الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزورة فزورة بس إلك يا شطورة: (من يضحك على من)؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2023 / 2 / 16
كتابات ساخرة


ما هو اسم ذاك البلد الأسطوري المقاوم الذي يقمع الحريات ويُخرس الأصوات ويدوس الكرامات ويسطو على الممتلكات وينتهك القانون والدستور عشرات آلاف المرات ولا يعترف بحقوق الإنسان ويضطهد ويطارد الوطنيين ويلاحق الشرفاء في كل مكان ويعتقل الأحرار ويحارب الفكر والتنوير والإبداع ويضيّق على حرية التعبير والكلام وسن قانونا غريبا عجيبا لإسكات الناس ولاعتقال النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان ومنتقدي الفساد وشرّعن حماية الفاسدين واللصوص والمافيات ولديه سبعون جهاز أمني تكتم الأنفاس وتحصي على الشعب عدد ذرات الأوكسجين وجزيئات الهواء، لكنه لا يفتأ، في الوقت نفسه، يرفع الشعارات الطنانة الرنانة البراقة التي تسحر القلوب وتأسر الألباب وتدغدغ وتضحك على ذقون العباد، إذ يزعم بالآن ذاته أنه يريد دعم وتحرير والنضال من أجل حرية وكرامة شعوب أخرى مضطهدة في العالم تخضع للاحتلال وانه بصدد الجهاد من أجلهم وإنقاذهم من الظلم والاضطهاد ونشلهم من تحت نير الحراب ويبيعهم الوهم والأمل ويعد بأنهار اللبن وجرار العسل، وبتحقيق الاشتراكية والوحدة والاتحاد فقط بالإعلام وإيهام الشعوب المحتلة باستعادة حقوقها المغتصبة (نفس تلك الحقوق التي ينتهكها ضد شعبه ويرفض إعطاءها والاعتراف بها لأبناء شعبه بالذات) ويقول بانه يسعى لتحرير ما يسميها حجارة ومدناً مقدسة ومعابد ومقدسات، ونفس هذا البلد النحرير المقدام المغوار يعلن، عبر أبواق مبرمجة، حرباً شاملة على دول العالم التي لا تعجبه ولا تأتي على هواه وخاصة من يصنفها بأنها منظومة الإمبريالية والصهيونية والاستعمار ويهددها ويتوعدها بالويل والثبور وعظائم الأمور والتوعد بإزالتها من الوجود ويتحالف مع أشد الدول استبداداً ودكتاتورية وظلامية وطغياناً، لكنه وعندما يجد الجد وتقع المحظورات يكتفي بالنهاية بإرسال رسالتين متطابقتين للأمم المتحدة يئن فيها ويبكي أمام شعوب العالم ويذرف الدموع المدرار ويشتكي الظلم والغبن والإجحاف وانعدام العدالة الدولية والمساواة ويتوسل المنظومة الأممية المؤازرة ويطلب الرحمة والشفقة وضرورة عدم التحرش به وخرق سيادته والاعتداء على اجوائه من قبل نفس دول الاستعمار والاحتلال التي سيدمرها ويقوضها ويقضي عليها ويدأب على مداعبتها ومناكفتها بالإعلام ويعلن جهاراً نهاراً، وبشكل ممل ومضجر ومقرف، تكرار واجترار كليشيهات احتفاظه الدائم والابدي بحق الرد المستقبلي بعد كذا مليار عام، ونيـّف، على هؤلاء الإمبرياليين الملاعين الأشرار؟
هاتوا لنشوف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زغاريد فلسطينية وهتافات قبل عرض أفلام -من المسافة صفر- في مه


.. فيلم -البقاء على قيد الحياة في 7 أكتوبر: سنرقص مرة أخرى-




.. عائلات وأصدقاء ضحايا هجوم مهرجان نوفا الموسيقي يجتمعون لإحيا


.. جندي عظيم ما يعرفش المستحيل.. الفنان لطفى لبيب حكالنا مفاجآت




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر محمد عبد القادر يوضح إزاي كان هن