الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزء الثالث عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الروائية الاخيرة 2020م غير المنشورة

أمين أحمد ثابت

2023 / 2 / 12
الادب والفن


***

ايام قبل اكتمال الاسبوعين بعد الاحتفال كانت حافلة . . اعادت الروح فيك – لا تزال حيا . . انت دائما – خلال تجوالك الليلي مع الصحاب قابلت الكثير ممن لم تلتقيهم قبلا ومن صادفتهم مرة او اثنتين ولم يهتمون بك . . يرحبون بك بحرارة ويكررون لنا الشرف أن نتعرف عليك – اعتاد الطلبة اليمنيين الدارسين خارج العاصمة وفي المحافظات المصرية المختلفة . . أن يتقاطرون على القاهرة عند الاعياد ، يمدون فترة وجودهم اسبوعا اضافيا . . كما طبعتهم اليمن عليه – اثلجت صدورنا و . . رفعت رؤوسنا – احييت الامل فينا ، ال . . يمن لا تزال بخير . . بأبنائها – منهم من تعرف على هيئتي خلال وجودي على خشبة المسرح ، آخرون نقل إليهم الاسم . . بمجرد التعريف بي . . تستبدل المصافحة بأحضان حارة ، كما لو انك ألتقيت صديقا غاليا عليك غاب عنك طويلا والشوق إليه لم يغادرك ، تفتقده والعمر الذي قضيتماه معا – وجدت نفسك طيرا محلقا لا يثقله تبلل ريش جناحيه بالمطر ، فبرودة الماء عليه في مناخ صيفي حار وجفاف صحر الارض واغبرت فيه الطبيعة والمناظر . . اشعل فيه جذوي نشوة للحرية والعشق للتزاوج ، انها حقيقة وجوده . . أن يكون دون غيره من ملايين الكائنات الحية . . يمتلك اجنحة وريشا يخفف وزنه . . ليعتلي في السماء وقت ما يشاء ، يرى غيره سجينا . . مغلولا في مساحة مقفلة عليه منذ ولادته وحتى موته – انها حقيقتك حين كانت تجري مطاردات الامن الوطني لكم ، يعتقلون منكم أو تختفون كذرات الملح عند ذوبانه في الماء ، تعودون مجددا ، لا شيء يقوى على نزع ارادتكم بالحياة ، لحظات من الخوف ترعد اجسادكم وتخنق الانفاس ، تمتطون خوفكم ، تخرجون مشهرين عن انفسكم ، انه بلد الجميع . . لا يمتلكه أي كان . . لا يمتلكنا احد ، لن يسكت افواهنا احد – يظل الوطن عذب المذاق في طعم مأكولاته وماءه وما تخرجه الارض من نبات ، حتى رحيق النحل وطعم اللحوم فريدة عن غيرها في أي مكان اخر من العالم ، نسماته بتلوناتها الحرارية . . فريدة في شمها العابق بروائح التربة الهجينة برائحة النباتات العطرية السائدة في كل موضع بعينه عن الموضع الاخر ، او تلك المضمخة برائحة البحر ، التي تختلف باختلاف البعد او القرب منه ، من منطقة الشاطئ او التي تقف كربوة تشرف على تواجد مائه في نقطة عميقة ، تتقاطع رائحتها بين زمني المد والجزر . . يميزها الصيادون الشعبيون و . . من يجد نفسه يمتلك قدرة الطفو والذوبان فيما يحيط به ، البشر البسطاء في تعاملهم وتعايشهم – قبل تلوثهم السلعي والسياسات العابرة للقارات . . بوهم التذويب للهويات و . . وإعادة استنساخها كروبوتات خادمة لهويتهم الفاشية . . لعرقية معاصرة معلمة بتفوق بلدانها ، مستنسخة لزيادة ارباح رساميلها . . استهلاكا وقوى عاملة رخيصة الثمن – لأول مرة في مصر منذ وصولك . . تميز جمالها و . . حتى شعبها ، كما انت عليه تميز اليمن – ايام . . كانت مغامرتك المندفعة ليلة الاحتفال ، التي لن يراها أي كان لاحقا . . إلا انها كانت ضربا من الجنون و . . المراهقة ، ترجعك الى ماهي عليك حقيقتك ، تتحمل الاذى والعذاب . . حيطة لحماية نفسك من تهور المتلذذين بسفك الدماء و . . لإبعاد شبح الرعب الذي يخيم على حياة والدتك المجاهدة لرعاية اطفالها دون وجود سند يخفف عنها ، لكنك حين يجمح التغول برخاص الناس المتسلطين . . تخرج مشرعا جسدك للعاصفة و . . لا يجف قلمك وصوتك وصراعك بحق العيش بكرامة ، وأن تكون ارضك وطنا يعطي النبلاء الشرفاء والانبياء حقهم ، لن يبقى وطنا مسخا . . يقدس القتلة والافاكين وباعة الضمير ، وطنا لكل الناس ، كل حسب قدرة عمله وطاقة ابداعه . . تحدد مكانته وعيشه ، وكل متعب وعاجز . . تحمي الدولة كرامة عيشه ورعاية ابنائه . . وحقوقهم في النمو كغيرهم للعيش الافضل بما يمتلكونه من خصائص وقدرات – لن تقبل أن يلجمك احد – ستقاتل كأبيك ، من سبقوه وعاصروه و . . منهم قبلك ومن معك – حصدت الاذى الذي يلاحقك و . . يأبى أن يتركك دون تطويقك . . إن لم يقو على كسرك ، لكنك لاول مرة من بعد هروبك من القضاء المحتم عليك في ربيع العمر . . تشعر بعدم زوالك ، تدرك الان . . لا معنى لوجودك . . راضخا مقهورا . . تستجدي الرحمة والعطف لكونك وطنيا مستهدفا – لم تعد احساسك بالغربة والضياع و . . الرضوخ بمذلة أن تجد مأوى ولقمة عيش وشربة ماء . . تجثم على انفاسك وتأسر على دماغك . . مانعة له أن يرشدك خارج اسوار ما يغلك ويمتص روحك . . قليلا . . قليلا . . . .

نشوة لم ترها منذ مجيئك القاهرة . . اجتاحت الجميع بعد همود حياة مأسورة بملاحقة سير الدراسة والتضرع لوصول المخصصات المالية لفك ذل ديون الايجار ونفقات العيش في حده الادنى – لم تكن انت سر ذلك ، فكبار الفنانين الذين احيوا الحفل . . امتصوا عنهم شعور الغربة عن اهليهم وديارهم ، واعادوا إليهم ما يفتقدونه ، من فراق الاحبة ومرابع العاب ذكرياتهم و . . حياة من ترافقوا معهم و . . اختفى وجودهم في غربتهم ، ح . . حتى ما قمت به . . لم تكن سوى ذراعا خدش عود الثقاب بعد حمله ، حتى بتحويل تنفساتك الى هواء تدفعه لتضرم النار بغية تدفئة القادمين إليك ، بعد ما ساطت البرودة اجسادهم ، يظل الشعور بالدفء هو ضالتهم ، بارود الاشتعال هو خاصيتهم . . وإن لم يدركوا ذلك في البدء ، فعود الخشب لا يخلق النار ، انما حرارة الاحتكاك تولد شررا مع الوقت ، لا ينتج نارا إن لم تكن هناك مواد قابلة للاشتعال بذلك الشرر المتدفق و . . يكون هناك هواء مؤكسجا يساعد على ذلك – لم تكن سوى شررا يوقظ حقيقتهم غير الخاملة ، القابلة لاشتعال اليقظة فيهم مجددا للعيش بإرادتهم وليس كقطعان تتحرك وتسكن وفق ما تؤمر به . . .

شيء كان يطبخ في المحيط ، للحد من استمرار شعلة الصحوة والتيقظ لدفء العيش المصادر – لم يكن ممكنا اطفاؤها خلال ايام التوهج ، حوصرت في مدى زمني ضيق لها ، قطعت عنها العوامل المساعدة لاستمرارها ، اخذت تدريجيا مسارها للضعف والتلاشي ، العودة الى ما كانوا عليه منطفئين . . كما كتب عليهم أن يكونوا ، ملاحقين دراستهم التلقينية – ما داموا طلابا – والركض المذل للعيش . . وفق ما يجود به الزعيم ودولته المباركة – إذا لا تمكنك من العيش ، لتساعدك اسرتك ماليا . . حتى ببيع الارض او البقرة ، إذا كنت من اسرة فقيرة . . الله معك . . ارجع وبلاش دراسة . . الدولة لم تقصر معك – كن ذكي . . ودبر امورك ، اقصر طريق . . اعمل مخبرا أو . . تساهل في دراستك . . وإن عملت السنة بسنتين او ثلاث – سيتم التغاضي عنك ، لا يجب أن يكونوا ابناء الفقراء علماء وقادة دولة و . . اصحاب اموال ومشاريع ، فغالبيتهم متمردين . . تدرسهم ليعودوا معارضين ويفتحون السنتهم . . ناسين افضالنا عليهم ، ما كان ليدرس ويحصل على الشهادات لولا سمحنا له بالسفر والدراسة على حساب الدولة ، لم ينفق ابوه او اهله فلسا واحدا على دراسته و . . يعودون بالوقاحة تلك – عليك اعتياد التغيب عن المحاضرات والذهاب الى المطار بعد معرفتك برحلات الوصول من اليمن أو انتظام التردد على السفارة او المواظبة على مقهى اليمنيين في الدقي . . لاصطياد القادمين للعلاج من الاميين حسني النية ممن ليس معهم احد يهتم بهم في القاهرة و . . لم يخرجوا من اليمن قبلا ، ومن السذج الممتلئين بالمال غير المتعوب في الحصول عليه ، القادمين للسياحة لأول مرة أو المعتادين على السفر لانفاق المال بما يشعره بقيمة نفسه مقارنة بالآخرين المحبوسين في البلاد ، يبحثون عن خدام لمرافقتهم وشراء وتدبير حاجاتهم . . يتصدقون لهم ببقشيش ضئيل وبقايا ما يستغنون عنه من الاكل والمشروب و . . نادرا المتروك من البستهم التي جاؤا واستغنوا عنها بعد شراء الجديد من الثياب والاحذية – خير هذه الامور أن تعمل مخبرا ، تبني علاقة ثقة مع القنصل او الملحق الثقافي او الصحي ، تجلس مقابله في غرفة مكتبه ، يوصي بك كل يمني يصل طالبا عون السفارة ، مرافقا امينا خدوما ، مشهود عليه بالأخلاق - من افضل الطلبة اليمنيين – أو يعطي رقم تلفونك كإنسان موثوق من السفارة او . . حتى بضمان المسئول بدق صدره - وقد تجد طريقا لجمع المال بعد مضي وقتا غير قصير من بناء تلك الثقة ، توكل بمهام استغلال بعض السذج بنسبة تقاسميه ضئيلة في البدء كنوع من الاختبار لك ، عند نجاحك تدخل في امور يسمونها تجارة وهي عمليات تربحيه غير مشروعة تكون فيها وسيطا يختفي وراءك مسئول السفارة ، كالمتاجرة بمخصصات الطلاب المالية او اموال السفارة والعهد المالية لمشاريع وهمية أو العمل بنقل وشراء وبيع المهربات في غطاء الحماية الدبلوماسية – عند القبض عليه ، يكون المسئول والسفارة خارج المساءلة القانونية ، فهو لا يعمل في السفارة ، ولا يمكن أن يجاز منطقيا أن توكل اية اعمال تخصها او أي مسئول فيها لا نسان من خارجها – انكم خير من يعلم أن العمل الدبلوماسي شديد الحساسية وكل عمل تقوم به يحسب له الف حساب حتى لو كان تافها ، والحال يعكس ذاته مع كل عامل في السفارة ، فهو معرض لفقد سمعته وعمله إن لم يكن محالا لعودته ومحاكمته بما يمس سمعة البلد . . ما بال أن يكون هذا الشخص غير معروف لأي انسان يعمل في السفارة و . . ليس مسئولا فيها . . .

لم يدخل الاسبوع الثالث من شهر ديسمبر . . إلا وتغيرات تجري في الوسط الذي يرتبط فيه تواجدك ، حرارة العلاقة التي عهدتها في الاصدقاء منذ أن حللت ضيفا عندهم في الدقي . . بدأت تفتر ويدب في ثناياها البرود – لم يكن ضيقا من إطالة فترة وجودك ، فهي قصيرة جدا بالزمن الذي قضيته في استضافة شقة المنيا ، كما ولم تكن هناك أية مؤشرات لتحمل استضافتك كان جبرا اخلاقيا عليهم ، فالفترة التي عشتها بينهم لم تحس لحظة من أي منهم من دارى ضيقه او تحسسه لبقاء بينهم ، كنت كما لو انك مبتعثا مثلهم تتشارك واياهم سكن الاقامة ، العيش بعفوية العلاقة اليومية التي تجمع شركاء الاقامة والمأكل ، نتبادل الاحاديث الودية كصحبة مقربة ، حتى ان الايام الاولى بعد الاعتقال بعيد نوفمبر . . وصلت علاقة الارتياح الى ذروتها ، كثيرون يأتون لزيارتنا او ندعى إليهم لقضاء الوقت الذي ما أن ينفذ حتى يتأسى عليه كل واحد منا . . لو كان الوقت قد سار بطيئا – لا اذكر تحديدا فقد تشابهت الايام والشهور بأن لم اعد قادرا على التمييز بينها لأمر حدث معي أو زيارة قمت بها لمرة واحدة او اكثر ، يغيب عني الزمن . . متى من الايام كانت . . أو حتى في أي شهر ، ما أتذكره اسبوعا قضيناه وسهيل في بعض منه في حضور اسبوع السينما الدولي ، كانت اخر الافلام العربية والعالمية التي لم يسبق عرضها قبلا وبحضور الفريق الفني للفلم ، حضر البعض منهم و . . غالبا من لعب دور البطولة الرئيسي ومخرج العمل ، بعد انتهاء عرض كل فلم تعلن اسماء من حضر من صانعيه و . . يقدم موجزا بدقائق عن كل فيلم – اتذكر ما علق في ذهني فلم التقرير السوري ببطولة دريد لحام وغالبية الطاقم التمثيلي الذي اعتدنا مشاهدتهم في كثير من مسرحيات دريد لحام او حلقاته التلفزيونية التي كنا نشاهدها في اليمن . . غالبا في رمضان - ما الذي جرى معي مجددا . . فجأة ودون سابق انذار ، تلحظ تحاشيا – كوضع يومي اعتيادي – من فاهم والراجحي في الجلوس الي وتبادل الحديث او حتى الخروج معا ، كان اشبه بالتهرب بالانشغال والتعب والخروج في مواعيد مع زملاء تتعلق بالدراسة ، حتى النعماني الذي كان تستهويه مشاعر الابوة لتخفيف المي وكيل النصائح و . . الاستمتاع لأحاديث من الجدل والمساجلة المعرفية ، الذي كان يحاول أن لا يتركني لوحدتي ، أكان خلال تواجدي في السكن – الذي كان مطبوعا دون غيره . . ندرة ذهابه الى الجامعة ، كان كما يحب الاخرون توصيفه بالمعتق في الدكتوراه او المنعزل المعاني من حالة نفسية – أو كان يقود حاجتنا لتغيير الجو في الخروج للتمشي وتبادل الاحاديث والنقاش . . اصبح شبه غائب رغم وجودنا في نفس الشقة ، يصحو ويخرج منفردا ، لا اسمع حديثا له إلا متى ما كان الصديقين موجودين او احدهما . . عند عودتهما من الخارج او قبل خروجهما – انقلاب أعاد لي احاسيس النبذ السابقة التي عانيت منها في شقة المنيا بعد مرور الوقت من العيش فيها ، لكن الامور تختلف رغم توصيلي لنفس النتيجة – في شيء يضغط عليهم ممارسا الترهيب عليهم – إما امني وتحملهم سوء عملهم هذا . . بخروجهم عن الطاعة ، أو يحلون انفسهم عني ويحمون انفسهم من قطع طريق مستقبلهم وخطر اعادتهم وسجنهم ، خاصة وانهم لم يقصروا في استضافتي وحسن التعامل معي بحق الزمالة القديمة وحق الانتماء لإنقاذ ابن بلدهم من الشوارع وذوق مهانة الجوع وايجاد رصيف للنوم في البرد القارص – ذات الانشوطة تعيدك للبدء من جديد ، لكنك لم تعد ذلك القادم لأول مرة تغادر فيه قدماك حدود اليمن بعيد عن مستقر حياتك بين اسرتك ، انتهت اضطرابات التخمين واوهام الطموح دون طريق ملموس تعبر فيه ، لم يعد لعون السفير موضعا تتكئ عليه ، ولا وجود لقوى يسار مصرية تأخذ بيدك - كما توهمته واصحابك في اليمن ، بتلقفهم لك كما يتلقفون مثقفي اليسار اليمني أي هارب يساري كمثقف او اكاديمي من قمع النظام من أي بلد عربي – لم يعد امامك سوى حل مسألة انتقالك الى سوريا وعبر سفارة الجنوب ترسل الى عدن – ضع جانبا الان مسألة مستقبلك العلمي ، خاصة وأن جوازك قد قارب على انتهاء مدته القانونية و . . ولا يمكن لك الذهاب الى سفارة اليمن الشمالي لتجديده . . خوفا من اعتقالك وترحيلك قسرا الى صنعاء ، وهو ذات الامر من ناحية ثانية ، لا يمكن السماح لك بالبقاء او التنقل او السفر من مطار القاهرة الى أي بلد اخر وجوازك منتهي ، في اسوأ الاحوال اعتقالك في الامن القومي ، اسهلها بعد القبض عليك والتحقيق معك للاشتباه التجسسي . . يتم تسليمك لسفارة الشمال لترحيلك مقبوضا عليك . . .

كونك لم تعتاد على اصطناع التودد او المجاملة . . حتى اختلاق موضوعا تشد فيه غيرك ليتبادل الحديث معك و . . تعرف انه معرضا بنوع من التحاشي غير المقصود لقيام ذلك - بذريعة أن كل واحد غارق في همومه ومشاغله الدراسية - خاصة في مثل وضعك الذي يفرض عليك الابتسام والملاطفة كنوع من الاستجداء لفتح كلاما معك – اعدت ترتيب حالتك مع ما استجد ، تخرج مجددا من بعد العاشرة صباحا – غالبا ما كانا قد غادرا مبكرا كل من فاهم والراجحي الى الجامعة ، تخطر النعماني وهو يرتشف قهوته . . بأنك ستذهب تفك عن نفسك ، لا ينتظرونك عند عودته مع الخامسة على الغداء ، . . ربما تتأخر ، لا يقلقوا عليك – تعود في اوقات متقطعة . . بين العاشرة والثانية عشرة ليلا – كنت اشعر بخجلهم وألم في داخلهم حينما كنت اعود للمنزل بعد عدد من الايام من مسلكي هذا ، يبادر احدهم الحديث المقتضب معي أو يتداولونه إذا ما صدف أن كانوا مجتمعين في الصالة او شرفة المنزل – اصبحت تغيب هذه الايام الاخيرة ، نقلق عليك . . كن اتصل بالتلفون لنطمئن . . عندما تتأخر – حاضر . ما فيش شيء . . فقط حتى لا اضيق ، افرج عن نفسي في أن اغرق فيما حولي . . حتى لا اوسوس – المهم أنت مرتاح – اين تروح ، في جديد بموضوعك – اتمشى وحين ارى منتزها اجلس فيه و . . عادة اكتب ، لا اشعر إلا والوقت قد عبر . ذهبت في يومين أسأل مكاتب الطيران المختلفة ومكاتب مصرية لوكالات الطيران منها طيران اليمنية لرحلة الى دمشق ، بدءا عن الاسعار ثم السؤال فتح تذكرة عودة لصديق الى اليمن. . يحتاج تبديلها على خط طيران اخر بتذكرة مخفضة – يعني قررت دون تراجع – نعم . المشكلة أن القليل من تلك الوكالات التي قبلت التحويل . . المشكلة في سعر التذكرة . . حتى المخفضة الى اقصى حد . . مبلغها كبير ، الارخص منهم . . وجدت أن ما يلزم دفعه من فارق يزيد ضعفا عن ثمن التذكرة الكاملة التي اشتريتها من اليمن ذهابا وإيابا - للأسف نفس الكلام الذي سمعناه سابقا – كم المبلغ – يختلف بين الخطوط ، من ثلاثمائة الى مائتين وثمانين دولار – المبلغ كبير ، حاولنا مع بعض الاصدقاء . . دون علمك . . أن نجمع لك مبلغ ثمن تذكرة الى سوريا ، لكن الجميع مفلسين ومديونين بمبالغ اكبر من مخصص المنحة المالية التي كان يجب استلامها قبل اكثر من شهرين ماضيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية


.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي




.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز