الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سامي البيتجالي قصيدة رسم حزين

رائد الحواري

2023 / 2 / 14
الادب والفن


سامي البيتجالي
قصيدة رسم حزين
""رسمٌ حزين
يا ريحُ : أصمتي
كي نسمع الأنين َ
من ركام كفْنه الطويل
….،.
يا أمّهُ التي تكوّمت ْ
ككوْمةِ الرُّكامِ
في أطرافها
يزلزلُ العويل
لا ترجفي
فإن حصوةً
إذا تحرّكتْ
قد تطمسُ الدليل
وهل نراه ُ
في البياضِ
و السّواد
لولا فُجوّةُ العينينِ
وارتجافِ جسمه النحيل
يا أمُّهُ : أصغِ قليلاً
ربما نسمعه
فبين فجوة الممات ِ
و الحياةِ
صرخةٌ ..
و فارق قليل
يا أرض : اهدئي
و لا تهزّي مرةً أخرى
على سريرهِ
غطاءك الثقيل"

الشعراء يتفاعلون مع ما يجري لشعبهم/لامتهم، من هنا نجد العديد من الشعراء العرب كتبوا عن الزلزال الذي جرى في سورية، فالألم ما زال ساخنا والوجع حاضرا، استوقفتني طريقة تقديم الشاعر "سامي البيتجالي" لما جرى، فهو يستخدم ألفاظا ذات حروف تخدم المضمون، ففي فاتحة القصيدة يقول:
" يا ريحُ : أصمتي
كي نسمع الأنين َ
من ركام كفْنه الطويل "
نلاحظ أن الشاعر يركز على ألفاظ متعلقة بالأصوات: "أصمتي، نسمع، الأنين" وبما أن المخاطب كائن غير بشري "الريح"، وهذا يستنفر القارئ ويجعله يتوقف عند المراد من هذه الأنسنة للريح، والشاعر يجذب القارئ عندما تحدث عن (الميت المجهول)/"ركام كفنه الطويل" ولم تتوقف الأنسنة عند الريح فحسب، بل تجاوز العقل فيتحدث عن "ركام" الذي أذهل الشاعر وأذهل المشاهدين، وهنا نصل إلى المفصل الأساسي في القصيدة "ركام" الذي أوجد لفظ "كفنه" من هنا سيسكون الشاعر متأثر بالركام، وذلك من خلال :
" يا أمّهُ التي تكوّمت ْ
ككوْمةِ الرُّكامِ
في أطرافها
يزلزلُ العويل "
نلاحظ أن هناك ثلاثة ألفاظ تتكون من الكاف: "تكومت، ككومة، الركام" وهذا يشير إلى حجم الأثر لذي تركه الزلزال بحيث أصبح الشاعر (أسير) لألفاظ بعينها، ولم يعد يقدر على الخروج من الحالة التي يمر بها السوري، فهو متوحد/متماهي مع ما جري لهذا أصبح يعاني من "الركام" وما أحدثه من خراب وموت.
" لا ترجفي
فإن حصوةً
إذا تحرّكتْ
قد تطمسُ الدليل"
(يستعيد الشاعر وعيه) ويأخذ بالحديث المنطقي/العقلي، من خلال "يزلزل" فالمشكلة في الزلزال وما يحدثه من خراب وقتل، لهذا نجد ألفاظ لها علاقة بالحركة: "ترجفي، تحركت" وأخرى لها علاقة بالأثر الذي يتركه في الناس: "العويل، ترجفي، تطمس" وهذا يجعل القصيدة ضمن سياق الحدث.
يتقدم الشاعر من العقل/المنطق أكثر فيتحدث عن الحدث وما فيه من ألم وما أمل:
" و هل نراه ُ
في البياضِ
و السّواد
لولا فُجوّةُ العينينِ
و ارتجافِ جسمه النحيل"
فجاء البياض والسواد كحالة ناتجة عن الزلزال الذي ما زال مؤثرا وفاعلا من خلال "ارتجاف جسمه النحيل" ونلاحظ أن الشاعر انتقل من الحديث عن حاسة السمع التي جاءت في الفاتحة "أصمتي، نسمع، الأنين" إلى الحديث عن البصر المشاهدة: "تراه، البياض، والسواد، العينين" وهذا الأمر يثير تساؤل: لماذا بدأ الشاعر الحديث عن السمع وليس المشاهدة؟، وهل هذا له علاقة بطريقة تأثر الناس بالزلزال؟، وهل صوت حركة الأرض/البيوت/الأثاث تذهل الإنسان أكثر من مشاهدتها وهي تتحرك؟.
يتقدم الشاعر أكثر من مشاهد الزلزال عمليات البحث عن ناجين من خلال :
" يا أمُّهُ : أصغِ قليلاً
ربما نسمعه
فبين فجوة الممات ِ
و الحياةِ
صرخةٌ ..
و فارق قليل"
فعملية البحث تعتمد على سماع أصوات من هم تحت الركام، لهذا نجد ألفاظ لها علاقة بالسمع/الصوت: "أصيغ، نسمعه، صرخة" وهنا نستطيع الإجابة على الأسئلة التي طرحت سابقا، فهي متعلقة بالأمل في إنقاذ من هم تحت الإنقاذ، ومن هم تحت الركام" لهذا جاء استخدام "الممات والحياة" يختم الشاعر القصيدة بدعوة/دعاء/طلب:
" يا أرض : اهدئي
و لا تهزّي مرةً اخرى
على سريرهِ
غطاءك الثقيل"
وهذا كاف لإيصال المعاناة التي مر بها الشاعر عندما شاهد منظر من الزلزال، فكيف حال من عاشوه حقيقة؟.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع