الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناقشة مجموعة من شكاوي المبدعين ميسون أسدي.

رائد الحواري

2023 / 2 / 13
الادب والفن


ضمن الجلسة الشهرية التي تعقدها للجنة الثقافية في دار الفاروق تم مناقشة مجموعة "من شكاوي المبدعين للقاصة ميسون أسدي، حيث افتتح الجلسة مدير دار الفاروق "رفعت سماعنة" مرحبا بمدير مكتب ثقافة نابلس سابق حمد الله عفانة الذي انتقل إلى طولكرم، ذاكرا مآثر "عفانة ودوره في تطوير الحركة الثقافة في نابلس، حيث جعل مكتب الوزارة تحت تصرف أي جهة تريد القيام بنشاط ثقافي بعيدا عن الروتين، ثم قام الشاعر عمار دويكات ورفعت سماعنة بتسليمة درع تكريم مقدم من دار الفاروق" لجهوده ودوره وعطاءه في خدمة الثقافة والمثقفين في نابلس.
ثم تحدث عن مناقشة المجموعة قائلا: نحن في دار الفاروق نعمل على تأكيد وحدة الأدباء الفلسطينيين في فلسطين التاريخية، من خلال تناول الأعمال الأدبية في كافة أنحاء الوطن، ومناقشة هذه المجموعة يأتي ضمن هذا الاطار، فمن المهم الاطلاع على تجارب الأدباء الفلسطينيين بصرف النظر عن مكان تواجدهم، حتى نستطيع أن نبني حركة ثقافة شاملة.
ثم فتح باب النقاش فتحدث الكاتب "همام الطوباسي" قائلا: "المجموعة تذكرني في بدايات كتاباتي والمعيقات التي واجهتني، فالكاتب مظلوم في المجتمع ولا يأخذ حقه، بالنسبة لطريقة تقديم القصص فهي تجدب القارئ لسلاستها ولغتها الجميلة وسهلة، كما أنم الغلاف جاذب للقارئ واللوحات الداخلة ساهمت في إعطاء المجموعة لمسة فنية جمالية.
ثم تحدث الشاعر "عمار دويكات" قائلا: "اللغة والأنا
في كتاب من شكاوى المبدعين.
يُعتبر غلاف العمل الأدبي وخاصة الشعر/ الرواية/ القصة هو العتبة الأولى للنص، ولعل غالبية الأعمال الأدبية الآن لا تهتم بهذا الأمر، وذلك لأسباب قد تكون فنية أو مادية أو عدم القدرة على تحويل النص إلى غلاف له دلالة على المضمون، ليكون هذا الغلاف عتبة أولى ومدخلا حقيقياً للنص، وفي هذا العمل الأدبي يبدو تصميم الغلاف بعيداً عن المحتوى والمضمون.
لقد عنونة الكاتبة عملها الأدبي ب ( من شكاوى المبدعين / قصص) فهل نجحت الكاتبة في إتمام العقد الأول بين القارئ والكاتب وهو التجنيس الأدبي لنصها؟!. أرى برغم جماليات النصوص أنها قريبة للسيرة الذاتية أو الغيرية عن طريق مقاطع سردية لم تتشكل لتكون قصص بشكلها ومضمونها الأدبي.
اللغة في النصوص قوية ومتينة، سهلة واضحة بعيدة عن الركاكة قريبة من القارئ، لكنها كانت بمستوى أدائي واحد في كل النصوص، لعل ذلك يرجع أن الكلام بمجمله كان على لسان الكاتبة الساردة للنصوص.
قدّمت الكاتبة موضوعاً هاما على الساحة الأدبية لا يخلو من جدلية العلاقة بين الأدب والإبداع، ومن هو الذي يقرر هذا الأمر؟ هل هو الكاتب؟ أم الناقد؟ أم المثقفين؟ أم العامة؟، ولكن ما هو ثابت لدينا في هذا الوقت عدم تقدير واحترام العمل الأدبي وصاحبه بالشكل الذي يليق به، نحن في زمن لا نمتلك به لا حضارة ولا لغة ولا اختراعات ولا قوة سوى انا نسير في ذيل القافلة الإنسانية، نحاول أن نتقدم لنجد أنفسنا تراجعنا أكثر.. المبدع في بلادنا قد يموت من الجوع إن اعتمد على عمله الأدبي إلا قليلا من هؤلاء الذين استطاعوا التقدم في ساحات العمل الأدبي وأعتقد أن من هؤلاء من كانت لهم رافعات نادرا ما تتوفر لغيرهم.
يسيطر على النصوص الصوت العالي والأنا المتضخمة، الكل عند الكاتبة متهم ويحاول التقليل من شأن السارد، أو هو طامع بجمالها أو مالها، هنا يجب الوقوف على هذه الحالة وسببها إذ نجد الهجوم المستر على كل شيء وإن لم يكن هناك سببا لذلك الهجوم سوى إثبات الأنا."
وتحدث الناقد سامي مروح قائلا: "سم الله الرحمن الرحيم من شكاوى المبدعين مجموعه قصصيه للكاتبة ميسون أسدي، أن ما يؤرق الإنسان أن يرى نفسه يسير في عكس التيار فتثور حفيظته بحسب ما يمثل في هذا المجتمع، إن كان طفلا فانه يلجئ إلى الصراخ ليعبر عن رفضه لواقع الذي فرض عليه، وكل إنسان يعبر بما يمليه عليه عقله وذلك من باب التفريغ النفسي، والمبدع يفرغ على طرقته، إن كان رسام فإنه عن طريق فنه وإبداعه في الرسم، وإن كان كاتبا فيفرغ عن طريق إبداع الكلمة أما من خلال رواية أو مقالة يكتبها، وهذا ما فعلته الكاتب والمبدعة ميسون أسدي.
لقد طرحت مشاكل وهموم البدعين باسلوب قصصي رائع وممتع، من خلال هذه المجموع القصصية التي صيغة باسلوب سردي كلاسيكي إخباري يخلو من الصور الأدبية، لكن هذا لم يفقد القصص بعض ركائزه الأساسية التي تحسب للمبدع، فقد كان هذا النوع من الكتابة في مطلع الستينات يعتبر ريادي، أما الآن، إذا أردنا أن تحدث عن القصة القصيرة، فإن النقاد يعتبرون أساس القصة القصيرة هي الجمل القصيرة داخل النص، والتكثيف وعمق الفكرة، مما يجعل القارئ في حالت تساؤل، وهذا ينمي لدى المتلقي روح البحث.
هذا ما على وجدناه في هذه المجموعة القصصية، هذا رأيي وبعض القراء يفضل هذا النوع من القصص، ولكل إنسان مذهبه، وإن العمل يستحق أن يقرأ مع كل الاحترام لميسون أسدي.
أما رائد الحواري فقال: "مجموعة من شكاوى المبدعين لميسون أسدي،
من مؤشرات العمل الجيد تناوله في جلسة واحدة أو جلستين، وهذا يعود إلى ما فيه من سلاسة ومتعة يحدثها في المتلقي، فاللغة والطريقة التقديم الذي تقدم به المادة الأدبية لهذا أثرها على القارئ، كما هو حال الفكرة.
وأن تأتي مواضيع مجموعة قصصية ضمن إطار هموم الكتاب والكتابة ومشاكل القراء فهذا يشير إلى انحياز القاصة إلى عالم الأدب والكتابة، وفي الوقت ذاته يخدم مسألة معالجة المسائل الأديبة معالجة اجتماعية/اقتصادية، بمعنى أن المجموعة هي (نقد ذاتي) لما يعانيه الأديب والأدب في المجتمعات العربية.
فقيمة الفكرة/الموضوع بحد ذاتها تعد إنجاز للمجموعة وللقاصة، ولم يقتصر الأمر على القيمة المعرفية، بل تعداه إلى القيمة الفنية وطريقة تقديم القصص، فهناك تكامل بين الشكل والمضمون، وهذا يشير إلى أننا أمام إبداع قصصي يجمع خيرين معا، خير الفكرة وجمال الشكل، لهذا تستحق مجموعة "من شكوى المبدعين" التوقف عند ما جاء فيها.
المجموعة مكونة من ثلاث وعشرين قصة، منها ما جاء من خلال أنا القاصة، وهذه القصة كانت البطلة فيها كاتبة، وأخرى من خلال القص الخارجي (العليم)، ونلاحظ أن بعضها جاء فيها أبطال كتاب، وهذا يشير إلى أن القاصة عندما استخدمت القص الخارجي أعطت شخصيات القصص الحرية على الحركة والتحدث والفعل، بينما في أنا القاصة كانت تبدو وكأنها تتحدث عن نفسها، وهذا ما جعل صيفة أنا القاصة أقرب إلى القارئ وأكثر حميمية.
بما أن القصص متعلقة بهموم ومشاكل وقضايا الكتابة والنشر وطريقة تعامل الجمهور مع الكتاب والكاتب، فقد شعر وحتى تأكد أن الكاتبة/القاصة تتحدث عن نفسها في هذه المجموعة، فالمتلقي يشعر أن القاصة/الكاتبة هي البطلة في صيغة أنا القاصة، إلى أن يصل إلى قصة "قلة أدب" والتي تحاور فيها أحد أصحاب المعرض:
"تعتقد أن بطل القصة هو الكاتب نفسه، هذه الكاتبة لا يمكنها أن تكون مرة لقيطة ومرة لطيمة...لهذه الكاتبة بالذات قصص متنوعة أبطال بعضها رجال، ولها قصة معروفة بطلها كلب، وحتى الجماد، كالكرسي، من أبطال إحدى قصصها، فكيف تكون الكاتبة كل هؤلاء؟ إذا اعتقد الجميع كما تعتقد فأنتم تلغون الجانب الإبداعي عند الكاتبة" ص61و62، وهذا ما جعل القارئ ـ الذي اندمج مع المجموعة وجمع بين الكاتبة والبطلة ـ يستعيد حقيقة عالم القصص، وأنه أمام قصص متخلية وليست حقيقية، وأن الكاتبة/القاصة ليست هي البطلة، وما المجموعة إلا إنتاج إبداع أدبي أكثر منه حقائق. "
وتحدثت الروائية فاطمة عبدالله قائلة: "قراءة في المجموعة القصصية (من شكاوى المبدعين) للكاتبة الفلسطينية ميسون أسدي.
تبرز هذه المجموعة في محاولتها الإحاطة بكثير من المشكلات التي يواجهها المبدع، فتطل حاملة نبض الكاتبة إبداعا وروحا في الكلمة. وتساهم هذه المجموعة في خلق مساحة للتأمل والتجربة لمن هم في طريق الدخول عالم الكتابة والكتاب، وبث روح التحدي والإصرار والمثابرة ليتلمّس المبدع مكانته الفعلية في الساحة الأدبية ، فالإبداع يعني التغلب على العوائق المتعددة وعدم الإستسلام والجمود والسير نحو أفق واسع.
تضم هذه المجموعة ثلاث وعشرين قصة قصيرة ، فيها الكثير من المشكلات الداخلية الخاصة بالكاتب ومشكلات خارجية تخص المجتمع المحيط ومدى تقديره للأديب وتقدير أدبه وإبداعه، وغير ذلك من مشكلات الطباعة ودور النشر والتوزيع.
القصة العاشرة ( على دروب القصّة) ص٨٥ تروي شخصية القصة بضمير المتكلم معاناتها مكاتبة تلح عليها رغبتها في الكتابة وتبدأ البحث عن قصة . مصادر كتابة القصّة عناوين داخلية لدروب القصّة ( دفتر ملاحظاتها، أمي ، المقهى، جارتي الارمنية، الفرصة الأخيرة...) تلتقي الكاتبة بعفاف وهي سيدة تعمل في تنظيف البيوت تصاحبها وتدخل معها إلي بيت جارتها وإن كان هذا الفعل غير محبذ لها ولا يناسب أخلاقها لكن في سبيل الحصول على قصة فعلته ! تجد الكاتبة قصتها وتكون هي إحدى شخصياتها فتجد نفسها الزوجة المغدورة وزوج خائن قصة غابت عنها تسرع لوضع نهاية سريعة لأحداثها.
يقول "روبرت فروست" : ( إذا لم يذرف الكتّاب العبرات فلن يذرفها القارىء، وإن لم يتفاجأ الكاتب فإن القارئ لن يتفاجأ ). احتوت القصّة على دفقات مشاعرية ذات تأثير على المتلقي تعوضه قصرها. وهذا أسلوب الكاتبة في غالبية القصص حيث القفلة المفاجئة والأسلوب الشفاف الشيق.
القصة الثامنة ( النفس الحية) هي أيضا من نوع المشاكل الخاصة في المبدع، حيث يتكلف الكاتب الكبير عناء بناء شرفة تطل على مناظر طبيعية خلابة ليكتب قصصه ويوحى إليه فيها، تفشل فكرته ولا يكتب شيئا رغم الطبيعة الخلابة التي تطل عليها هذه الشرفة ورغم جلوسه ومراقبته للناس غادين ورائحين ، فيعلل له صديقه الشاعر أنه ليس بحاجة للطبيعة حتى يكتب، بل هو بحاجة إلى الحب حتى يكون ملهما له فيشرع في البحث عن حبيبة له عبر النوافذ التي تطل عليها شرفته، فساقت هذه القصة بعنوانها المشوق المتلقي واستدرجته لمتابعة القراءة بانسيابية في حركة أحداثها حتى القفلة المفاجئة مرة أخرى.
تقدم الكاتبة المبدع في عدة صور وأوقات مختلفة وفي أماكن مختلفة من خلال شخصيات المجموعة، غير أن المتلقي يشعر أن الأفعال والأحداث مترابطة متعاقبة لشخصية واحدة، داخل زمن واقعي وفي حيز مكاني يتشابك به مع الآخرين في سياق قيم ومعتقدات وعادات وأفكار مختلفة بمتخيل سردي ممتع. وبلغة قص فني بعيدة عن المبالغة والتعقيدات اللغوية والحشو الذي لا يجدي.
نوعت الكاتبة في البنية المكانية في مجموعتها القصصية نوعا ما، لكن المكان المغلق كان هو صاحب الحيز الأكبر، وكان لهذا المكان صفة التقاطب من حيث أنه يجب أن يكون مملوءا بالاحتواء والأمن والأمان والحب والألفة والسكينة كالمكتبة كما في قصة (أبو رابوص) ص ١٣٥ نجد الشخصية تشعر في هذه الأماكن بالضيق والانغلاق والنفور وبالطبع هذا يلحق بالحالة النفسية للشخصيات والجو العام للأحداث ، مما يعطي المكان ثنائية متضادة.
تنوعت الظواهر الفنية وتقنية السرد والخصائص الفنية الملازمة لهذه المجموعة وذلك من خلال وعي الكاتبة في إنتاج حدث وحكاية وشخصيات توظفها توظيفا سياقيا يخدم بنية النص، فكان السارد ( الضمير الغائب) غالبا ما يعطي لنفسه الحق والحرية في الهيمنة والسيطرة على شخصياته وتحليلها ومن ثم تترك الحرية لشخصياتها تتحرك وتتحدث وتعمل وخاصة في الاستهلال والوصف والتقديم. ثم نجد سلسلة من المونولوغات الداخلية، والحوارات الخارجية والاستذكارات ، وغير ذلك من المشاهد والأحداث.والصراع بكلى نوعيه الداخلي والخارجي ."
نوه الأستاذ حمد الله حوامدة إلى اللقاء التشاوري الذي جري في مركز حمدي منكو في نابلس، حيث التقى وزير الثقافة مع مجموعة من المثقفين، وجاوب على سؤال حول تحديد من هو الكاتب/الأديب، فرد على السؤال بأن المجتمع هو الذي يحدد من هو الكاتب وليس الوزراة، فالكاتب الذي يضع لنفسه مكان في الساحة الأدبية هو أديب بالتأكيد، وليس الوزارة من تحدد من همو الكاتب.
وتحدثت الروائية عفاف خلف عن واقع الأدب في فلسطين، قائلة أن هناك مجموعة من الكتاب الذين تجاووا المحلية إلى العربية، وذلك لقدتهم على التكيف من العصر وتقديم ما هو حديد.
وفي نهاية اللقاء ألقى الشاب أحمد ذياب على الحضور قصة : من علم أن للفعل صدى خشية وقوع الأذى" وقد تقرر أن تكون الجلسة القادمة يوم السبت الموافق 4/3/2023 لمناقشة رواية نزهة الرملاوي "ذاكرة على أجنحة حلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: خالد النبوي نجم اس


.. كل يوم - -هنيدي وحلمي ومحمد سعد-..الفنانة دينا فؤاد نفسها تم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -نجمة العمل الأولى