت بذلك في انتشال آلاف القتلى والجرحى من تحت الأنقاض ومساعدة المتضررين، وما زالت المساعدات الدولية تتدفق على تركيا من جميع أنحاء العالم؛ أي ان هذه الدول التي هبت لمساعدة تركيا في تعاملها مع هذه الكارثة تستحق الشكر والتقدير، وان موقفها يدل على اننا كدول وشعوب نحتاج للتخلي عن خلافاتنا، وإعانة بعضنا بعضا في حالة تعرضنا لكوارث طبيعية.
والملاحظ هو أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي تحركت بقوة لمساعدة ضحايا الزلزال الأتراك، لم تقدم الكثير لمساعدة ضحايا الزلزال السوريين، وإنها تجاهلت الحقيقة وهي ان الذين تحت الأنقاض ليسوا القيادة السورية، لكنهم من أبناء الشعب السوري الذي ما زالت تصر على محاصرته ومقاطعته، وإن حجم احتياجات سوريا هو أكبر بكثير من المساعدات التي تصلها؛ فهذا البلد العربي الذي دمرته الحرب وزادت هذه الكارثة من معاناته بحاجة ماسة إلى الكثير من الأغذية والأدوية والتقنية الطبية والمعدات الثقيلة لإصلاح البنية التحتية وإعادة الإعمار.
لكن المؤسف والمؤلم هو موقف بعض الدول الخليجية من سوريا حتى في هذا الظرف الكارثي؛ فالحقيقة التي يعرفها العالم أجمع هي ان السعودية دفعت 400 ملون دولار، والإمارات 100 مليون كمساعدات إنسانية للشعب الأوكراني؛ ومع تقديرنا لهذا العمل الإنساني فإننا نسأل: هل الشعب الأوكراني أقرب إلى بعض دول الخليج من الشعب السوري؟ ولماذا تعاقب هذه الدول الشعب السوري بعدم الوقوف إلى جانبه ومساعدته في التعامل مع هذه الكارثة؟ وألم يكن الشعب السوري دائما في مقدمة المدافعين عن الوطن العربي واستقلال وسيادة دول الخليج؟
الشعب السوري يختلف عن الشعب الأوكراني والشعوب الأخرى في علاقاته مع الأمة العربية التي هو أحد مكوناتها الهامة، حيث تربطه بالشعوب العربية علاقات الأخوة والجوار والمصير والتراث الديني والحضاري والتاريخي المشترك، ويعتبر دعمة واجبا عربيا قوميا، ولا يحق للأنظمة العربية، خاصة الخليجية الغنية التي ساهمت في تدميره أن تتخلى عنه، ولا تقدم له ما يكفي من العون لمساعدته في مواجهة كارثة الزلزال التي فاقمت معاناته بسبب خلافات حكامها مع قيادته.
ولا بد من التنويه هنا ان عددا من الدول العربية سارعت لتقديم العون لسوريا، وإن الشعوب العربية تشعر بمحنة الشعب السوري ولن تتخلى عنه وبادرت بجمع التبرعات لمساعدته، والدليل على ذلك هو إن الشعب السعودي الذي تناصب حكومته العداء للنظام السوري تبرع ب 66.6 مليون دولار لسوريا في يومين؛ وان هناك حملات شعبية لجمع التبرعات في الجزائر والبحرين وفلسطين والأردن وقطر وغيرها من الدول العربية مما يدل على أن هناك هوة كبيرة بين الشعوب العربية المتعاطفة مع الشعب السوري المؤمنة بوحدة الأمة ومصيرها المشترك، وبين الحكام الذين جادوا بكرمهم " الحاتمي " على الشعب الأوكراني، ولم يقوموا بواجب مساعدة إخوانهم السوريين!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمطار الغزيرة تغرق شوارع لبنان


.. تشييع جثماني الصحفي سالم أبو طيور ونجله بعد استشهادهما في غا




.. مطالب متواصلة بـ -تقنين- الذكاء الاصطناعي


.. اتهامات لصادق خان بفقدان السيطرة على لندن بفعل انتشار جرائم




.. -المطبخ العالمي- يستأنف عمله في غزة بعد مقتل 7 من موظفيه