الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهادي الجويني في المشرق العربي

كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)

2023 / 2 / 12
الادب والفن


ماذا لو وصل غناء الفنان الهادي الجويني إلى المشرق العربي في حينها؟ ستبدو الإجابات باهرة آنذاك كما هي اليوم عندما يجد مغنّو المغرب العربي أنفسهم في الخليج وبلدان المشرق بشكل تلقائي بعد أن انكسرت ثقافة المركز والأطراف التي كانت سائدة لعقود.
إذا كان السؤال مفرطا بمسحة افتراضية عن الموسيقار التونسي الذي رحل عن عالمنا عام 1990، فإن الحال اليوم يؤكد واقعيته، عندما يتعلق الأمر بمغنّي المغرب العربي وهم يجوبون بلدان المشرق وسط جمهور هائم بغنائهم، كما يحصل اليوم للطفي بوشناق وسعد لمجرد وصابر الرباعي… بعد أن انكسرت ما سميت بالحقيقة التي لا تقبل الجدل أن الغناء المصري وحده السائد.
كان سائدا لأنه الوحيد الذي يقدم للجمهور العربي على مدار عقود، “ذلك لا يقلل من قيمته المعبرة”، لكنه لم يعد كذلك بمجرد وصول الغناء العربي إلى العرب.
فلو كان غناء الجويني المفعم بالموسيقى التعبيرية الباذخة منح الحق الطبيعي المصادر من قبل التلفزيونات والإذاعات العربية كما كان يمنح في الستينات مثلا لعبدالحليم حافظ، لتهشمت منذ عقود أسطورة المطرب الأول وسيدة الغناء العربي. هذه الفكرة تدافع عن نفسها بوضوح لا يقبل اللبس. فكم عبدالحليم وأم كلثوم في مصر اليوم؟ يمكن أن نجد أمثلة متميزة، فمصر الحافلة بكل هذا التنوع بقيت تلد مبدعيها ولم تتراجع. ويوجد في القاهرة اليوم ما يماثل أصوات الأمس على أهميتها وتأثيرها التاريخي، لكنها في حقيقة الأمر أخذت المساحة العادلة في ذائقة الجمهور العربي، أسوة بفناني المغرب الذين وجدوا طريقهم إلى المشرق، كما حصل الحال نفسه عندما توله المغاربة بغناء المشرق والخليج.
كانت حتى الأصوات المبدعة لا ترى طريقا آخر تمر به للعرب غير مصر، كما أن الضخ الإنتاجي المصري الهائل آنذاك، يحول دون وصول غيره للجمهور العربي، في منافسة لم تكن عادلة فنيا على الأقل. فوردة جزائرية وفائزة أحمد سورية “استهلت حياتها بالغناء العراقي ولحن لها الموسيقار الراحل رضا علي أروع الأغاني وما زالت ماثلة إلى اليوم” وسميرة سعيد مغربية لكنهم لم يستطيعوا عبور حواجز المركز إلى الأطراف إلا باعتبارهم مصريين. بيد أن واقع الحال ذاك لم يصل إلى فيروز اللبنانية، لذلك ذهبت إليها الألحان المصرية.
الواقع اليوم يقول إن الغناء العربي قادر على التعريف بنفسه من دون الحاجة إلى المركز الذي انفتح بفضل الفضاء الرقمي، ولم تعد هناك أطراف.
كذلك يبدو استذكار الموسيقار التونسي الهادي الجويني (1909 – 1990) مثالا للبناء عليه مع أصوات عربية معبرة في المشرق والمغرب، حال الواقع آنذاك دون وصولها بشكل عادل للجمهور العربي، هذا ينطبق على محمد حسن وحسن عريبي وسيف النصر الليبيين وعبدالوهاب الدوكالي وعبدالهادي بلخياط ولطيفة رأفت المغاربة ورابح درياسة الجزائري، كما يتماثل مع سليمة مراد وفؤاد سالم وفاضل عواد ومائدة نزهت العراقيين وحسين الجاسم وعبدالمحسن المهنا وعبدالكريم عبدالقادر الكويتيين وطلال مداح السعودي وأبوبكر سالم اليمني…
الهادي الجويني مثالي المتميز الذي يدافع على فكرة هذا المقال، أعاد انبهاري به من جديد وأنا أستمع إليه بسلسلة من الأغاني في مقهى بباريس كان يبثها أسوة بأغاني إلفيس برسلي وإديث بياف… لم أجرؤ على سؤال صاحب المقهى الباريسية عن هذه المفاجأة التونسية، ليستمر حلمي لحظتها في إيجاد مقهى عمانية أو دمشقية عتيقة أو بحرينية أو بغدادية تبث أغانيه، من أجل إعادة المجد الموسيقي الذي سلب منه من دون وجه حق كما سلب من عشرات من الأصوات العربية الرائعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف