الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السوريون و الأمم المتحدة و السوسيال

مازن كم الماز

2023 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


اكتشف السوريون مؤخرا اشياء كثيرة ، من بين ما اكتشفوه مؤخرا كانت دوائر الهجرة و السوسيال في برلين و أمستردام و مالمو ، اكتشفوا مؤخرا أيضًا الأمم المتحدة و "واجباتها" اكتشفوا "العالم" من جديد و "ما عليه أن يفعله" لإنقاذ المتضررين من الزلازل مثلًا ، لا يشعر السوريون لا بالحاجة و لا الرغبة لفعل أي شيء و لا أنهم مطالبون بأكثر مما فعلوه و للحقيقة هم لم يفعلوا شيئًا لكن الذنب ليس ذنبهم ، إنه "ذنب" العالم الذي لا يأتي لحل مشاكلهم و إطعامهم و دفع فاتورة الكهرباء عنهم و التكفل بإيصال أولادهم إلى المدارس الخ الخ ، رغم أن الأسطورة الشائعة و المتداولة تزعم أن السوريين كانوا يعرفون كل ذلك من قبل بل و يمارسونه بحماسة ، أقصد مساعدة المحتاجين و المتضررين من الزلازل و الكوارث و الذين يحتاجون لمن يطيح بديكتاتورهم و من يطعمهم و من يمنحهم الأمان و الحب و بالطبع : المال و المأوى و الملجأ ، صحيح أن السوريين يكتشفون كل ذلك مع كل "مصيبة" أو مع كل ما يعدونه مصيبة تحل بهم لكنهم كانوا دائمًا السباقين لنجدة الآخرين و المحتاجين ، هكذا يعتقدون على الأقل ، بل هكذا يؤمنون إيمانًا راسخًا ، ساعدوا الجميع حتى من الكفار و الشيعة و العلويين و الفرس أو المجوس و غيرهم ممن لا يستحق أية مساعدة في الأصل غير المساعدة طبعًا في الانتقال إلى العالم الآخر لينتهوا في جحيم أزلي بلا نهاية ، فإسلاميونا و هم من يملك هذه الأيام حق التحدث باسمنا وسط سكوت ليبراليينا و السكوت طبعًا علامة الرضا ، يؤكدون أننا دومًا كنا السباقين لإغاثة المحتاجين و تحريرهم من سادتهم الكفار الذين يقودونهم إلى جهنم و الأخذ بيدهم غصبًا عنهم ، بالسلاح إن لزم الأمر ، إلى جنة محمد و حتى تحريرهم و تخليصهم من حريتهم و من بيوتهم و من نسائهم و أطفالهم … لا يعرف السوريون ، و لا يكترثون ، لما يجري في أي مكان في العالم ، و لا يقرأون شيئًا عن الزلازل و الكوارث التي تصيب بشرًا آخرين في مكان ما حتى لو كان على بعد أمتار منهم أو أمامهم ، و إذا حدث و ذكروا معاناة الأفارقة أو الستة ملايين يهودي في معسكرات الغاز فإنهم يذكرونها فقط لكي يستولوا على هذه الآلام و يحولوها إلى جزء لا يتجزأ من مظلوميتهم المحدودة جدًا بما يقارن مثلًا بمظلومية اليهود أو الأفارقة أو حتى جيرانهم الفلسطينيين ليحاولوا أن يخلقوا و يكبروا مظلوميتهم مع الزلازل و مع الجيش الأسدي الذي قتلوا نصفه على الأغلب بعد استسلام مقاتليه دون أن يتمكنوا أو حتى يحاولوا أو يكترثوا للقضاء على رأس الأفعى ما دام العالم ، الآخرون ، هم من عليهم أن يفعل ذلك نيابة عنهم … تزخر مقاهي أوروبا مساءً بمناضلين جدد ، سوريين هذه المرة ، ليشربوا القهوة و يدخنوا الأرجيلة إلى جانب من سبقوهم إلى هناك من إخوتهم العراقيون و الأكراد و الفلسطينيين و بينما يبقي السوسيال هؤلاء المناضلين على قيد الحياة ليتفرغوا للتنظير لبلادهم و شعوبهم التي يموتون في حبها و يتوقون لتحريرها و تخليصها ، تارةً من الأجنبي و تارةً من "الاحتلال الداخلي" تارةً من التخلف و تارةً من الاستبداد ، تارةً من الإسلاميين و تارةً معهم ، تارةً على طريقة علي شريعتي و تارةً على طريقة ادوار سعيد و أخرى على طريقة جان جاك روسو أو ماركس إذا لزم الأمر ، حسب آخر موضة و حسب التيار و الايديولوجيا التي منيت بأسوا الهزائم و صار الجميع لا يطيق سماعها و لا النطق باسمها … و قريبًا هذا سيكون هذا أيضًا مصير مظلومية السوريين ، مثل كل موضة مفيدة لكن عابرة للأسف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف غاراته على مدينة رفح


.. مظاهرات في القدس وتل أبيب وحيفا عقب إعلان حركة حماس الموافقة




.. مراسل الجزيرة: شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على منازل لعدد


.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟




.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة