الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى العشرين لمظاهرات في جميع أنحاء العالم لمناهضة الحرب على العراق

عبدالاحد متي دنحا

2023 / 2 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


في 15 فبراير 2003، خرجت مظاهرات في مئات المدن في جميع أنحاء العالم، حيث أعرب الناس في أكثر من 600 مدينة بما في ذلك المدن الكبرى مثل روما (حوالي 3 ملايين) ومدريد (حوالي 1.5 مليون) ولندن (بين 750000 الى 2 مليون) وفي عدة مدن في أستراليا (حوالي 1 مليون أي حوالي 5% من نفوس أستراليا) وباريس وبرلين ونيويورك عن معارضتهم لحرب العراق الوشيكة. وفقًا لبي بي سي نيوز، شارك ما يصل إلى 14 مليون شخص في الاحتجاجات فيما يصل إلى ستين دولة خلال عطلة نهاية الأسبوع يومي 15 و16 فبراير (وهو مدرج في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لعام 2004 باعتباره أكبر تجمع مناهض للحرب في التاريخ). وكانت جزءًا من سلسلة من الاحتجاجات والأحداث السياسية التي بدأت في عام 2002 واستمرت مع حدوث الغزو والحرب والاحتلال. ولقد تم تنظيمها من قبل تحالف من الجماعات المناهضة للحرب ومنظمات السلام والافراد النشطاء.
يتراوح في مكانه لابل ينحدر نحو الاسوء.
شكر المدافع الأمريكي عن الحقوق المدنية القس جيسي جاكسون المتظاهرين على مشاركتهم في أكبر مظاهرة ضد الحرب "في تاريخ بريطانيا وتاريخ العالم".
أما نيويورك تايمز فلقد علقت في 17 فبراير 2003 على الحدث "ربما لا تزال هناك قوتان عظميتان على هذا الكوكب: الولايات المتحدة والرأي العام العالمي".
أظهر استطلاع للرأي أجري في عطلة نهاية الأسبوع الاحتجاجية أن 52٪ من البريطانيين يعارضون الحرب، مقابل 29٪ فقط يؤيدونها.
ومن شعارات المظاهرات "العالم يقول لا للحرب!" صرخة "ليس باسمنا" وشعار "كلا" فقط بمعنى لا للحرب. و"لا تهاجموا العراق"
أنا شخصيا شاركت في المظاهرة بشكل فردي حيث خرجت من الصباح الباكر وسقت حوالي 4 ساعات حيث تبعد المدينة التي أعيش فيها (ليدز من مقاطعة يوركشير) أكثر من 350كم من مدينة لندن وأوقفت السيارة بعيدا عن مركز لندن وركبت أحد أنفاق مترو لندن للوصول الى موقع التظاهرة.
فكان هناك بحر من الناس، والعديد من المجموعات المختلفة لأسباب مختلفة قليلاً لوجودهم هناك. على الرغم من وجود مجموعات يسارية، فكان هناك الكثير من الأشخاص العاديين - وليس فقط الأشخاص السياسيون، عوائل بكاملها من ضمنهم أطفال صغار.
والان يبرز سؤال ماذا كانت نتيجة مظاهرات السلام عام 2003؟
طبعا إن المظاهرات لم توقف غزو العراق، الذي بدأ في19 و20 مارس 2003. ومع ذلك، فقد رفعت الوعي وأثارت معارضة عامة كبيرة للحرب.
لنرى ماذا حدث بعد عشرين من الاحتلال
اشتركت في المظاهرة لانني توقعت أن الحرب ستفشل في جعل العالم مكانًا أكثر أمانًا وستسبب بؤسًا لا يوصف في العراق. لسوء الحظ، أثبتت هذه التوقعات أنها صحيحة تمامًا حيث تسببت الحرب في مقتل حوالي 300الف عراقي، وأزمة لاجئين عالمية، وتحطم الاقتصاد العراقي. لا تزال تركة هذا الاحتلال الغير الشرعي باقي لحد اليوم، ومع ذلك لم تتم محاسبة أحد حتى الآن.
كان العراق فقيرًا بالفعل في عهد الطاغية صدام حسين، يفتقر بعد الغزو إلى القدرة على التعامل مع الانهيار التام للأمن ولا يزال يعاني من آثاره. ويواجه العراق الجديد تهديدات لحقوق الانسان وكرامة الانسان وحياة الانسان. إن افتقاره إلى التنمية والخدمات والموارد وخاصة نقص المياه النظيفة والكهرباء، وندرة الغذاء وانتشار الفقر (يشار إلى أن عدد الفقراء في العراق البلد العربي الغني بالنفط وصل إلى 11 مليونا في 2023 حيث يشكلون نحو 25% من إجمالي السكان البالغ عددهم 42 مليونا، وفق إحصاءات رسمية)، وارتفاع مستويات البطالة، والفساد الحكومي، والآفاق الكئيبة للسكان الشباب إلى حد كبير.
استنزف احتلال العراق موارد البلاد وخلف إرثًا من الأزمة الاقتصادية ونقص الطاقة وزيادة الطائفية والعنف.
والنتيجة بلد مليء بالمجرمين وأمراء الحرب، ويديره نظام اسلام سياسي فاسد، وسكانه معزولون ومهمشون واقتصاد في ازمة مستمرة واخرها تأثير صرف الدولار على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والذي يؤثر على الحياة المعيشية لملايين العراقيين ذوات الدخل المحدود.
وهنا لابد من الإشارة الى انتفاضة تشرين الباسلة في عام 2019 بعد سلسلة من المظاهرات منذ 2011 حيث نزل الالاف الى الشارع في بغداد ومدن الجنوب وطالبت بتحسين الأوضاع المعاشية وبناء دولة مدنية ترعى وتحفظ كرامة جميع اطياف الشعب العراقي بدون تمييز ولكن استطاع نظام الإسلام السياسي الفاسد على إجهاضها وذهب ضحيتها حوالي 1000 شهيد من الشباب وعشرات الألاف من الجرحى. إن الأسباب الأساسية لانطلاق الانتفاضة لازالت قائمة فلا بد ان تنهض من جديد وبتنظيم جيد ليكسب عدد كبير من الجماهير العراقية بجميع أطيافه ولا بد ان ينجح من تغيير النظام الطائفي والمحصصاتي الفاسد وبالطرق السلمية.
كان الخامس عشر من فبراير يومًا تاريخيًا لأن الملايين الذين تظاهروا ضد الحرب شكلت جيلًا وأظهرت قوة التنظيم ولا تزال تذكيرًا بأننا كنا على حق.. كانت الحرب كارثة لشعب العراق والمنطقة الأوسع. والان فإن الحركة المناهضة للحرب تستعد مرة أخرى للاحتجاج على مزيد من الحروب، هذه المرة في أوكرانيا والتي قد تتطور الى حرب عالمية ثالثة يستخدم فيها السلاح النووي الفتاك.
هنا في المملكة المتحدة ستنطلق مظاهرة وطنية في لندن لوقف الحرب في أوكرانيا تحت شعار كلا للغزو الروسي وكلا للناتو وكلا للحرب النووية.
مع تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤكد أن نيكي هيلي ليست في قائمة المرشحين لمنصب نائب ال


.. هل انهارت مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس؟




.. الناطق باسم الدفاع المدني بغزة: القصف الإسرائيلي لم يتوقف دق


.. فلسطيني يوثق استشهاد شقيقه بقصف الاحتلال




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يهتفون بـ -انتفاضة- في طوكيو