الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقفــات مع الرفيـق الحركــي والثائــر السنـاري الضالـع أحمـد يحـى -حنفلـة-

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2023 / 2 / 13
الصحافة والاعلام


وقفات مع الرفيق الحركي والثائر السناري الضالع أحمد يحى "حنفلة":


تأملنا دواخنا وتبعثر حياتنا فوجدنا أننا تألمنا كثيرًا وتحسرنا كثيرًا في يوم مقدارهُ ألف عام بعد سماعنا نبأ رحيل رفيقنا وصديقنا الثائر الصامد والسياسي الضالع والإنسان الإنساني والصديق المخلص؛ رفيقنا الباسل أحمد يحى يونس الذي ترجل راحلاً إلي الرفيق الأعلى؛ اليوم 13 فبراير 2023م بعد مقاومة باسلة وصبر عميق للداء الذي أصابه، ولم ييأس قط، ولو للحظة من المقاومة بصبر طوال الفترة التي لازم فيها الفراش، كما صبر وقاوم الإستبداد والقهر، ولما أسلم روحه الطاهرة أيقظ فينا آلام وأحزان لا تحدها حدود وأفكار عظيمة كان يناضل لتحقيقها منذ أن ولج الساحة السياسية، وأبكى رحيله السناريات والسناريين الذين عرفوهُ وناضلوا معهُ من أجل قضايا الحقوق والحريات السياسية والمدنية وبناء المجتمع السناري الإنساني والمتعاون بعمله المستمر لترسيخ قيم السلام والديمقراطية والعدالة الإجتماعية والثقافية في رحلة طويلة قضاها إلي جانب طيف واسع من الرفاق والمناضلات والمناضليين بساحات الثورة ومسارح التنوير والتحرر علي إمتداد ولاية سنار.

لقد إلتقيت الرفيق المناضل الجسور أحمد يحي يونس لأول مرة في لقاء إستثنائي أقيم بدار الحركة الشعبية بمدينة سنجة عام 2008م وخاطبهُ عدد من القيادات البارزة؛ أتذكر منهم الرفيق الصحفي دينق أكوج والرفيق الأستاذ الراحل وليام قوبيك والرفيق الأستاذ عبدالماجد إبراهيم وغيرهم، وتجمعه علاقات إحترام ممتدة مع الساسة والثوار السناريين والاخوة الجنوبيين الذين كانوا في المحفل، ومنذ ذلك اللقاء نشأت علاقة مميزة بيني والرفيق أحمد حنفلة، وطوال تلك السنوات كان يظهر أمامنا رجلاً طيباً ومخلصًا للفكر الذي يؤمن به، وكان صديقًا لطيفًا و وفياً لا يغضب ولا يعرف طريق الخصام، وفي عام 2011م بعد إنقسام السودان إلي دولتيين "شمالاً وجنوباً" قرر النظام الإنقاذي الإسلاموعسكري أن يشن حروب شعواء في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وحاصر جهاز الأمن كافة دور الحركة الشعبية بجميع ولايات السودان، وتم إعتقال العديد من الرفيقات والرفاق، وكان الرفيق أحمد حنفلة من أوائل المعتقليين السياسيين آنذاك، وبعد إعتقالنا وإطلاق سراحنا عرفنا أنه كان الأشد معاناةً في السجن، وتعرض لمصائب وإنتهاكات بسبب مواقفه الواضحة ورأيه الصريح تجاه ممارسات نظام الإنقاذ المباد وتمسكه برؤية السودان الجديد والإنحياز الإنساني لقضايا المطهديين والمهمشيين في القرى والمدن السنارية ومناداته بالتغيير.

جمعني بالرفيق أحمد يحى مشوار طويل من النضال الثوري والسياسي بولاية سنار، وترافقنا في الحركة الشعبية لـ15 سنة مضت من عمرنا، ولم يحدث أن تخالف الطريق بيننا حتى رحل وترك لنا ما ترك، وأعتقد أن في حقائب من عرفوهُ الكثير من الحكايات البطولية التي لم تُسّرد بعد، وإفترقنا مع الرفيق حنفلة لسنوات طويلة جداً نسبةً لمشاغل الحياة وظروف الكفاح الثوري التحرري في العهد الإنقاذي، ولكن رغم ذلك لم ينقطع التواصل بيننا قط، وقد عاش في تلك الفترات مناضلاً صادق أسوار السجون الإنقاذية، وقد عرفناهُ سياسيًا حازمًا وقائدًا ملتزمًا بمسار الخط السياسي والتنظيمي للحركة الشعبية "الجبهة الثورية"، وظل حتى في أشد أيامه يتابع الأحداث السياسية الجارية بعقل منفتح وقلب كبير، وبعد تمام التوقيع علي إتفاقية جوبا لسلام السودان قاد الرفيق أحمد حنفلة حملات في ولاية سنار للتبشيير بالسلام، وقام مع رفاقه ورفيقاته بتنظيم أضخم وأكبر تظاهرة سياسية بمحلية أبو حجار في العام 2020م للإحتفاء بميلاد السلام، ويُذكر في صحائف تاريخ نضاله أنه من قيادات لجان المقاومة النشطة ومن صُناع التغيير في أبو حجار، وقد ساهم بكل طاقاته السياسية لجعل قضايا المهمشيين والفقراء تتصدر أجندة الحوار السياسي في جميع المحافل السنارية والسودانية، وفي هذا اليوم الحزين لا يمكننا تطويع القلم للتحدث عن كل ما قدمه في سبيل سودان السلام والديمقراطية والمواطنة المتساوية ونضالاته في الحركة الشعبية ولكنا نقول أن ولاية سنار فقدت شخصية عظيمة جداً، ويجب علينا تعلم الصبر من صبره والصمود من صموده والعمل علي تخليد ذكراهُ وتحقيق رؤياهُ في بناء السودان الجديد.

الرحمة والسلام لروح المناضل أحمد يحى وخالص العزاء لأسرتهِ ورفاقهِ بولاية سنار.

13 فبراير - 2023م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه