الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار أكاديمي حول العلاقة المتبادلة بين الإسلام والسياسة

حسن الشامي

2023 / 2 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


استضاف معهد الشرق الأوسط نقاشًا أكاديميًا حيويًا في 27 يوليو 2016 حول "العلاقة المتبادلة بين الإسلام والسياسة" ردًا على كتاب "الاستثناء الإسلامي : كيف يعيد الصراع على الإسلام تشكيل العالم" الذي أعده شادي حميد زميل معهد بروكينجز.

أشاد المتحدثان حسن منيمنة (MEI) وناثان براون (جامعة جورج واشنطن) ومديرة الجلسة سمية حمداني (جامعة جورج ميسون) بأجزاء من الكتاب وأثارا خلافات حادة مع أجزاء أخرى من الكتاب.
وقال حميد في كلمته الافتتاحية :" كل الأديان فريدة، لكنها ليست فريدة بنفس الطريقة"." نظريًا وعمليًا، أثبت الإسلام مقاومته للعلمنة".

وحدد حميد مصدرين لاستثناء الإسلام. المصدر الأول : "اللحظة التأسيسية" للإسلام، حيث قال إن الدين والدولة تداخلوا في شخص النبي محمد، الذي كان زعيمًا دينيًا، ورئيسًا للدولة، وباني الدولة. جادل حميد بأن تكامل الأدوار هذا يتناقض مع تأسيس المسيحية، من حيث أن يسوع لم يحكم دولة قط.
المصدر الثاني : مفهوم العصمة القرآنية. في حين يعتقد المسيحيون أن الكتاب المقدس هو كلام الله ولكنهم يقبلون أن البشر لعبوا دورًا في كتابته، يعتقد المسلمون أن القرآن هو كلام الله الفعلي.

وجادل حميد ضد الافتراض القائل بأن الإسلام سوف - أو يجب بالضرورة - أن يصبح أكثر علمانية وأن المسلمين سوف يصبحون أكثر ليبرالية مع تقدم الحداثة. وقال :" دور الإسلام المتضخم في السياسة ليس جيدًا ولا سيئًا... إنه كذلك".

وجادل حميد بأن عدم الاستقرار والعنف في الشرق الأوسط يرجعان جزئيًا إلى الكفاح من أجل تحديد علاقة الإسلام بالدولة والنضال من أجل جعل نظام معتقد ما قبل الحداثة وثيق الصلة وقابل للتطبيق وذو صدى في الأزمنة المعاصرة. من أجل حل هذه النزاعات، يجادل حميد بأنه يجب ألا نسأل كيف نقلل من دور الإسلام في الحياة العامة، ولكن كيف نطيع دوره ونجعله أقل استقطابًا.

ووصف حسن منيمنة خلفية حميد عن مصادر استثنائية الإسلام بأنها "حجة خطيرة" من المرجح أن تعزز خطاب وأن ترحب بها الجهات التي تشاركها بالفعل وجهات نظره : الإسلاموفوبيا والإسلاميون المتطرفون. وجادل بأن هناك العديد من المفاهيم حول" لحظة تأسيس الإسلام"، وأن قضايا الدين والدولة لم تكن موجودة حتى تم إدخالها في قصة لحظة التأسيس من قبل العلماء في القرنين الثاني والثالث من التاريخ الإسلامي.
وجادل كذلك بأن مفهوم حميد للإسلام كان جامدًا للغاية، مستشهدا بالمناقشات حول العصمة القرآنية بين العلماء وعامة المسلمين على حد سواء. كما انتقد منيمنة أطروحة حميد، بحجة أن حميد تجاهل سياق الشيوعية والقومية والعالمية المحيطة بصعود الأحزاب الإسلامية.

وجادل ناثان براون بأن الجوهرية تكمن وراء حجة القسمين الأول والأخير من كتاب حامد، وأن الاختلاف الأساسي للإسلام، إن وجد، ليس مفيدًا بشكل خاص.

مثل منيمنة، جادل براون ضد ما اعتبره افتراضًا في أطروحة حامد : أن هناك جوهرًا للإسلام. واعترف بأن الشريعة الإسلامية تبرز بشكل بارز في التاريخ الإسلامي أكثر من الأنظمة القانونية الأخرى في التواريخ الأخرى، لكنه جادل بأن هذا الاختلاف غير مهم. وبينما اختلف مع مقدمة وخاتمة حامد، هنأ براون حامد على دراسات الحالة في الاستثناء الإسلامي، خاصة تلك المتعلقة بمصر وتونس.

كما انتقدت سمية حمداني أسلوب حميد. وأكدت أنه لا يوجد فهم واضح لما يشكل لحظة تأسيس الإسلام، وأن الخلافات حول لحظة التأسيس أدت إلى حرب أهلية خلال العصر العباسي وفصل الدين عن الدولة في نهاية المطاف. جادل حمداني بأن قادة أوائل القرن العشرين علمنة التاريخ الإسلامي وقدموه كأساس لهوية وطنية علمانية.

وقالت إن حميد لم يتطرق بشكل كاف إلى دور الإسلام في الهوية الوطنية، وكذلك كيف تختلف العلاقة بين الإسلام والدولة عن علاقة الإسلام بالخلافة. أخيرًا، أكدت أنه كان يجب على حميد تعريف المصطلحات التي استخدمها في كتابه بشكل رسمي أكثر، مثل" الحديث" و" العلماني".

ورداً على الانتقادات، أقر حميد بالتنوع داخل الإسلام، لكنه جادل بأن الأديان لها حدود ومعتقدات مركزية، وعلى أساس تلك المعتقدات أسس أطروحته." إذا انخرطنا كثيرًا في الدفاعات الإسلامية وحاولنا أن نقول" يمكن للإسلام أن يكون أي شيء والإسلام لديه قدرة لا نهاية لها على أن يكون ليبراليًا تمامًا مثل أي شيء آخر"، فنحن لا نكون صادقين ونتنازل عن المنطقة لأولئك الذين يصنعون حجة أكثر إقناعا"." هذا في الواقع هو أخطر شيء يمكن أن نفعله في عهد ترامب".

ورداً على وجهة نظر حمداني بأن الدين والدولة انفصلا منذ قرون، جادل حميد بأن فصل رجال الدين عن حكم الخلافة لا يعادل فصل الدين عن السياسة. جادل حميد بأن العديد من الأحزاب السياسية، إسلاميين وغير إسلاميين على حد سواء، تعتقد أن الإسلام يجب أن يلعب دورًا في الحياة العامة، لكنه يختلف حول الدور الذي يجب أن يكون عليه.

وجادلت سمية حمداني بأن القرآن لا يتحدث عن السياسة، والشريعة ليس لها محتوى سياسي، وأن الإمبراطورية الرومانية المقدسة كانت النظير الغربي للخلافة الإسلامية.

وقال منيمنة إن المسيحية قد تكون استثنائية أكثر من الإسلام لأنها ولدت فكرة" القانون الطبيعي"، الذي أصبح نوعًا من القانون فوق الوطني الذي يحكم الأمور العلمانية والدينية. أكد براون أن حجة حميد مهمة لأنها تصور الفكر الإسلامي الفعلي بدلاً من الإصرار على إصلاح الإسلام قبل التعامل مع قضايا الدين والسياسة.

مؤلف الكتاب : شادي حميد زميل أول، معهد بروكينغز
زميل أول في مشروع Project on US. العلاقات مع العالم الإسلامي في مركز سياسات الشرق الأوسط ومؤلف كتاب "الاستثناء الإسلامي : كيف يعيد الصراع على الإسلام تشكيل العالم" (مطبعة سانت مارتن). وحصل كتابه السابق"إغراءات القوة : الإسلاميون والديمقراطية غير الليبرالية في شرق أوسط جديد" (مطبعة جامعة أكسفورد، 2014) على جائزة الشؤون الخارجية" كأفضل كتاب لعام 2014".
وشغل منصب مدير الأبحاث في مركز بروكنجز الدوحة حتى يناير 2014. وقبل انضمامه إلى معهد بروكينغز،
وكان مديرًا للأبحاث في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط (POMED) وزميل هيوليت في مركز الديمقراطية والتنمية التابع لجامعة ستانفورد. قواعد القانون. حميد كاتب مساهم في The Atlantic ونائب رئيس مجلس إدارة POMED.

المناقشون :
حسن منيمنة باحث غير مقيم، MEI
متخصص في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم الإسلامي الأوسع مع التركيز بشكل خاص على التطرف والفئوية. في مناصبه السابقة، ركز على أهمية التطورات الاجتماعية والسياسية والثقافية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالنسبة للولايات المتحدة. والسياسات الأوروبية. تقييم رد الفعل المدني على نزعات التطرف في المجتمعات الإسلامية.
ودرس تطور وتسجيل وآفاق تشكيلات الإسلاميين الراديكاليين في جميع أنحاء العالم. كتب في مسائل سياسية وثقافية وتاريخية وفكرية تتعلق بالعالمين العربي والإسلامي.
وهو مساهم منتظم في جريدة الحياة العربية،
وهو منتسب إلى بدائل الشرق الأوسط ومنتدى فكرة. تشمل انتماءاته السابقة صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، ومعهد هدسون، ومعهد أمريكان إنتربرايز، ومؤسسة ذاكرة العراق.

ناثان براون أستاذ ومدير معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن
حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة شيكاغو وماجستير. ودكتوراه. في السياسة ودراسات الشرق الأدنى من جامعة برينستون.
يقوم بتدريس دورات حول سياسات الشرق الأوسط، بالإضافة إلى دورات عامة حول السياسة المقارنة والعلاقات الدولية. حصلت أطروحته على جائزة مالكولم كير من جمعية دراسات الشرق الأوسط عام 1987. لعام 2013-2015
د. براون هو رئيس جمعية دراسات الشرق الأوسط، وهي الجمعية الأكاديمية للباحثين الذين يدرسون المنطقة. في عام 2013، حصل على زمالة Guggenheim.
وعينته مؤسسة كارنيجي بنيويورك باحثًا في جامعة كارنيجي. للعام الدراسي 2009-2010،
وكان زميلًا في مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين.
بالإضافة إلى عمله الأكاديمي، يعمل براون في اللجنة الاستشارية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا لهيومن رايتس ووتش ومجلس الأمناء في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
عمل سابقًا كمستشار للجنة صياغة الدستور الفلسطيني، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والعديد من المنظمات غير الحكومية.

مديرة الجلسة :
دكتورة سمية حمداني أستاذ مشارك في تاريخ العالم، جامعة جورج ميسون
حصلت على درجة البكالوريوس. من جامعة جورج تاون وماجستير. ودكتوراه. من جامعة برينستون في مجال التاريخ الإسلامي.
يتناول كتابها" بين الثورة والدولة : بناء الشرعية الفاطمية" (I.B. Tauris 2006) تطور الأدب القانوني والتاريخي من قبل الدولة الإسماعيلية الشيعية الفاطمية.
كما تضمنت أبحاثها مقالات ومراجعات في مجالات الفكر الشيعي والتاريخ الإسلامي والمرأة في الإسلام. تشمل اهتماماتها التعليمية تاريخ الإسلام والشرق الأوسط والعالم.
أعدت بحثا في بناء الهوية في مجتمعات الأقليات المسلمة في جنوب آسيا خلال فترات الاستعمار وما بعد الاستعمار.
عملت في المجالس الاستشارية لجمعية دراسات الشرق الأوسط، والمعهد الأمريكي للدراسات اليمنية، ورابطة أمريكا الشمالية للدراسات الإسلامية والإسلامية.
كما أسست برنامج الدراسات الإسلامية في جامعة جورج ميسون وكانت مديرة له من 2003-2008.





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في

.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف



.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال

.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا



.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء