الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور كريم النوري , الرجل المناسب في المكان المناسب .

عباس طريم
كاتب - وشاعر

(Abbas Trim)

2023 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الدكتور كريم النوري .. [الرجل المناسب في المكان المناسب ]

لم نشعر يوما ان الدنيا بخير وان الامور تسير بشكل طبيعي والاوضاع على ما يرام , وان رجال السياسة الذين اتعبونا ولم يقدموا المرجو منهم , وساروا عكس ما تشتهي سفينة المواطن , وتسابقوا على قطع الطريق الذي يربطه بامانيه ورغباته وابسط مستحقاته , مثل الراتب المجزي , وايجاد العمل , والسكن الذي يؤمن لعائلته الامن والاستقرار والعيش الكريم , ولم يقدموا دليلا واحدا على جديتهم في تقديم الخدمات ,او يعجلوا بحقوق مشروعة من شانها ان تريح المواطن من اللهاث والسباق للحصول على لقمة العيش .. ان الوظيفة الاساسية للمسؤول , هي خدمة الناس وان الهدف الاساسي من عمل كافة قطاعات الحكومة مرتبط بالمجتمع ,وصاحب الاهتمام الاول هو المواطن , وان كل شيء يتمحور حول كيفية خدمته , ولكن " عدم الاكتراث " الذي يصدر من بعض المسؤولين , مرده الى عدم ايمانهم بنظرية [ المواطن اولا ] فهؤلاء لم تترسخ في اذهانهم تلك الحقيقة , ولا يهمهم تحقيق رضا الناس لا من قريب ولا من بعيد .. ان "مفهوم خدمة الناس " هو الشعار الاول الذي ترفعه الحكومات قاطبة وتنادي به وهي في اول الطريق , وما ان يستتب لها الامر حتى تتغاضى عن الايفاء بابسط الحقوق الانسانية التي يؤكد عليها الدستور ويسارع الى تفعيلها المشرع , وينتظرها المواطن بفارغ الصبر . ان ابناء الشعب هم المراة الحقيقية لتقييم عمل الحكومة , وهم العامل الرئيسي لوصول المسؤول الى منصبه , وان اصوات الشعب هي الدليل الاول على رضا الناس وايمانهم بذلك المسؤول الذي تتعلق به الامال لتقديم الخدمات المرجوة التي تصب في صالح المواطن.
ان حالات التردي والاحباط وسوء الادارة حفظناها عن ظهر قلب , لكننا لا نفاجأ ببروز حالات ايجابية متميزة , تخرج لنا بين الفينة والاخرى , من سبات النوم العميق , وتعيد لنا الامل وتقرب الاماني , وتجعلنا نعيد النظر بمفهوم العلاقة بين المواطن وحكومته التي تتحكم بها مجموعة عوامل , اهمها ردود الافعال التي تأتي , نتيجة ما يقدم للمواطن من انجازات وتسهيلات تجعل الحياة اقل صعوبة , وتعبد له الطريق وتفتح نافذة امل في نفق الحياة المظلمة.
ومن هذه الامور الجميلة .. ان تلتقي بمسؤول يتعامل معك بكل شفافية وصدق وامانة , وتخرج منه وانت مسرور بلقائه , كما يحدث مع الدكتور كريم النوري وكيل وزير الهجرة والمهجرين , المعروف بمعاملته الطيبة وعطائه الثر وسعيه الدؤوب لقضاء حاجات المواطن , بكل الطرق القانونية والوسائل المتاحة .. عندما يتحدث معك , تشعر بالطمئنينة والصدق في التعامل , كلماته تزرع الامل في النفوس وابتسامته تدفعك الى ان تدلو ما بجعبتك وتطرح كل ما يشغلك من هموم ومتاعب .. انها الاخلاق التي لا تباع وتشترى . فعندما يحافظ الانسان على القيم الاخلاقية السامية, ويتأثر بهموم الناس ومشاكلهم ويحاول جاهدا, ايجاد الحلول الناجعة لها [ فانك تشعر الدنيا بخير ] خاصة ,عندما يكون ديدن المسؤول ,العطاء وتذليل الصعاب التي تواجه المواطن , والعمل على تعبيد الطرق التي يسلكها لتكون امنة وبعيدة عن الحفر وخالية من المزالق التي تقف في طريقه .
ان القول المعروف : [ الرجل المناسب في المكان المناسب ] يتناسب مع ما يقوم به الدكتور كريم النوري وكيل وزارة الهجرة والمهجرين , من استجابة سريعة لكل المواطنين , والعمل على تسهيل امورهم وتسخير كل السبل للقضاء على المعوقات التي تحول دون ذلك . وهو يستحق منا كل الحب والتقدير والذكر الجميل , ونحن نحيي فيه تلك الاخلاق الفاضلة التي تركت اثرا ايجابيا في نفوسنا, سيظل ما دارت الايام والليالي .
لقد ادرك المفكرون , ان القيم الاخلاقية ضرورية في المجتمع , وانه من غير الاخلاق تذهب الانسانية وتندثر ويفقد البشر صمام الامن والامان وتدفعه نزواته وغرائزه الى ما لا يحمد عقباه , فيحل الدمار وتغيب القيم الخلاقة التي تسمو بالانسان وتنهض به الى رحاب العطاء الانساني .
ان ترك الاثر الطيب في الحياة القصيرة , والعمل الصالح والأخلاق الحميدة ترفع من مقام المسؤول وشأنه في الحياة ,
ولنا بذلك امثلة كثيرة ، فمن كان معدنهم مثل الذهب لا يتغيرون ولا تتبدل أخلاقهم , بل تزداد طيبة ومروءة وحسن معاملة، وهناك بعض آخر، حدث ولا حرج، من سوء أخلاقهم .
وان الذكر الطيب هو ما ينشده الانسان , ويعمل من اجله ليكون ذكرا محمودا تفتخر به ابنائه واحفاده وقبيلته ,عندما يتذاكر الناس امواتهم ..؟

ومن روائع الإمام علي – ع
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها * تَعِش سالِما وَالقَولُ فيكَ جَميلُ

وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلا * نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ

وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَد * عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ

يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ * ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ

وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّون * إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ

جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ * وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ

فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم * وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ
وقال أبو تمام :
فلم أجد الأخلاق إلا تخلقا * ولم أجد الأفضال إلا تفضلا

قال مسعود سماحة :

جمال الخلق أفضل من جمال * يغطي قبح خلق في مليح

فكم من سوء خلق في جميل * وكم من حسن نفس في قبيح

قال شاعر النيل حافظ إبراهيم في قصيدته الرائعة ” كم ذا يكابد عاشق ويلاقي ” :

فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً * فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ

فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا * عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ

وَقالت عائشة التيمورية :

ما الحظ إلا امتلاك المرء عفته * وما السعادة إلا حسن أخلاق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا