الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسلسل معاوية واعتراض مقتدى

محمد ليلو كريم

2023 / 2 / 17
كتابات ساخرة


بمناسبة الإعلان عن عمل درامي تاريخي تعتزم قناة mbc السعودية عرضه..

مسلسل: معاوية.

أرى، وكل رأي يحتمل الخطأ والصواب، أن يتفق أكابر الطائفة الشيعية على أحد أمرين؛ إما أن يبعثوا بكتاب يتفقوا على محتواه، أو يُسيّروا وفدًا يمثلهم، وإلا فلا مناص من العودة للحرب.
سيقول قائل: في ما مضى لا الصلح نفع ولا الرسائل أثمرت والحرب أودت بحياة سيدٍ من بيت النبي، وأقول للقائل المفترض: ولكن معاوية ما زال حاكمًا في دمشق العقل السُني، وفي كوفة عقلكم الشيعي لم يزل علي يحكم، فهل نصبر الى ألف وخمسمائة عام أخرى عسى أن تنتهي المواجهة القريشية ويحل السلام ويتصالح بيت الوحي مع بيت كاتب الوحي، فعمر معاوية وعمر علي أمتدا الى أن تجاوزا عمر المهدي، فماذا لو أمتد عمريهما وتجاوزا عمر نوح..
أعتقد -مع أن جَلَدَ معاوية مُجرَّب- أن خراب الشام والتناحر بين فصائل الجذر الأموي، وتكالب الروم وأخوان الترك والفرنجة على الشام، والنبوءات العلوية المُزلزِلة فتّت من عضد جلد معاوية والرجل قد بلغ من العمر خمسة عشر قرنًا إلا سنيات، فهل يفوت فرصة الصلح هذه المرة والدنيا قد دالت بأهلها والزمن أتى على دمشق بسنين عجاف، والحكيم بالسياسة الذي أفنى قرونه في دهاليزها لن يُغلِق بابًا مخلوعًا ويتترس خلف سورٍ أنقضَّ ونُهِبت حجارته، وأن زيد بن يعمر الغساني أخبرني البارحة، وكان ضيفي وجليسي في دار أمارتي القديم في النهراون، أنه حلَّ ضيفًا على معاوية بعد صلاة الظهر في الجامع الأموي، قبل ساعات خمس، وكم تملكني العَجب وأنا استمع إليه وهو يصف مشهدًا يلطم فيه معاوية جبهته بباطن كفه الأيمن، وشفتاه المزمومتين تتمتم بغضب: هذا زمن هوان أمية يا زيد.. فقد أغضب معاوية خبر اعتراض كهل هاشمي من الكوفة على ظهوره المرتقب عبر شاشة تلفاز mbc، وقد رمق معاوية بنظرة يتطاير منها الشرر زيدًا وقال له بنبرة غاضبة متوعِدة: يا بن يعمر ستريك الأيام سيوف ابن سفيان تلمع في أزقة الكوفة، فترقّب..
قبل ساعة غادرني زيد بن يعمر فالرجل لا يطيب له المقام إلا في الشام، وهو يحمل ضغينة الحجاج بن يوسف الثقفي على أهل العراق، ويخص الشيعة بضغينته الثقفية، أما أنا فمتأثر بالديمقراطية الأمريكية التي تملكت العراق وسمحت لمن هب، ومن دب، أن يدلوا برأيه، شرط أن يجيد الافلات من سيف النقمة والثأر، أو يتعبّس بمُلكِ بغداد ليُصرِّح بما يحلو له ولنواياه..
أما أنا فلا ينطبق على موقفي بيت الشعر الذي أدلى به قيس بن الملوح قبل البعثة:
"ما الذي أضحك مني الظبيات العامرية؟
ألأني أنا شيعي وليلى أموية؟"
ولكن مقترحًا لي أدلي به هنا يلخصه شطر البيت الموالي لنفس الشاعر:
"اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية"
وهو شطر ينم عن رأي، وعسى الله أن يصلح بين فئتين من المسلمين بمبادرة من رجل مُصلِح يهدأ بعد غضبة عابرة.......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا