الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمناسبة حلول العام الجديد 2023 عرض للمشاهد والمتغيرات السياسية الحلقة الثالثة :الوضع الدولي/ الاقتصادي والسياسي

صبحي مبارك مال الله

2023 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


عند إستعراض الأوضاع الاقتصادية والسياسية الدولية سنجد بأن العاالم يمر بأزمات مستمرة بدأت تظهر وبشكل متسارع منذ العام 2019 حيث توسعت احتمالات المخاطر الجديّة التي ستعم كل بلدان العالم بسبب التعقيدات و الفوضى التي تسود العالم بعد الخروج عن ما أتفقت عليه الدول في ميثاق الأمم المتحدة وعدم الإلتزام به بعد الحرب العالمية الثانية. ولكن حلت محل الإتفاقيات الحرب الباردة بين القطبين العالميين أمريكا والأتحاد السوفياتي آنذاك وحدث ماحدث من حروب وإنقلابات عسكرية لأجل تغيير أنظمة الحكم ذات التوجهات التقدمية والتحررية من الأستعمار فضلاً عن الحروب الأهلية. ولأسباب إقتصادية وسياسية ومالية وتدخل مخابراتي واسع النطاق في شؤون الدول تطورت الحرب الباردة نحو الأسوء وظهرت أحلاف و قواعد عسكرية جديدة في مناطق عديدة من العالم ثم حصل في 26 ديسمبر1991 تفكك الاتحاد السوفياتي وحل محله الاتحاد الروسي وحلفائه وريث الاتحاد السوفياتي الشرعي وبقي قطب واحد (أمريكا) وحلفائها يصول ويجول وبعدها تنفست شعوب العالم الصُعداء بعد إنتهاء الحرب الباردة ونهاية العداء بين حلف الناتو وحلف وارشو للدول الأشتراكية الذي تم حله في العام 1991 ولكن تطورات جديدة سياسية وإقتصادية وظهور دول ذات إقتصاد متقدم ونتيجة التطور التكنلوجي وتطوير الأسلحة ظهر التنافس والرغبة في التوسع الإستعماري من جديد حول التجارة العالمية ودخول السوق العالمية بدافع المنافسة العدوانية والمصالح وتوريد السلع والمواد حيث برزت الصين في هذا المجال ولذلك تطلب الأمر ظهور الدعوة إلى سياسة عالم متعدد الأقطاب والسباق نحو السيطرة على العالم وشعوبه من خلال التوازن بين هذه الأقطاب من جديد فعادت الحرب الباردة مجدداً وبقوة.إستعراضنا سيكون مكثف بسبب كثرة الأزمات والمواضيع، فبعد تفاعل الأزمة الأوكرانية الروسية وتطورها والتي بدأت منذ العام 2014 بعد صعود الحزب اليميني المتطرف الأوكراني وكان السبب الرئيس حول أقليم الدونباس في أوكرانيا ذات الغالبية الروسية وبالرغم من وجود اتفاقيات بين الروس وأوكروانيا وهي اتفاقيات مينسك حول انهاء الحرب في الدونباس في العام2014 من قبل مجموعة الإتصال الثلاثية (أوكرانيا، روسيا،ومنظمة الأمن والتعاون في أوربا ) وبواساطة فرنسا وألمانيا فيما يعرف بصيغة نورماندي ولكن الإتفاقية فشلت ولم يتوقف القتال الذي استهدف سكان الدونباس الروس فتبعتها اتفاقية مينسك الثانية والتي وُقع عليها في 12فبراير2015 تتألف هذه الإتفاقية من مجموعة من الإجراءات بما في ذلك وقف إطلاق النار ووسط تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا في أوائل عام 2022 ، اعترفت روسيا رسمياً بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبية في 21فبراير 2022 وفي 22فبراير2022 اعلن الرئيس الروسي بوتين ان اتفاقيات مينسك لم تعد موجودة وان أوكرانيا هي المسؤولة عن إنهيارها ثم قامت روسيا بالعمليات العسكرية الخاصة داخل الحدود الأوكرانية في 24فبراير2022 والتي سميت من قبل أمريكا وأوربا بحرب غزو روسيا لأراضي أوكرانيا .بعد رفض أمريكا تقديم التعهدات التي طالبت بها روسيا لحماية حدودها وإبعاد حلف الناتو وقواته عن الحدود الروسية وبذلك تأزم الموقف الذي دفع إلى إتخاذ قرار الحرب من قبل روسيا .بعد إعلان العملية العسكرية الروسية والتي تطورت إلى حرب واسعة النطاق فأحدثت تداعيات حيث اشتعل الموقف الدولي والذي قادته الولايات المتحدة وكأنها كانت تنتظر هذه الفرصة لأنها لم تساهم في إيقاف الحرب واللجوء إلى الحوار والمفاوضات بل عملت على توسيع العمل العسكري وتشجيع النظام الأوكراني على ذلك وإمدادها بالأسلحة وكونت تحالف واسع مع أوربا والدول التي تدور في فلك أمريكا ولهذا أنتجت الحرب عقوبات اقتصادية مفروضة على روسيا لدفعها لوقف الحرب ولكن بشروطها والحرب لم تتوقف.
وبأمكاننا أن نوجز عدد من النقاط لما حصل من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية :-
1- توتر العلاقات الدولية وحدوث إصطفافات جديدة بين الدول وحدوث متغيرات في المواقف السياسية الخارجية والعلاقات الدولية والبدأ بالإنقسام.
2-ارتفاع أسعار المحروقات والغذاء وإلى مستويات قياسية .
3-خلق إضطرابات في سلاسل التوريد .
4-إرتفاع نسب التضخم وإضطرار البنوك إلى رفع أسعار الفائدة مما أدى ذلك إلى تعميق مشاكل الأقتصاد العالمي التي خلقتها جائحة كورونا .
5-يعتقد ان عام 2023 سيكون أسوء عام بالنسبة لنمو الاقتصاد العالمي بعد الأزمة الاقتصادية للعام 2008م والخبراء يتوقعون إن الاقتصاديات الكبرى ومن ضمنها الأقتصاد الأمريكي -الأوربي – البريطاني ستدخل مرحلة الركود.
6- سوف تستمر البنوك المركزية في رفع أسعار الفائدة لأجل محاولة التحكم في أسعار الخدمات والبضائع الأساسية .
7- الأقتصاد الأوربي يدخل في أزمة كبيرة بسبب نقص الطاقة وذلك لإعتماده على سوق الطاقة الروسي- بسبب العقوبات التي صدرت بحق روسيا ، موسكو توقف إمدادات الطاقة .
9- يشير معهد المالية الدولي ان مدى خطورة الركود الكبير سيتحدد بمصير الحرب في أوكرانيا مع التخوف من إطالة الحرب .
10 – المتوقع في العام 2023 ان يبقى ارتفاع الأسعار مع ضعف الطلب العالمي وتراجع أزمات العرض وسوف تتفاقم الديون العالمية .
11- اليورو سينخفض في منطقته ولكن بشكل بطيئ مقارنة مع الولايات المتحدة .
12- ألمانيا ستشهد إنخفاض وبصورة عامة فأن المستوى العام للتضخم سيبقى مرتفعاً بسبب الإنفاق الحكومي الكبير على القطاع الاجتماعي لدعم السكان .
تسائل كبير الأقتصاديين الأوربيين في كابيتال أيكونوميكس (أندروكينيجهام)، مامصير الأقتصاد العالمي في 2023 وهوتحت ظل التضخم ؟
وفي تقرير نشرته مجلة (ذا ويك) ذكر الكاتب (جاستن كلاواز) ان السؤال الوحيد هو هل سيكون هناك ركود عالمي في العام 2023 ؟ وسيحصل في أمريكا إنكماش أقتصادي بنسبة 35%وستشهد ركود وسوف يسجل التضخم أعلى مستوى منذ أربعة عقود سابقة.
ألمانيا شهدت معدلات تضخم وصلت إلى 7.9% في العام 2022 وهي أعلى نسبة سجلت منذ سبعين عاماً وسترتفع نسبة التضخم في العام الجديد .
ما أحتمال إنهيار سوق الأسهم في عام 2023 ؟ لقد كان آخر إنهيار لسوق الأوراق المالية بسبب الركود في عام 2008 ويعتقد المحللين أن هناك إحتمالاً قوياً بحدوث إنهيار مماثل في الأسهم عام 2023.
13- تضاعف معدلات الرهن العقاري وسوف يستمر في العام 2023 .
الأجواء تشير إلى تشابه الأجواء في العام 1929 -1933 قبل بدأ الحرب العالمية الثانية .
14- بعد ارتفاع سقف العقوبات على روسيا وتجميد ومصادرة الأصول المالية لرجال أعمال روس في بريطانيا وغيرها ومحاصرة روسيا إعلامياً وتحرك حلف الناتو عملياً إستجابة لطلب حكومة أوكرانيا ورئيسها زلنتسكي ورفضه أي محاداثات ومفواضات مع روسيا بسبب الضغط الأمريكي وحلفائه، قررت أمريكا وحلفائها إرسال أسلحة ثقيلة ومعدات مختلفة ومن كافة الأصناف لغرض العمل على خسارة الجيش الروسي وهزيمته في المعارك . ولكن النتيجة كانت معاكسة حيث استمرت الجيوش الروسية في التقدم ولم تنجح العقوبات على روسيا بل استطاعت روسيا أن تنجو منها ولم يبق سوى العودة إلى طاولة المفاوضات وإيقاف الحرب وإعلان السلام ولكن أمريكا ترفض حيث جعلت أوكارنيا تحارب روسيا بدلاً عنها. بل أمريكا تستمر في الحرب إلى آخر جندي أوكراني . وفي هذه الأثناء إنتعش سوق السلاح والتسلح وأخذت مصانع السلاح تعمل على مدار الساعة وفي الوقت الذي تعاني فيه شعوب العالم وخصوصاً شعوب أوربا، إستطاعت الدول الرأسمالية أن تجني المليارت من الدولارات بسبب بيع السلاح ، وكذلك البنوك الرئيسة بالمحافظة على أرباحها بعد رفع الفوائد. كما أصبح التوتر العسكري والسياسي في تصاعد والتلويح بالحرب الذرية .كما حصل توتر صيني أمريكي على جزيرة تايوان ، وتوتر بين الكوريتين (الشمالية والجنوبية ) وضج العالم بسباق التسلح فضلاً عن إستخدام التكنلوجيا. وربما التوجهات العسكرية الأخيرة وبالتعاون مع حلف الناتو ولغرض أن تصبح أمريكا القطب الوحيد فأحتمالات الحرب وتوسعها متاحة في الوقت الحاضر .
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجهز لنا أكلة أوزبكية المنتو الكذاب مع


.. غزة : هل تتوفر ضمانات الهدنة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. انهيار جبلي في منطقة رامبان في إقليم كشمير بالهند #سوشال_سكا


.. الصين تصعّد.. ميزانية عسكرية خيالية بوجه أميركا| #التاسعة




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الدفاع المدني بغزة: أكثر من 10 آلا