الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوبة حنين لفلسطين

مهند طلال الاخرس

2023 / 2 / 14
سيرة ذاتية


في المنفى ،وحتى لا نموت من القهر ، نحتفظ بأشياء ومتعلقات وذكريات من الوطن وعن الوطن، نسمع ونقرأ حكايا الوطن وذكريات الثورة، نطلب شيئا يذكرنا بالوطن ونحب أن نلتقي مع كل قادم من الوطن كأنه شيئا مقدس كقدسية الارض القادم منها.

نحب أن نرى الوان علم فلسطين ولو على لباس فريق كرة قدم...، ونحب أن تكون الفصول الاربعة شتوية لنخالف الجبروت الأمني ونلبس الكوفية كنشيد صباح أزلي إلى أن ننشد نشيدنا الوطني على ترابنا الوطني.

كل قادم من الوطن أدمنا الطلب اليه بما يروي عطشنا من البلاد، فتارة نوصي القادم على كوز صبر أو قلن عصير او زيت زيتون أو حذاء جلدي أو أي تذكار من رائحة البلاد..، المهم أنه من فلسطين، كل ذلك ونحن لاندري مدى الاذلال الذي يعانونه على الجسر والحواجز لتمر وتصل تلك المطالب الى أهوائنا، لكنها تشبع غريزتنا الوطنية وتمكننا من مباهاة الغير (عنا ضيوف من غربة) وكأن هذه الكلمات هي او خطوات العودة لفلسطين.

منذ الصغر كنا نرى سيارات الجسر القادمة محملة بشتى أصناف الشنط والامنيات التي تعتلي سقف سيارة السرفيس المرسيدس 190 والصاعدة بتثاقل عبر طريق وادي شعيب قبل افتتاح طريق العدسية العريض والبعيد ، كانت ولازالت سيارات الجسر تحفر في قلوبنا شوقا وحنينا الى هذه الطريق ومنها الى الجسر وما بعد الجسر نحو الوطن غربة.

كل ما يذكرنا بالوطن فهو جزء منه..لذلك أحببنا كل حامل ومحمول من الوطن..حتى نسائم الريح الغربية...حتى ان هذا الحب امتد ليشمل بعطفه وحنانه سيارات الجسر..

تلك السيارة "سيارة الجسر" التي امتهنت حمل المسافرين وحاجياتهم من شنط وامنيات، بقيت وفية لمهمتها الرئيسية عبر سنوات الامل والحنين بحمل القادمين من غربة والمحملين بالاخبار والحكايا، والحاملين على ظهر سيارات الجسر الكثير من الاحلام والامال والامنيات رغم تغير الموديلات وتطورها، ورغم هذا التطور والتغير وحده الحنين بقي وفيا لسيرته الاولى..

مفتاح البيت، أغنية أو موال عتابا، حفنة رمل أو حجر، ثوب مطرز، حبة برتقال او جميز، منجا او كاكا، مطرزة أو منحوته خشبية اوجلدية من شوارع القدس العتيقة... نفعل ذلك ونعرف أن حمل الوطن في حقيبة مسألة عويصة، وأنه على الذكريات وحدها لا يحيا الانسان.... فالفكرة تموت إن ظلت حبيسة في الرأس، وتحيا إذا خرجت لتجلس في الشمس ...
للفكرة حق بأن تصل، وللفرح حق بأن ينطلق، وللقهر حق بأن يعالج، وللعفن حق بأن يريح ويستريح...

إن من يتعرض للذبح لا يحق لأحد أن يحرمه حق الصراخ، ومن يغزوه الشوق ويغمره الحنين لتراب القبلة الاولى لا يحق لأحد أن يُحدثه عن نواقض الوضوء ومبطلات الصيام، او اركان الاسلام والايمان وفضائل زيارة بيت الله الحرام... إلاّ اذا كان صلاح الدين...

فبعد الشهادتين والايمان الحق، لا شيء في هذه الدنيا يعلو على فلسطين..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف