الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النميمة

ارشد احمد سمو
باحث في العلاقات الدولية

(Arshed Ahmed Simo)

2023 / 2 / 15
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


عندما تنتشر النميمة ويتعاضد ضدك من في عروقه جينات الحقد يصبح لسان الواحد منهم عشرة ألْسُنْ يقنعون بها الف حدادٍ ليصنعو مليون سكينةٍ جارحة فيقطعونك بها الى اجزاء بين ليلة وضحاها ...
هكذا هو حال مجتمع اليوم يسمعون اقوال النمام الذي لا يخاف الله ولا يخاف ان يتم كشفه بعد حين .. فالله حسبنا وهو المعين على هؤلاء الخالين من معاني الرجولة والذين احترفوا الكذب حتى بدأو يصدقون كذبهم الذي قاموا بتأليفه واصطناعه .. ببساطة تعلمنا الحياة حتى ولو بعد حين كم نحن مخطئين ان ظننا اننا سنستطيع ان نسكت هذا وذاك ، لانه مهما فعلت فلن تجد شيئاً تسكت به افواههم ، فهم ولدوا للكذب والخداع ويعيشون من اجل الكذب والخداع وسيموتون وهم كذابون مخادعون .. حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من سولت له نفسه ان يقول فينا ما ليس فينا ودون دليل او برهان او بينة ، اللهم دعهم يرون في حياتهم ما يجعلهم يضعون رؤوسهم تحت اقدامهم من شدة الخجل.. دعهم يرون انفسهم في مواقف لا يحسدهم فيها لا عاقل ولا مجنون كي يعرفوا ان الله حق وان سمعة البشر امانة يحاسبهم الله عليها في الدنيا قبل الاخرة .
كثيرة هي الدروس والعبر التي ورثناها من اعماق التاريخ والتي تم تدووينها من قبل اصحاب الاقلام في الاجيال التي سبقتنا كي نستفيد منها نحن ابناء اليوم ، ونحن بدورنا علينا ان نضيف الى ذلك شيء من واقعنا ليستفيد منه الاجيال القادمة في المستقبل .
تلك الدروس اخبرتنا بأن الانسان مهما حاول ان يرضي الاخرين فلن يستطيع ابداً ان يصل الى ذاك المراد والمقصد، لانه وبكل بساطة لم يستطع الرسل والانبياء ولا المفكرون ولا الفلاسفة عبر التاريخ ان يصلو الى ذاك المبتغى .
كتب احد الشعراء قبل 7 قرون قائلاً
( لم يبق في الناسِ الا المكرُ والملقُ ... زهرٌ اذا رمقوا شوك اذا لمسوا ... فان دعتك ضرورات لعشرتهم فكن جحيماً لعل الشوك يحترقُ)
كتب الشاعر هذا البيت في الوقت الذي لم يكن هناك وجود لشيء اسمه العولمة ولا التكنولوجيا الحديثة والهواتف النقالة والانترنت ، كتبها لا لينشرها على شيء اسمه مواقع التواصل الاجتماعي ، كتبها لا ليتم نشرها في عصره ، لقد كتب ذلك لنفسه بعد ان انكشفت له الاغطية التي يضعها الناس من حوله على حقيقتهم ، كتبها بعد ان وصل الى اليقين المعرفي ، كنبها بعد ان قرأ ودرس العقل البشري في منطقة نسميها نحن الان ( الشرق الاوسط ) .
واليوم نحن نقرأ ما كتب ونتأسف على اعمال قمنا بها للغير لا لشيء وانما فقط لاننا اعتبرناه اخاً او اختاً في حين لا ترى منهم ،بعد ان تنقضي مصلحتهم، سوى الندم على ما فعلت من اجلهم لانهم وببساطة يتحولون الى وحوش ذات انياب حادة تقوم بقطعك اولاً قبل غيرك من اجل ان يظهر للاخرين بانه لم يكن في يوم من الايام بحاجة اليك .
لقد اصبحت كلمات كالوفاء ، الاخلاص ، المحبة ، الود ، النقاء، الصفاء، الصدق في الصداقة ، الامانة ، حفظ الاسرار ، حفظ الصديق في محضره واثناء غيابه ،الايثار ،التآلف ، المساعدة ، ابداء النصح الخالص لوجه الله تعالى وغيرها من الكلمات والمصطلحات ، اصبحت في خبر كان ولم نعد نراها حتى في الاحلام .
ونحن دوماً نبحث عن شماعة نعلق عليها حججنا الواهية ومبرراتنا الخادعة كي نخفف من وطأة اللوم من قبل المجتمع بشكل عام والضمير الانساني ، وبالرجوع الى اسلافنا سنرى انهم كتبوا عن ذلك ايضاً ولم يتركو لنا شيئاً نتحجج به فقالوا عن الذين ينتقدون الواقع ويضعون اللوم على الزمن الكثير ومنها قول الشاعر :( نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيب سوانا )
وقالوا عن الذي يتألم لفراق الصحبة والاحبة ولا يريد تركهم لكنهم يتكلفون ويمنون عليه بالصحوبية والرفاقة :
( إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفاً.. فدعه ولا تُكثِر عليه التأسفا ففي الناس أبدال وفي الترك راحةٌ.. وفي القلب صبرٌ للحبيب ولو جفا فما كل من تهواه يهواكَ قلبُه.. ولا كل من صافيته لك قد صفا.. إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةً.. فلا خيرَ في ودٍ يجئُ تكلٌفا ولا خيرَ في خِلٍ يخون خليله.. ويلقاهُ من بعدِ المودة بالجفا ويُنكِرُ عيشاً قد تقادم عهدهُ.. ويُظهِرُ سراً كان بالأمس قد خفا سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها.. صديقٌ صدوقٌ صادقُ الوعدِ مُنصِفا .)
وقالوا :
( وَلاَ خَيْرَ فِي وِدّ امْرِئٍ مُتَلَوّنٍ..إِذَا الريحُ مَالَتْ مَالَ حَيْثُ تَمِيلُ..وَمَا أَكْثَرَ الْإخْوَانَ حِينَ تَعُدُّهُمْ..وَلَكِنَّهُمْ فِي النَّائِبَاتِ قلِيلُ)
لكننا في الاصل مسلمون ونؤمن برسالة نبي الاسلام ( محمد ) عليه افضل الصلاة والسلام وبكتاب الله القران والذي يقول فيه رب العزة في سورة فصلت الآيتان 34-35 {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.
الامر الذي يحتم علينا ان نكون متسامحين في اغلب الاوقات ونعفو عن الذي يتبادر من الاخر تجاهنا وان نخلق الحجج والاعذار لهم ولتصرفاتهم التي آذتنا كي تستمر الحياة في ود وصفاء قدر الامكان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل