الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارتفاع منسوب -المحتوى الهابط- إلى درجة الاشمئزاز العظمى...

محمد حمد

2023 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


كلّ شيء في العراق، وعلى الأخص في السياسة، غارق في مستنقع "المحتوى الهابط" الذي اصبح سمة بارزة من سمات العملية السياسية في العراق وشخوصها الاقزام. تلك العملية التي افرزها، وافرزتهم معها كالفضلات، احتلال وغزو البلاد من قبل امريكا وايران. واذا كانت السياسة في هبوط مستمر نحو قاع الفشل والخيبة والتراجع واللف والدوران في نفس المكان. فمن الطبيعي أن تكون ثمارها فجّة ومسمومة مهما كان نوع "السماد" الذي توزّعه وسائل إعلام حكومة بغداد.
لقد اعتاد العراقيون البسطاء على ألاعيب ومكائد حكامّه الغير مبجلين. فكل شهر يعيش العراقي فصلا من فصول "الكوميديا العراقية". فقبل أن يُسدل الستار على "المحتوى الهابط" للدينار العراقي أمام الدولار. بدا الحديث وفي أكثر من مكان عن "المحتوى الهابط" والخادش للحياء والذوق لبعض ما ينشر على مواقع الانترنت. وبطبيعة الحال هناك من يسيء استخدام ما هو متوفر من "حرية" مشروطة فيتصور نفسه في الدانمارك أو السويد. لكن الحقيقة الواضحة جدا هي أن أصحاب هذه الممارسة ليسوا ابدا افرادا معزولين يمارسون، كما يزعم البعض، حقّهم الدستوري في التعبير عن راي او فكرة ما. هؤلاء الناس تقف خلفهم جهات متنفّذة (السفارة الأمريكية مثلا) هدفها الاساسي الغير معلن هو تفكيك المنظومة الاخلاقية والثقافية للمجتمع العراقي، وتخريب وتدمير ما تبقى لدى الناس من ذوق فطري سليم والتصاق حقيقي بوطنهم وتقاليدهم وثقافتهم الاصيلة. بل تسعى هذه الجهات المشار اليها، إلى تحويل كل شيء شاذ وغريب ومسيء الى شيء "طبيعي" وعادي جدا، مستغلين بذلك بلادة وسذاجة الناس البسطاء. الذين يخضعون بدورهم الى عمليات غسل دماغ مكثفة ومنظمة من خلال ظواهر او ممارسات اخرى. أوّلها المواكب الدينية والزيارات التي لا تنتهي وآخرها اكتشاف "امام" جديد هنا وآخر هناك. فلا يمر اسبوع في العراق دون تنظيم مسيرة او زيارة دينية او ذكرى وفاة او استشهاد احد الائمة.
وفي خضم هذا الكم الهائل من "المشاغل" اصبح العراق حقل تجارب عصري لكل من لديه "محتوى هابط" قابل للترويج في سوق "هرج" السياسة العراقية. وعلى اي صعيد، وبمباركة الديمقراطية الامريكية الزائفة. ومن غير المستبعد أن يلجأ أصحاب النفوذ واتباعهم من ذوي الذوق المشين والقيم المنحطة، الماسكين بخيوط السياسة اللاسياسة، الى ابتكار شيء جديد من سلسلة " المحتوى الهابط" لصرف انظار الناس عن الهموم والمشاكل الحقيقية التي يعيشونها يوميا. ان اشغال والهاء الشعب بتوافه الامور هو من افضل الوسائل"الناعمة" للسيطرة والتسلط والاستبداد.
وللحديث عن "المحتوى الهابط" في السياسة وشؤون إدارة البلاد تكفينا هذه "العيّنات" التي قلّ نظيرها في اي بلد في هذا العالم. تقول اخبار هذا اليوم ما يلي:
- السيد عمار الحكيم، الذي ينطبق عليه المثل الشائع (اسمه بالحصاد ومنجله مكسور) يلتقي بالسفير الروسي في بغداد. عجيب غريب ! ياسفير روسيا المحترم ماذا تنتظر من هذا الحكيم الذي فقد الحكمة قبل أن يولد؟
- السيد مسرور بارزاني يلتقي بالسفير الياباني في العراق من أجل تقوية العلاقات الثنائية، طبعا بين الاقليم واليابان !
- السيد حيدر العبادي يلتقي بسفيرة امريكا في بغداد للتداول حول ملف صرف الدولار وأمور أخرى. - سفيرة أستراليا في بغداد تلتقي بقيس الخزعلي زعيم "عصائب اهل الحق" المدرج على لائحة الإرهاب الامريكية، وهلم جرّا.
إضافة إلى هذه المحتويات الهابطة جدا. تجدر الإشارة إلى أن وزير خارجيتنا الموقّر يتواجد حاليا في واشنطن من أجل التآمر،(عفوا اقصد التفاوض) حول ملفات عدة من أهمّها أن يبقى العراق وشعبه، في أدق تفاصيل حياته اليومية، تحت سطوة السياسة الأمريكية العدوانية.
فبربكم هل يوجد "محتوى هابط" إلى درجة الاسمئزاز هذه، وعلى أي مستوى، في الدول الأخرى؟
اعطوني مثالا واحدا اطال الله في اعماركم...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكسيوس: إسرائيل قدمت خطة لمصر لإدارة معبر رفح| #الظهيرة


.. ما -الحكم العسكري- الذي يريد نتنياهو فرضه على غزة في اليوم ا




.. الوفد الإسرائيلي: إسرائيل كان لديها أقل من 24 ساعة للرد وهذا


.. شاهد| نواب يتشاجرون داخل البرلمان الجورجي




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات الخلاف الإسرائيلي بشأن -اليوم