الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فهمان يرى الشيطان باستخدام الفيزياء النووية ج7

ابراهيم امين مؤمن

2023 / 2 / 16
الادب والفن


ابراهيم امين مؤمن/ مصر
ومضى على رحيل رئيس الحرس نحو ساعتين، كان فهمان خلالها يتصنع النوم خشية أن يكلمه جاك في شأن القنابل، أما جاك يعلم بتصنعه ولكنه آثر الانتظار رغم أنه يعلم جيدا أن كل لحظة تمر فيها خطورة على حياتيهما فضلا عن استحكام استئثار اليابان بزعامة مطلقة للعالم.
ولم يكترث جاك كثيرا لزعامة اليابان وإنما البث التيلفزيوني ليل نهار يؤرقه كثيرا ويشعره بالعار كما أنه يشعر أي إنسان لديه ذرة واحدة من الكرامة بالعار أيضا.
وفجأة سمعا صوت جلبة، أشبه بصوت اصطكاك السيوف، وأزيز أشبه بالصعقات الكهربائيّة، يصدر عن بُعد عشرات الأمتار من الحجرة الموجوديْن فيها -وهي من إحدى المباني فوق المصادم مباشرة والممتدة من أحد البوابات الرئيسة لتلك المباني-.
فخرج جاك مسرعا ومن خلفه فهمان، فرأيا قوات من الساموراي اليابانية تجهز على حرس المصادم الذين يتوافدون عليهم جماعات تردف بعضها بعضا، جماعات ثلاثية ورباعية وسداسية.
فلما همّ جاك بالالتحام أعزلا أمسكه فهمان بكل قوة وقال: «اثبت يا مجنون.»
وخلال لحظات إمساكه يحفزه على الثبات بقوله: «تريد أن تقاتل الساموراي وأنت أعزل؟ العالم يحتاج إليك، من يدمر الثقب الأسود غيرك يا جاك.»
ويدعوه للهروب.
أما الروبوت فقد كان يكلم جاك ويقول: «أتريد أن تنهي عليهم سيدي جاك؟»
لم يرد عليه جاك ولا يسمع لاستغاثات فهمان، وظلت عيناه اللتان باتتا كلون حمرة الدم تدوران على إدارة المعركة، وبين استغاثات فهمان وإلحاح الروبوت بالالتحام ظهرت قوات الصاعقة المصرية، عرفهم جاك من خلال زيهم العسكري.
أما فهمان فقد دهش، إذ كان يجب على الرئيس مهدي أن يرسل الألوف. وعلى ذلك هاتف الرئيس مهدي ليرسل له قوات مدججة بالسلاح لخطورة الموقف -رغم علمه بأن قوانين المصادم صارمة وهو عدم دخول أسلحة نارية تحت أي ظروف لإنهاء هذا الأمر- بيد أن الهاتف مغلق، هنا نظر الروبوت إلى فهمان وقال له: «أعرف أنك تتصل لجلب أسلحة نارية، وبرمجتي تؤكد أن دخول أسلحة نارية في مباني المصادم قد تتسبب في إحداث تلف به قد لا يمكن إعادة إصلاحه، لذلك ليس في جعبتي أنا الآخر السلاح الناري، فور أن جئت هنا قام عالم الروبوت المصري بتغيير برمجتي حتى لا يمكنني من استخدام السلاح الناري.»
لم ينظر إليه فهمان وإنما واصل محاولات اتصاله.
تبادلوا التحام السيوف الشعاعية واصطدامها مع قوات الساموراي، ولم يمض سوى دقائق وظهر التفوق الواضح للساموراي رغم أن بقية الحرس تقاتل بجانب قوات الصاعقة ورغم أن قوات الصاعقة أكثر عددا.
وأثناء القتال لمح بعض قوات الساموراي جاك وفهمان والروبوت عن بعد، فقذف ثلاثة منهم بسيوفهم الشعاعية التي طفقت تحف كحفيف الرياح وهي تدور في الهواء، بيد أن الروبوت تصدى لها قبل أن تصل إليهم ورمى بها نحو الثلاثة الذين سرعان ما أخرجوا غيرهم وتصدوا لها وأسقطوها أرضا.
ولا يزال فهمان يحاول سحب جاك والهروب لأن مجريات المعركة ليست في صالحهم بتاتا، بينما جاك يتوقد يريد أن يلتحم مع اليابانيين بيد أنه يخشى أن يخسر معركته فيترك وراءه الكارثة الكونية التي لم يعلم بها أحد غيره وبعض العلماء المقربين له من وكالة الناسا.
وبين سقوط عشرات القتلى وصراخات القتلى والمصابين، واصطكاك السيوف الذي زادت حدته ظهرت قوات المارينز، كانت كثرة كاثرة فقد كانوا نحو مائة، وانضموا فورا إلى بقية حرس المصادم والعشرات من قوات الصاعقة المصرية.
عندما رأى قوات الساموراي ذلك أحسّوا بأنهم قد يخسرون معركتهم بسبب قلة عددهم رغم أنه لم يسقط منهم غير واحد وهم أكثر من خمسين ساموريا، أخرجوا من جعبتهم بودرة وألقوها في المكان، فبدأت تحجب الرؤية عن المقاتلين إلا هم لأنهم يرتدون نظارات تلتف حول عيونهم التفافا محكما.
وأعملوا فيهم السيف وأسقطوا منهم الكثير فقتلوهم تقتيلا.
لم يعجب جاك المشهد وأحسّ بدنو نهاية المعركة وحسمها للساموراي بيد أن قوات المارينز فاجأءته بأنهم استعادوا الرؤية سريعا بوساطة بعض المواد وضعوها على أعينهم.
وظل الالتحام مستمرا ساعات يتساقط القتلى من كلا الجانبين والمقاتل الماهر ذو النفس الطويل وقوة التحمل هو الذي لا يزال يقاتل.
والمعركة حتى الآن لصالح الساموراي، فقد كانت الكلمة العليا للبودرة التي تسببت في قتل نحو ثلث قوات المارينز وغالبية أفراد قوات الصاعقة.
الروبوت يقاتل في جبهة والمعركة في جبهة أخرى...
قرر جاك الدفع بالروبوت نحو المعركة لعل الكفة تعود إلى التأرجح من جديد.
ولم يكد يتحرك من مكانه حتى استطاع ثلاثة من مقاتلي الساموراي التسلل من المعركة من أجل الخلاص من جاك وفهمان، وهنا تصدى لهم الروبوت في منتصف الطريق، كانت حركات أفراد الساموراي الثلاثة تدون عبر شريحة الروبوت بسرعة منقطعة النظير، ومما سجلت الشريحة: أسلحة ضوئية مصنوعة من خلايا من بلازما تتدفق من مقبض السيف حتى نهايته قادرة على قطع الفولاذ، تنصهر البلازما بفعل بطاريّة صغيرة ذات طاقة عاليّة جدًا مثبتة في باطن السيف.
أما عن صفة مقاتلي الساموراي فقد وصفتهم شبكة المعلومات في شريحة الروبوت بأنهم يتميزون بخفّة الحركة وقوّة التسديد وطول النَفَس.
وبعد أن قرأت الشريحة (عقل الروبوت) صفة الأسلحة وصفة مقاتيلها أصدرت الأوامر الميكانيكية لبقية أجزائه بالتحرك في الجهات المطلوبة وفي الوقت المناسب، فتمّ تبديل ذراعيه إلى سيفين ضوئيين، وتمّ إرسال إشارة تحذيريّة أخرى بتجنب لمس أيّ جزء من جسده من السيوف الضوئيّة وخاصة الجزء الخاص بشريحة الإدخال وموضع بطاريّة الطاقة.
وقد أحدث فيهم إصابات بالغة في تلك الجبهة الجديدة من القتال، إذ إن شريحة الإدخال يمكنها تحريك كل جسد الروبوت في كل الاتجاهات وبسرعة كسرعة المروحة، فكان يقفز ويدور في الهواء ويسير فيه وكأنه سائر على الأرض، وكاد أن يظفر بهم لكن للأسف قد أدرك بقية مقاتلي الساموراي زملائهم بعد أن أنهوا تماما على قوات الصاعقة والمارينز وحرس المصادم، وسرعان ما التفوا حوله.
هنا حدث جاك نفسه: طاقة المقاتلين ستتفوق على شريحة الروبوت (وحدة البرمجة).
وهنا صرخ، وظل يصرخ محاولا إسكاتهم بيد أن اصطكاك السيوف كان أعلى صوتا.
صرخ مناديا الروبوت وكان اسمه حارس: «لن تصمد، يا حارس، ولم يكن في وحدة برمجتك إمكانية خروج الأسلحة النارية.»
قال الروبوت وهو يقاتل: «هو كذلك سيدي جاك.»
قال جاك في نفسه: «لا مفر من المغامرة والقتال.»
هنا أمسك به فهمان مجددا وقال: «الهروب أسلم حل يا جاك.»
بيد أن شجاعة جاك تأبى الفرار، ولذلك رمى ببصره بعيدا فوجد سيفين ضوئيين ملقين على الأرض، فحاول الوصول إليهما بيد أن أحد أفراد مقاتلي الساموراي خرج من الدائرة وقطع عليه الطريق ثم همّ بضربه بالسيف في قدمه، ولكن جاك استطاع أن يتحاشى ضربة السيف بالوثوب إلى أعلى، وكانت يده مجهزة للكم وهو في الهواء، فوقع المقاتل على الأرض ونهض سريعا يحاول إدراك جاك قبل أن يشارك في المعركة.
لكن جاك أمسك بالسيفين وقتله ثم فقز من بعيد حتى سقط في وسط الدائرة وكان ظهريهما متلاصقين بينما وجهيهما تلقاء الدائرة السامورية وعيناهما تدوران عليهم.
أدرك فهمان في هذه اللحظة أن جاك سيموت رغم علمه بقوته المنقطعة النظير في القتل، وهو لم ينس جاك فتى البركان الملثم الذي استطاع أن يقفز بالدراجة النارية لإنقاذ طفلين، كما لم ينس قدرته البارعة في إطفاء حريق الجامعة وحده في وقت عجزت فيه أمريكا عن إطفائها.
وركض وتمكن من الخروخ وهو يصرخ: أدركوا جاك، ستموتون بدونه، أدركوا جاك.
فلم يجد مجيبا.
أما جاك وحارس فكانا يقاتلان بمهارة وشجاعة ليس لها نظير، كان حارس يرفع بجسد جاك لأعلى، حتى إذا وصل إلى أقصى ارتفاع قفز على اثنين من مقاتلي الساموراي فأرداهما قتيلين.
أما حارس فقد كان سيفيه الأشبه بالمروحة يقطفان في رؤوس قوات الساموراي قطفا.
هنا تراءى لقوات الساموراي أن يغيروا من الخطة، فقرروا الاصطفاف مجددا والانقضاض على الروبوت بدلا من مقاتلة الاثنين معا حتى يتسنى لهم إنهاء المعركة لصالحهم، وهم يعلمون أن ذلك سيفسح المجال لجاك بإعمال لقتل فيهم بأريحية تامة، ومع ذلك فمقاتل الساموري لا يعبأ بالموت كل ما يعنيه أن ينهي المعركة لصالحه، ومن عاداته أنه لا يؤسر، ولا يستسلم، وإن تركه خصمه بعد هزيمته يقتل نفسه.
توقفتْ المعركة لحظات، بعدها بدأ الالتحام من جديد، لم يكن بوسع حارس التصدي لكل هذه الضربات التي تسقط عليه من كل جانب فقرر الهروب بجاك.
لم يجد جاك مانعا من الهروب في هذه الحظة، فركب حارس كما يركب الفارس الخيل وطار في الهواء، فضربا كل منهما سيفيه في الجدار محاولا ثقبه، وبدأت السيوف الأربعة في ثقب الجدار بالفعل وكاد أن يثقب لولا أن قوات الساموراي عاجلوا حارس فأطاروا برأسه ثم غرس أحد منهم سيفه في صدره فاستشاط وتعطل ورائحة الأسلاك المحترقة تعج بالمكان.
وقال كلمته الأخيره قبل أن تودع شريحته تكنولوجيا الروبوتات: «وداعا صديقي جاك، اتحادهم وشدة بأسهم كانت أكبر من أي آلة مهما بلغت قوتها، فالعزيمة قوة لا تقهر.»
ولم يكد ينتهي من كلامه حتى وجد السيوف تسقط فوق رأسه، فتحاشاها ثم قفز بعيدا وقال: «ماذا تريدون؟ أتظنون أن اتحادكم وسعيكم نحو دمار العالم سيمكنكم من الظفر بي؟ أنتم واهمون، فأنا لا أقاتل وحدي، بل يقاتل العالم كله معي الآن من أجل بقائهم، أم أنكم لا تعرفون أن الموت ينتظركم أنتم أيضا بعد موتي؟»
لقد سمعوا كلماته، ولقد فتت كلماته في عضدتهم وصرفتهم عن رسالتهم، فنظر بعضهم إلى بعض رغبة في سماع مراده بالضبط ولاسيما الكلمة التي قالها: "أم أنكم لا تعرفون أن الموت ينتظركم أنتم أيضا بعد موتي؟ "
وبعضهم سمع رسالة الماجستير الخاصة به.
في تلك اللحظات انقض عليهم جاك وحده، لا، الحقيقة أنه لم يكن وحده، فقد استنهض بداخله رغبته في الحفاظ على ما يناهز من تسعة مليارات من ثقب أسود يتربص بهم في مقدمة سحابة أورط، نسمة فضاعفت قواه واستحضرت قواهم أيضا فظفر بهم في لمح البصر وكأنهم صعقوا بماس كهربائي شديد الجهد.
عاد فهمان رغبة في حمل جثة صديقه لأنه لن يجد ما يسعفه بيد أنه رأى جاك قد تخلص منهم.
فسأله عن ذلك دهشا فأجاب: «وهل تظن أن مطفئ حريق الجامعة ومسعف اثنين من وسط نيران بركان متفجر ينهزم يا فهمان؟»
ولقد انتهتْ المعركة وهبّ أحدهم ومعه نصل سكين، هجم على جاك فرآه فهمان فتعرّض له فانغرس النصل في كتفه، فأجهزَ عليه جاك وفصل رأسه عن جسده.
***
أما ما أرسله يعقوب إسحاق فتواءم مع ما خطط له، حيث أرسل بعض العلماء البارزين في الفيزياء النظرية وكذلك أولئك الذين كانوا يعملون في مصادم سرن بالإضافة إلى بعض أعضاء من الحركة الماسونية التي كانت تحتفل كثيرا عند مصادم سيرن بسويسرا الذي يعتبرونه بوابة العالم السفلي، والذي منه لابد من نشر التعاليم الشيطانية.
وكانت مهمتها هو نقل بوابة العالم السفلي إلى مصادم فهمان بالوادي الجديد FFC-2.
ولم ينس يعقوب إسحاق أن ما يدبره من تخطيط وهو مبني على أساس الحصول على قنابل الثقوب السوداء يحتاج إلى القوة ولذلك أرسل مع كل هؤلاء فرقة من مخابرات الموساد القتالية.
ووصل الوفد الإسرائيلي المتنكر أخيرا، وقد وصله خبر المعركة التي دارت في مباني المصادم.
قدّموا بطاقة هويّاتهم، فنظر الحارس الجديد فيها وأدخلهم على الفور، وركبوا المصاعد الكهربائيّة متّجهين نحو المناطق التي تجرى فيها التجارب، حيث يتم فيها دفع دفقات البروتونات عبر أنبوبي المصادم.


***

في الوقت الذي تسعى فيه اليابان للخلاص من فهمان وجاك استكمالا لمخططهم، وكذلك سعي اليهود للحصول على قنابل الثقوب السوداء للسيطرة على العالم من خلال فهمان وجاك، كان فريق ميتشو كاجيتا يفكر هو الآخر في صناعتها بما لديه من مهارات اكتسبها من معلمهم رغبة في السيطرة على العالم أجمع، أي يودون حكم العالم بمعزل عن موطن معين.
استقل الفريق سيارة من ارض المطار القريب من الوادي الجديد وقد وصلتهم أخبار تمكن جاك من قتال فريق الساموراي وحده من خلال أحد الخبراء اليابانيين الذي يعمل في المصادم. فقرروا العمل متنكرين حال تمنعهم من إجراء التجارب على المصادم تحت أي ذريعة.
في السيارة كانوا يتهامسون سِرًا حول السيطرة على العالم، وتبدو على ملامح وجوههم التوحّش والمكر، وظلّ النبس يدور من ألسنتهم ونظرات عيونهم وملامح وجوههم، بينما السائق يتابع أخبار قنابل الثقوب السوداء وما فعلته في أمريكا أعظم وأقوى دولة تكنولوجيّة في العالم على مدى عقود طوال، كان حزينًا بائسًا بسبب توحّش اليابان، ثمّ دعا على كلّ مَن أراد أن يحرق العالم أن يحرقه الله.
فنهروه، وكادوا يبطشون به وهو يقارعهم ويتهمهم بالجبروت، وفجأة اصطدمت السيارة على إثر هذه المشاجرة الحادة بعامود إنارة ضخم،
وانفجرتْ السيارة واحترق كلُّ فريق كاجيتا، بينما أسرع السائق بالخروج من السيارة قبل الانفجار بلحظات، وهو يقول: لا بأس عليك يا سيارتي، فشركة التأمين سوف تعوضني، أما هؤلاء الصعاليك فأحرقهم الله بما في قلوبهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟