الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة قطع رأس ملكة سكتلندا ماري ستيوارت بتهمة التآمر على العرش البريطاني

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)

2023 / 2 / 14
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


كان عمرها ستة أيام فقط حين توفي والدها، واعتلت العرش مملكة اسكتلندا . إنها ماري ستيوارت التي رأت النور يوم 8 ديسمبر 1542 . و في العام 1587، وبأمر مباشر من الملكة الإنكليزية إليزابيث الأولى لأحقاد شخصية ولأسباب سياسية بالدرجة الأولى "تهمة التآمر على العرش" جرى إعدام ماري ستيوارت، بقطع رأسها ،لتنتهي بذلك مأساة ملكة اسكتلندا، الابنة الشرعية الوحيدة للملك جيمس الخامس.

قضت ماري ستيوارت معظم طفولتها في فرنسا ،عندما كانت مملكة اسكتلندا تحت الوصاية، وتزوجت من فرانسوا الثاني عام 1558الذي تم تنصيبه ملكاً على فرنسا عام 1559، وأصبحت ماري قرينة ملك فرنسا لفترة وجيزة، حتى وفاته في شهر ديسمبر من عام 1560. وعادت الأرملة ماري إلى اسكتلندا، وتزوجت ابن عمتها هنري ستيوارت، لورد دارنلي بعد مضي أربع سنوات، لكن زواجهما لم يكن سعيداً. ولاحقا دُمر منزل دارنلي نتيجة انفجار في فبراير عام 1567، وعُثر على جثته في الحديقة" هذه التوطئة قد تكون أحد مفاتيح فهم روح الإبداع وسحر الجاذبية في مسرحية "ماري ستيوارت " إحدى روائع الأدب العالمي للكاتب الألماني فريدريك شيللر. "

وبإجماع المصادر التاريخية ، فإن إليزابيث ملكة إنجلترا كانت ترى في ماري ستيوارت ليس منافسة في الصراع الديني المشتعل آنذاك فحسب ، بل وغريمة خطيرة في السياسة لها قدرة شديدة على أن تصل إلى العرش البريطاني. من جانب آخر ،شكلت شخصية ماري ستيوارت المأساوية محور انبهار وجاذبية للعديد من الكتاب والأدباء المعاصرين . وراكمت حولها بانوراما إبداعية متعددة الأهواء والمشارب في مختلف المجالات الثقافية الأدبية والفنية . بل أن قصة إعدام ملكة اسكتلندا من طرف ملكة العرش البريطاني اليزابيت تلقفها الأدباء والمهتمون بالفن ثم الموسيقيون وشيدوا من خلالها أعمالا فنية وأدبية خالدة تروى للأجيال على مر الحقب والعصور.

والسؤال اللافت هنا لماذا غاب أحد ملوك المسرح والشعر الإنجليزي وليام شكسبير عن هذه الدراما الإنسانية رغم معاصرته لها ؟ وهو الذي كتب وأبدع وأرخ لملوك بريطانيا وساستهم على خشبة المسرح ويسجل المهتمون حضور نخبة من مبدعي العصر ورواده بدء من "إدموند سبنسر ، أنطوان دي مونكرتيان، الإسباني لوبي دي فيفا إ الهولندي دن فاندل، وكذلك نخبة من الكتاب الإيطاليين، وصولا إلى سوينبرن الشاعر الإنكليزي الكبير ومن ثم إلى كبار ملحني الأوبرا (دونيزيتي وكاسيلا بين آخرين، كل هؤلاء أبدعوا من زاوية رؤياهم حول شخصية ماري ستيوارت .كما يسجل التاريخ بمداد من فخر ظهور عدد كبير من المسرحيات والأعمال الموسيقية وفنون الإبداع التي استلهمت مأساة ماري ،وشغلت مواطني أوروبا بأسرها ،واستحوذت على نفوسهم مشاعر الإعجاب والحسرة حيال المصير المأساوي لتلك الشخصية النسائية الاستثنائية .

ويعتقد الكثير من النقاد والمحللين بأن المؤلف المسرحي الألماني فردريك شيلر ملأ هذا الفراغ وسد النقص الحاصل بعد غياب شكسبير عن التأريخ لفترة من أسوأ تاريخ الممالك الإنجليزية المتصارعة وجعل من نفسه شخصية إبداعية تضاهي شخصية شكسبير عندما ألف مسرحية " ماري ستيوارت " فالقارئ للمسرحية سيتتذوق دون أدنى شك المتعة الذهنية التي تتيحها مطالعة مسرحية تاريخية غاية في الإبداع والسحر والجاذبية . مسرحية تشكل عصارة تصور أراء وأفكار فرديريك شيللر وتأملاته الشعرية البالغة الحساسية على لسان البطلتين الملكتين ستيوارت وإيليزابيت ضمن كرونولوجيا تاريخية تفاصيلها صراع أنثوي رهيب طويل ومأساوي .
تدور فصول هذه المسرحية الرائعة التي كتبها شاعر الألمان الكبير "فردريك شيللر" عن مأساة الملكة الأسكتلندية ماري ستيوارت، ذات العرشين الفرنسي الاسكتلندي التي سيقت في نهاية المطاف إلى مقصلة الإعدام "بقرار من ملكة بريطانيا إيليزابت بعد أن اتهمتها بالتآمر على العرش البريطاني . وقاتها إلى حيث انكفات بوجهها فوق كتلة من الخشب ، مسلمة عنقها لفأس الجلاد، بضربة واحدة ، تفصل الرأس الجميل عن الجسد الجميل . وشهد الذين حضروا تنفيذ الإعدام ، أنها استقبلت لحظاتها الأخيرة بشجاعة شجاعة تليق بملكة الأسكتلنديين البواسل .فكانت في موتها المنتصرة على غريمتها العانس الإنجليزية الدميمة، التي عاشت لتحكم "إنجلترا" وهي تجتر آلام دمامتها، وغيرتها وحرمانها ومرارة نفسها !"

ونقرأ على ظهر الغلاف " ولد جوان كريستوف فريدريك فون شيلر" في ألمانيا في العاشر من نوفمبر عام 1759 . وتوفي و عام 1805 وخلال مسيرته الإبداعية ،كتب "فريدريك" العديد من القصائد الغنائية. لكن الفترة الأخيرة كانت مثمرة وعامرة بالمؤلفات المسرحية، حيث شملت العديد من أعماله العظيمة. وللينشتاين"، "ماري ستيوارت "عذراء الأورليانز"، "عروس ميسينا" و"ويليام" يقول" 1804 .
طوال حياته كان كل ما يسيطر على كيانه هو حب الحرية والاستقلال وهو ما تبدى بشكل واضح في كتاباته. لقد تم تصوير الحماس للحرية جيدا في رواية "ويليام يقول" التي تعد أكثر أعماله شيوعا في الرواية يظهر موقف "فريدريك من مبادئ الثورة الفرنسية واضحا."
"اتخذ "فريدريك شيلر" خط تاريخ حياة "ماري" ستيوارت في الوقت الذي أعلن فيه مشقة الموت، واستطاع تركيز مأساته في بعض الأماكن وفي وقت بسيط جدا. على المستوى الدرامي كانت الساعات الأخيرة لـ ماري فرصة جميلة جدا لعدم مواجهتها منافستها إليزابيث ملكة "إنجلترا". لما كان عازما على تحقيق الانتصار لحرية خياله بشأن التاريخ سمح "شيللر لنفسه ببعض الحرية بالنسبة للأحداث الحقيقية، لكتابة هذه الدراما التي تعتبر أفضل مؤلف من بين كل المؤلفات التراجيدية الألمانية."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا