الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الافتتاحية -2014- في الذكرى الثالثة للانتفاضة : حقائق لابد من تسجيلها .

الديمقراطية الجديدة(النشرة الشهرية)

2023 / 2 / 16
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عدد جانفي 2014


الافتتاحية- الديمقراطية الجديدة

في الذكرى الثالثة للانتفاضة : حقائق لابد من تسجيلها .

1- وقع الالتفاف على الانتفاضة من قبل القوى الرجعية وبدعم امبريالي واضح وانخرطت الاحزاب الانتهازية في هذا التمشي تحت يافطة "الانتقال الديمقراطي واستكمال مهام الثورة " بهدف ترميم النظام و انقاذه . وقد شهدت هذه العملية سيناريوهات متعددة كشفت الصراعات المحمومة بين الاطراف الرجعية مما اجبر الدوائر الامبريالية على التدخل المباشر في ايجاد حل توافقي تكفل الرباعي الراعي للحوار بتنفيذه تجنبا لانفجار شعبي محتمل خاصة امام تدهور الاوضاع على كل المستويات .
2- استغلت الامبريالية الاوضاع المتفجرة في بعض البلدان العربية لدعم تواجدها وتبرير تدخلها المباشر وهي تراهن في تونس على الاستقطاب الثنائي "النهضة والنداء " أساسا لتوفير بعض الاستقرار لمصالحها من خلال التداول على السلطة او تقاسمها بين القطبين الرجعيين مع تشريك الاطراف الليبرالية والاشتراكية الديمقراطية التي تمثلها احزاب اليسار الانتهازي .
3- أدت الانتفاضة - و للمرة الثالثة - الى نتائج سلبية عكس ما كان يأمله الشباب المضطهد . فقد تغوّلت النهضة في السلطة و اصبحت تلوح في كل مرة بتركيز الخلافة الاسلامية وفسخ كل المكاسب الاجتماعية التي تحققت بفضل دماء الشهداء كما استرجع التجمعيون و الدساترة بريق الامل و وقع تبييض وجههم من قبل اليسار الانتهازي خاصة, و اخيرا افتضحت خيانة قيادات الجبهة الشعبية لمطالب الانتفاضة وتبين تنكرها حتى لأرضيتها السياسية مما تسبب لها في بعض الانشقاقات وانفصال 7 اطراف عنها.
4- اثبت مجرى النضال الوطني والصراع الطبقي ان القوى الثورية ضعيفة وضعيفة جدا وهو ما يفسر انفراد الرجعية العميلة بمبادرات "الحوار الوطني"وسعيها الحثيث الى ترميم النظام و انقاذه من خلال التوافقات بين اهم الاطراف الرجعية في قطيعة تامة مع مطالب الشعب وبمعزل عن شعارات الانتفاضة على غرار الحق في الشغل والارض والحرية والكرامة الوطنية .
5- ظلت القوى الثورية التي لم ترتق فعليا الى مستوى التنظم الحزبي حتى وان اعلن البعض منها عن احزاب قانونية و غير قانونية , ظلت في شكل حلقي دون خط استراتيجي واضح بل اتسم هذا الخط بالتذبذب تراوح بين المساندة المشروطة للجبهة او لبعض القوى القومية المنخرطة في الجبهة او الخارجة عنها ولم يرتق الى مستوى الاستقلالية في طرح المسالة الوطنية والديمقراطية انطلاقا من شعارات الانتفاضة وما تتطلبه من فرز لقيادة شعبية تبلور مطالب الجماهير وتطرح كيفية النضال من اجل تحقيقها. ورغم تعالي الاصوات بمقاطعة الحكومة والتأسيسي فان الجماهير ظلت تترقب نتائج الحوار الوطني وتتابع ماراطون الحوارات ولم تنخرط فعليا وجماهيريا في تكريس القطيعة التامة والمعلنة مع الحكومة والتأسيسي ويعكس هذا الواقع قدرة الدعاية الرجعية على التأثير المباشر في الرأي العام وجعله يترقب الوعود الكاذبة كما يعكس ضعف الدعاية الثورية وغياب اشكال النضال والتنظيم لتجسيدها على ارض الواقع .
6- تجد القوى الثورية نفسها امام مهام صعبة للغاية تتمثل اولا في فضح حقيقة الوفاق الوطني باعتباره وفاق -بيعة و شرية - بين ممثلي الائتلاف الطبقي الحاكم اساسا وثانيا فضح قيادات الجبهة الشعبية المدافعة حاليا عن جبهة الانقاذ والرباعي الراعي للحوار مع التذكير ان البيروقراطية النقابية كانت دوما ولازالت امتدادا للسلطة تلعب دور وزارة الشؤون النقابية و لا يمكنها بأية حال الدفاع عن منخرطيها الذين يمثلون اساسا شريحة البرجوازية الصغيرة بما ان نسبة انحراط العمال ضعيفة جدا لا تتجاوز 3بالمائة .
و بالتالي تكمن مهمة القوى الثورية اولا في اقناع العمال والفلاحين بان الحوار لن يحقق لهم مطالبهم ولن يلبي طموحاتهم و أن حكومة المهدي حكومة منصبة لاغتيال مطالب الانتفاضة , ثانيا في كسب البرجوازية الصغيرة الى صف العمال والفلاحين وفك ارتباط بعض شرائحها مع الجبهة الشعبية فهي طبقة متذبذبة كثيرة العدد تترنح بين الاسلاميين و التجمعيين وقيادات الجبهة الشعبية لذلك لابد من العمل على كسب الشرائح الثورية الى صف العمال والفلاحين .
7- تواجه القوى الثورية تحديات جسيمة تتمثل في حسم المسالة التنظيمية و ايجاد اطار يجمع الاطراف الثورية التي تقر العزم على الصمود والمواجهة لكن محاولات التجميع باءت بالفشل الى حد الان لان بعض الاطراف لازالت تحلم بنجاح الوفاق في حين اطراف اخرى تظل غير معنية اما لاختياراتها القومجية او لمواقفها الذاتية والانعزالية ومهما كانت الصعوبات فانه من الضروري دفع الصراع في اتجاه اطار مشترك وتركيز نواة ثورية مهما كان عدد الاطراف مع تفجير الصراع في صلب الاطراف التي تزايد بالثورية لكنها تمارس الانشقاق والتذيّل للقوى الرجعية او الاصلاحية .
فلتبادر الاطراف الثورية الاكثر مسؤولية بأخذ زمام المبادرة ودفع الصراع نحو وحدة القوى الوطنية الديمقراطية والثورية عموما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر


.. عبد الحميد أمين ناشط سياسي و نقابي بنقابة الاتحاد المغربي لل




.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف


.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر




.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي