الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الداخل اليمني . . لسعودية ابن سلمان ( الرسالة الثانية )

أمين أحمد ثابت

2023 / 2 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


أ.د. أمين احمد بن احمد ثابت
جامعة تعز

إلحاقا برسالتنا الاولى – على افتراض وصلت بين ايديكم واطلعتم عليها ، ووردنا منكم ردا مقتضبا ( عينوا انفسكم لنعينكم ) – وبناء على ما افترضناه بردكم السابق ، نوجه الى فخامتكم رسالتنا الثانية بملحقها كتقييم كاشف لكم – مالم يقدم اليكم قبل هذا – عن حقيقة الواقع داخل اليمن في لحظتنا الراهنة بمتكرر اخطاء ادارة الملف اليمني ، التي تعاكس خطابكم المحمول ب . . ( النوايا الطيبة ) لمساعدة اليمن في الخروج من انسداد واقعه وإعانته للوقوف مجددا على قدميه لترميم ما خلفته حرب التسعة سنوات ، خاصة وأن الحرب قد استكملت طاقتها ودورها الكامل ، طالما واستمرار ( وضع الحرب واللاحرب ) لن يحدث جديد لأي من اطراف النزاع ، بينما يدفع ثمن ذلك اليمنيين المحاصرين بين امتهان الكرامة وذل العيش دون حقوق او دخل او عمل . . وسط دمار شامل لوطن مفتت بين اقطاب ثلاثة يدعون الصلاح في احقيتهم في حكم البلد وانقاذه ، ومن جانب اخر فالمعونات والمساعدات – سعودية ، خليجية ودولية - والانفاق الضخم الخاص – المستمر – الذي تقدمه السعودية والامارات لدعم مسمى الشرعية بمفرخاتها الانتهازية في المكون المدني لمتضخم البطالة المقنعة لجهاز الدولة او كان في الجيوش التي لم تتوقف عن بناء تشكيلات جديدة حتى اللحظة والتي لا تعنى شيئا في معادل أي من استقرار عمل دولة الشرعية او في تغيير معادلة توازن القوى المتحاربة داخل اليمن – حيث وواقع خارطة الحرب قد تم تثبيتها بمتصور دولي للاقتتال بين اطراف النزاع في حدود مجزئات ثلاث ارضا منذ ثلاث سنوات من بدء اندلاع الحرب في 2014م. ، فمهما تغيرت كفة التسلح والتنظيم والعدد البشري للمقاتلين ، تظل معادلة الارض شبه ثابته ولا اجازة لتقدم جيش الشرعية قيد انملة بما يحدث تغييرا في تلك الخارطة ، بل حتى انه تفرض ضغوطات المتحكم الخارجي عليه بالتقهقر الى الخلف بين وقت واخر تحت ذريعة تقديم تنازلات كتعبير عن حسن نوايا جانب الشرعية لتقريب الحل النهائي لإنهاء الحرب وجلوس اطراف النزاع لتسوية الخلاف في عودة لشراكة مرحلة انتقالية في الحكم – ومن هنا نتوجه اليكم من الداخل اليمني – طالما وأن الوقت قد حان لوضع تسوية نهائية للحالة اليمنية – بما لا يسقطكم في متكررات اخطاء التسعة سنوات ، فكل ما تكفلتموه خلالها لم ينتج سوى إطالة زمن حرب لا معنى منها سوى تعقيد الوضع بمتخلقات متوالية لآفات شرهة للابتزاز لا تعيش إلا باستمرار الحرب ولا يكون لها وجود دونها ، فكل المعونات والمساعدات التي قدمت لم تؤمن اليمن او شعبه ولم تطرح واقعا بديلا في انهاء ( التمرد الحوثي على الشرعية وفق الخطاب المدول منذ البدء ) ، بل زادته دمارا وتمزيقا ، ورسخت فيه تعمم الفساد وانتهازيات الابتزاز الرخيص ، أكان على الصعيد النظامي بمسمى الشرعية ومظلتها في صورتي الانتقالي وتنظيم الاصلاح السياسي والعسكري ، او بمثيلها الطرف المقابل الاخر كسلطة حكم قابض يتحكم بالمقدرات والمداخيل والثروات تحت ذريعة دعم جبهات القتال ضد قوى التحالف الداعم للشرعية – او على الصعيد المجتمعي في ظاهرة المفرخات الانتهازية للتكسب بمسميات منظمات المجتمع المدني ( المحلية او الامتدادية للخارج ) .

سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان
نعلم واقعا – كما تدركونه والدول القابضة على الملف اليمني – بلا وجود قيمة ترجى لأي طرف ( داخلي او خارجي ) من استمرار الوضع القائم في اليمن ، وهو المتجلي بالسعي المحموم خلال الشهور الثلاثة الاخيرة لكل من السعودية والامارات في تثبيت الوضع العسكري – أكان لاستقرار موطن دولة الشرعية بين جيشها النظامي الملحق بها وبين تنظيم الانتقالي والاصلاح الاخواني بملحقيهما العسكري داخل جيش الشرعية وجيشهما غير النظامي المليشاوي ، او كان من جانب اخر في بذل الجهود الحثيثة في
اللقاءات المتوالية المشتركة دون توقف بين المبعوث الدولي ووزير الخارجية السعودي او ممثليها الى جانب الامارات بحضور الممثل الايراني والممثل الحوثي خلال وساطة عمان ، وذلك بالتحول البديل عن الاتفاقات الجزئية الى مناقشة الاعداد لاتفاقية ( الحل النهائي ) قبل دعوة القادة الاساسيين لأطراف النزاع للجلوس والتوقيع على الاتفاقية وتحت الاشراف الدولي ، خاصة وأن الجاري حاليا يتوافق ودعوى الجانب الحوثي بأن الحرب الجارية معهم ليست إلا مع تحالف السعودية والامارات ، وأن الشرعية ليست إلا غطاء لهما ، ولذا وفق مطلبهم لا وجود لحوار وانهاء للحرب إلا بجلوسهم مع طرفي الحرب الاقليمية وبحضور معادلها الاقليمي ايران .

وعلى اساس ما تقدم ، نضع بين ايديكم مشروع الضرورة ل . . ( خارطة الطريق ) للحل النهائي المطلوب – بما يرضي الفرقاء ويؤمن مسار البلد بما ينفعها ويعود بالنفع لبلدكم ودول الخليج . . بل وكامل المنطقة العربية والدولية – والتي ستكشف بوضوح لكم حقيقة ما كان ولا يزال يغيب عن قيادتكم جراء ما يجري واقعا – بما يعاكس نواياكم الطيبة تجاه اليمن - وما يغيب عنكم واقعا وليس اعلاميا عما يحتاجه اليمن وشعبه والمتمثل بوضع أسس الخروج النهائي من ازمة الراهن وليس حاجتهما للعطف والشفقة بالتصدق عليهما او تعزيز طرف الشرعية ( المتخم جهازها بالفساد واللاكفاءه ) ، وذلك بما يكلل جهودكم لإنهاء واقع الحرب واستمرار وضع الدمار والهدم حتى على نطاق المجتمع وحياته .
إن ورقة ( خارطة الطريق ) – التي ننشرها لاحقا لتكون بين ايديكم ، والنابعة من ضمير وطني صادق غير ساعي لأية منفعة ذاتية ، والتي ندونها ب . . الملحق بمعنون ( الرسالة الثالثة ) – فهي إن تمثل الحاجة والضرورة ( الفعلية ) لليمن ، فإنها من المؤكد اليقيني ستعود خيرا لبلدكم وشعبكم ومستقبل ابنائكم ، وسيكون لاسمكم مكانا محفورا في التاريخ مستقبلا كرمز يعود له استقرار المنطقة والنهوض الارتقائي لمجتمعاتنا - ولتعتبرنها وثيقة وطنية ( يمنية اولا ويمنية – سعودية ثانيا ) ، فمثلها يغيب كليا في محيط الانتهازيات السياسية الطائفة حولكم وحول بقية القوى الخارجية القابضة على الملف اليمني ( الاقليمية والدولية ) ، والموهمة لكم وغيركم بأنها الممثل لليمن وآمال شعبها ، والتي هي حقيقة ليست سوى عناصر وقوى متكسبة انتهازية تمارس رخصها الابتزازي باسم اليمن وشعبه و . . لا تشبع ، فكلما اكلت خلقت مسارا وظروفا وتوهيمات جديدة للتربح مجددا وهكذا – فقد تحضر بعض تصورات مفككة من ورقتنا ، إلا انها تخفي وراءها نزعاتها الضيقة للانتفاع ، حيث تعد تلك المفككات اساسا لتعثر المسار والعودة مجددا الى نقطة الصفر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية