الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


2/ من الداخل اليمني . . لسعودية بن سلمان خارطة الطريق لإنهاء الاحتراب وتفكيك الأزمة الرسالة (الثالثة )

أمين أحمد ثابت

2023 / 2 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


الجزء الاول

استعادة الحقائق المغيبة والوقوف عليها
كأساس لمخرج بنود الحل المقترح

فلتحقيق الورقة النظرية لخارطة الطريق – كواقع منفذ – يجب علينا
اولا : الاعتراف بأصل الحقيقة وليس زيفها المسيد فهما حولها ، لنحظى بإجابات صادقة غير مخادعة لكثير من التساؤلات ، وعلى سبيل المثل : كيف لليمن وبلدان عربية ثارت ضد الاستعمار الغربي وبقواها السياسية ( الثورية ) الرافضين للتدخل الاجنبي . . أن يسلما الوطن بطلب طوعي منهما ( للتدويل الخارجي ) – تحججا ادعاء بالمدنية العصرية وديمقراطية التمثل بدلا عن طابعها الثوروي القديم – ليكون الحل مرهونا كليا ( بالعامل الخارجي بديلا للعامل الداخلي ، الذي يظهر بطابعه المسخي كمستجيب آلي عن وسط التجريب للسيناريو المنفذ ) – أي حلا لازمة الواقع وبسقوط النظام الحاكم وتعقد المواجهة بين الاطراف المتطلعة للحكم ؟ ، او تساؤل كيف ثورات الربيع العربي السلمية ( الوردية ) وتحت الوصاية الدولية لتتحول الى حرب مفرخات مليشاوية مسلحة لا وجود مجتمعي لها الى ما قبل ملعوب الثورة ووضع البلد والمجتمع تحت الاشراف الدولي و. . بطلب وطني ؟ ؟ ! ! ! ، أو حتى كيف لقوى محتربة ضئيلة أن تظهر فجأة بحجم وقدرة فعل تاريخي مهول . . من العدم ؟ ، وكيف لاحتراب مسلح من اجل الظفر بسلطة الحكم ، أن لا تؤثر المواجهات بينها فقط لحدوث خسائر للبلد واضرار بالمجتمع ، بل كما لو أن حرب المواجهة تلك لم تكن لأجل انهاء الطرف الاخر او اكثر للانفراد بالحكم ، بل وكما تكشفه وقائع ما بعد الاشراف الدولي واحداث التسع سنين من الحرب في اليمن ، أن الحرب لا علاقة لها بالمجتمع وحاجاته ولا ضرورة واقعية لطابعها القائم – كقوى ومسار - كونها موجهة لإنهاء الدولة والمجتمع ، انهاء ل . . ( دولة النظام الجمهوري بطابع ولائه للوطن الواحد ) وخلخلة هوية المجتمع الواحد لتحل محلها هويات محلية ضيقة – وبمعنى اخر أي حرب هذه لا علاقة لها بالمجتمع واحتياجات البلد وانسانها ؟ ؟ ؟ .
ولذا يلزمنا الانطلاق ( في قناعاتنا الذاتية حتى دون التصريح بها ) لبناء الحل واقعيا من خلال اسقاطنا بنى المغالطات والتوهيمات التي ننساق ورائها حول الحرب التسعة سنوات اليمنية ، فهي ليست حربا داخلية ( بالأصل ) ، نتجت عن سقوط النظام الحاكم لتحدث بين قوى نافذة متنافسة على سلطة الحكم – حتى وبحضور العامل الخارجي كعامل ثانوي دخيل او وصي اممي محايد - بل ان حقيقتها تقوم على كونها منتج مصطنع لملعوب دولي مدار على المنطقة العربية ، خاصة ذات النظام الجمهوري ( الثوري ! ) للبلدان التي نالت استقلالها من نظم الكهنوت والاستعمار الغربي القديم ، والتي علمت بنظام الدولة البوليسية العميقة ، التي حققت واقعا مسدودا من التحكم المطلق للحاكم الفرد العسكري – بعائلته واركان نظامه وحاشيته ومواليه - وترسيخ الفساد المنظم والفقر الاجتماعي ومصادرة الحقوق وعلى رأسها الحريات ، ما جعل ذلك الواقع بيئة حاضنة لتمرير الاجندة الخارجية الاقوى نفوذا على الداخل العربي ومنها اليمن ، لتصبح واقعا داخليا – على صورة سيناريوهات – تدير الواقع كأحداث موهمة للعقل كما لو انها متخلقة عن ذات المجتمع في القوى المنظمة المعبرة عنه في صراعها على الحكم – وذلك في لعبة إعادة تشكيل الجمهورية – لتلك البلدان العربية ومنها اليمن – ومجتمعاتها على اساس ( نهج العولمة ) – بوجهها المخفي المضاد لوجهها المعلن – كصناعة لإعادة انتاج ( التبعية بصورتها المعمقة جوهرا ) ، وذلك في المسار العالمي الراهن بطابع التسابق على النفوذ لإعادة بناء توازن القوى القطبية الذي سيقوم عليه النظام العالمي المستجد مستقبلا ، بحيث تكون الجمهوريات – المعاد تخليقها وفق الملعوب الخارجي – شكلية ديكورية – تفتقد جوهر طابعها ( التحرري بالولاء للوطن ) ، بحيث يطبع نظام الحكم بولائه التابع للمركز الغربي النافذ عليه ، وتكون الدولة فاقدة لخاصيتها كمعبرة عن الوطن والمجتمع ، بل تكون ليس اكثر من إدارة تسيير الاعمال واقعا ، ويكون المجتمع ( المعاد انتاجه ) فاقدا للوحدة المجتمعية لامة شعب واحد الهوية ( الوطنية ) مضمونا ، بل تصبح حقيقة وجوده – وفق الصناعة الخارجية المتحكمة مطلقا على الداخل – كوجود مفتت متعدد المضامين الجزئية لمعبر الوطنية ، والتي تتجلى عندها ( الهوية الوطنية ) بصورتها المفرخة كهويات عصبوية ضيقة ( مذهبية ، مناطقية طائفية ، عشائرية قبلية ) ، وتكون ممثلاتها في معبر البناء الفوقي للمجتمع ، تلك القوى المفرخة كوكالات محلية محتربة اسس لها فعل الاستقواء واقعا في منتج سيناريو مسار الحرب .
ثانيا : أن قرار الحل في انهاء الحرب ووقف تبعاتها ليس بيد الاطراف اليمنية المتنازعة في الداخل ، وليس كما يوهم للبعض بأنه في ايدي القوى الاقليمية المتنازعة حول النفوذ على اليمن ، بل هو في القبضة الامريكية ، والتي قد استكملت تحقق غايات اجندتها في اليمن و. . مثلها بقية البلدان العربية موضع الاستهداف أن تهمل وتترك مؤجلة بعيدا عن قائمة اهتماماتها – رغم انتهاء الحرب عندنا منذ ما يقارب الخمس سنوات الاخيرة الماضية – وارجئت لعبة الترويض لقوى اطراف النزاع الاقليمي للنفوذ على اليمن وبلدان الشرق الاوسط . . لتكون في خانة ما هو ثانوي من اهتماماتها ، وذلك بفعل انشغالها المجنون ( الطافي على كامل اولوياتها ) . . جراء تخلخل جوهر ومضامين اجندتها الدولية بمنزلق الحرب الاوكرانية باستباقية الفعل الروسي لإفشال المخطط الغربي الامريكي – الاوروبي ، والتحالف الصيني الروسي لقلب معادلة التوازن العالمي القادم وفق المشيئتين الامريكية اولا والاوروبية ثانيا كأقطاب امبريالية الاقوى تسيدا على العالم . ولذلك يحتاج الامر لإنهاء الحرب والازمة اليمنية ل . . ( إرادة دولية وبقرار حاسم نهائي لمجلس الامن ) لترخي الادارة الامريكية قبضتها ووكيلتها بريطانيا عن الملف اليمني لانشغالهما بما هو اعظم بالنسبة لكل منهما ، خاصة وأن استمرار الحرب لا يقدم شيئا لأي منهما ، بل انه يراكم اثقال تبعات لا ضرورة لها ترمى على الجانب الدولي الممثل بمنظمة الامم المتحدة ، التي لا طاقة لها لتحملها كطرف مشرف .
ثالثا : حل القضية اليمنية – بين اطراف النزاع وانهاء الحرب واثارها الاساسية وتحقيق الاستقرار للفترة الانتقالية لإعادة قيام كامل الشرعية لسلطات حكم النظام – امر ممكن وسهل للغاية وليس كما يصور توهما بصعوبته وتعقده ليصل احيانا عند البعض بأنه امر مستعصي وشبه مستحيل .
رابعا : أن تكون جهود الاطراف ( الدولية والاقليمية ) المسئولة عن الملف اليمني تمارس دورها ك . . ( وسيط مؤتمن محايد بين الاطراف منحاز للبلد وانسان مجتمعه ) ، لا أن يكون الوسطاء اطرافا تحاوريه في النزاع او اوصياء على اليمن او على طرف من اطراف النزاع اليمني .
خامسا : استمرار ضخ الميزانيات الضخمة من المساعدات لدعم اطراف النزاع والتسلح وبناء الجيوش – لتخفيف اضرار الدمار وكمحاولات ترقيعيه لتخفيف معاناة المواطنين وتثبيت واقع توازني وتقديم تنازلات لأجل تقريب اطراف الصراع والوصول الى عقد اللقاء للحل النهائي – لهي اوهام وكذبات مسوقة لا ينتفع منها سوى الآفات الانتهازية المتعيشة النافذة تسلطا على الحرب والتابعة لها ، والتي من مصلحتها ( الحقيقية ) استمرار اطالة فترة الحرب ، فهي بقدر ما تطيل زمن الحرب بقدر ما تزيد الفساد وتعممه اجتماعيا وترسخ واقع انحلال القيم وتدمر البلد وتنهب ثرواته ومقدراته ، ويفتت الوطن وتتنامى سوء مصادرات الحقوق ويزداد امتهان كرامة الانسان وحقه بالعيش – بمعنى لتوقف مضخات الدعم ( لكل من الاطراف ) ، وليكن بينا لنا أن ( جزءا يسيرا ) من تلك الانفاقات كفيلة بتحقيق ما يدعى به ( عونا لليمن واليمنيين ) أن تكون حقيقة وليس ادعاء ، وذلك بوضعها في موضعها السليم وفي زمنيتها المحددة كما هي واردة في خارطة الطريق للحل النهائي للقضية اليمنية .

سادسا : سرعة الانهاء للحرب وعودة اليمن الى حالة الاستقرار السياسي والاجتماعي مسألة هامة – لليمن ودول الجوار والمنطقة . . بل ايضا دوليا – فتماطل الحل بفرز واقعا استمرار حالة انهيار البلد وتفسخ قيم الانسان بتنامي نزعته الوحشية المؤصلة للروح الانتقامية المعلمة بسيرها نحو تأسيس وتزايد جماعات الارهاب والمرتزقة والخلايا النائمة والجماعات المعلنة ، والتي ستشكل خطرا مؤكدا في القادم القريب على دول الجوار والمنطقة و . . ايضا بما يمس الامن العالمي – فلا يتوهم أي طرف خارجي بقوته الذاتية وهو له يد في مسخ الوضع اليمني أن يكون آمنا بعدها ، كما لو أن انهيار اليمن قد اضعفه وجعل وجوده متهالكا ليكون معبرا آمنا له ومتاعا يتعامل به كيفما يريد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا