الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع يُفرز الحقيقة من الْوَهم !

حميد طولست

2023 / 2 / 15
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


لا شك أن المدهل فيما قام به بعض مستشاري مجلس فاس قبل أيام من "حُيَيْحَة" ،تصغيرا للحَيْحَة، التي يعلم العارفون بخبايا الأمور،أنها ، بغض النظر عن دوافعهم والغاياتهم منها ، لا تعدو غير "عاصفة في فنجان"، كما يقول المصريون، كغيرها من الاستنكارات والمظاهرات والمسيرات - التي لم تعد مليونية حتى في فلسطين- وأنها مجرد عبث ومضيعة للوقت ، لن يغير من واقع القضية شيئا، نعم إن المدهل فيها ،هو أن "المُحَيحِين" يتجاهلون حقيقة أنه لا يمكن لأيّ كان من أي بلد كان أن يكون فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين أنفسهم، مهما بلغ حبّه لفلسطين والتزامه بقضيتها ونصرتها ، ويتغافلون عن كون الأنظمة والمنظمات والأحزاب تستغل القضية كمخدر لإلهاء شعوبهم المقهورة بالعنتريات الفارغة عن تحرير فلسطين ،بشعارات عدم التنازل عن شبر منها وإلقاء بالعدو الصهيوني في البحر، بدل إعطاء الأولوية لقضاياهم الوطنية ،بدأ بقضية الصحراء وإنتهاء بقضايا البطالة والفقر والفساد والتنمية والعدالة والحرية والكرامة وغيرها من الأولويات التي انتخبوا من أجل تحقيقها والتي يركنونها جانبا ، للاشتغال بما ليس لهم فيه ، والذي تتحكم في خيوطه القوى العالمية وتتلاعب بمصيره حسب مصالحها ،والذي جعل الفلسطينيين يطبعون مع إسرائيل قبل غيرهم تحت ما سمَّي بعملية السلام في الشرق الأوسط بينهم وبين الإسرائيليين ، والتي بدأت مراحلها الأولى بلقاء مدريد، سنة 1991 ،على أساس "الأرض مقابل السلام"وأفضى إلى توقيع وزير خارجية إسرائيل، شمعون بيريز، والقائد الفلسطيني ياسر عرفات على اتفاق أُوسلو، بواشنطن ،في 13 شتنبر 1993 ؛ والتي تلاها التوقيع بين عرفات وإسحق رابين يوم 28 شتنبر 1995، بواشنطن ، ثم بين رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي ، بنيامين نتانياهو ، في شهر شتنبر 2010 بواشنطن ، وغير ذلك كثير من معاهدات السلام التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل دون تبرّم الفلسطينيين مما هو اعتراف وتطبيع ضمني بوجود إسرائيل؛
وبعد كل هذا وذاك ، يأتي بعض الذين يعتبرون أنفسهم أكثر فليسطينية من الفلسطينيين ليتبرموا من علاقة المغرب بإسرائيل ، العلاقة التي لا يستطيعون التنكّر لها ، أو أن إنكار وجودها في الماضي والحاضر والمستقبل ، أو أن ينفوا استثنائيتها واختلافها عن كل العلاقات التي عرفتها الأنظمة العربية التي اعترفت أو طبعت مع إسرائيل - الأردن ومصر ودول الخليج والسودان - لسبب بسيط وعميق ، وهو أن طبيعة علاقة جميع الدول العربية والمغاربية ، مختلفة عن طبيعة علاقة المغرب مع اليهود، الذين شكلوا مند القدم إلى جانب المسلمين والأمازيغ والعرب مكونا رئيسيا من ساكنته ، بنص دستور المملكة ، وبدليل وجود بِيَعهم وزواياهم وأضرحة أوليائهم ، التي مازالوا يزورونها باستمرار صحبة واليهود المغاربة الذين يعيشون بإسرائيل ، والذين لم تنقطع صلتهم ببلدهم الأم المغرب والتي لازالت قائمة ومستمرة إلى اليوم.
أعلم جيدا أن هذا النوع من الحقائق الصارخة ، سيدفع بالكثير من المتاجرين بالقضية الفلسطينية ، والمؤدلجين والمخدرين ، والواهمين بتحريرها بتلك الحركات الصبيانية ، لينهالوا علي بتهم الخيانة والعمالة والصهيونية ، والتي ليس هناك ما أرد به على سخافاتهم ، أفضل من المقولة التاريخية التي رد بها الملك الراحل محمد الخامس على حكومة فيشي الفرنسية النازية ، حين طالبته بتسليم اليهود الموجودين في المغرب ، حيث قال :"أهون أن أسلّم نفسي على أن أسلِّم اليهود ..إنهم مواطنون مغاربة"..
. [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟