الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دبلوماسية الكوارث: هل -كارثة الزلزال تركيا ستكون تقويماً لإنتهاج سياسة تنمية بدلاً من الهيمنة لموارد المياه المشتركة-

رمضان حمزة محمد
باحث

2023 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


تركيا التي تعتمد على التوسيع من منظور إحياء " العثمانية الجديدة" لن تساهم في إشاعة العلاقات المبنية على تبادل المصالح بل كان الهاجس الأكبرلها في أن تحول مشروع جنوب شرق الأناضول بالمعروف بمشروع "الكاب" من التنمية الإقتصادية الى الهيمنة السياسية على موارد المياه لنهري دجلة والفرات وهي المياه الدولية المشتركة مع العراق وسوريا ، إضافة لها دعم فئات دون غيرها لاحداث حالة عدم إستقرار في المنطقة، والدخول من هذا الباب للوساطة وحتي احتلال الاراضي خارج حدودها الدولية . فتركيا بنت سياستها على فكرة أن الموالين لسياستها التوسعية وحدهم يمكن أن يكونوا إخوة حقيقيين لها ، بينما الاتراك الطورانين شعارهم "الأتراك ليس لديهم أصدقاء سوى الأتراك" لدى قاعدتهم الشعبية ، كان ذلك السبب في أن تمارس تركيا سيادة الدولة التركية على مياه دجلة والفرات، وخزن حصص العراق وسوريا المائية في خزانات سدودها المشيدة في في هضبة الأناضول التي تعدُ من اكثر المناطق تعرضاً لزلازل وعبر التاريخ مما كان لهذه السدود التي بنيت بسعات خزنية كبيرة وفي وقت قصير نسبياً أن تؤثر على توليد هزات أرضية محتثة وتنشيط الفوالق والصدوع أو تتاثر سلامتها بسبب حدوث زلزال مدمر كالزلزال الذي ضرب منطقة الأناضول في السادس من شباط الجاري ، وقد كانت تنتقد الاخرين وتوصفهم "الأعداء الخارجيين" ، في كثير من الأحيان كتحويل للرايئ العام التركي عن المشاكل الداخلية التي تعصف بالحكومة التركية من تضخم مالي وفقدان عملتها الوطنية قيمتها أمام الدولار كثيراً.
ولكن هل دبلوماسية الكوارث في أعقاب الزلزالين الهائلين في تركيا ستغير من الصورة المشوهة التي كان ينظر بها الاتراك الى الاخرين ، حيث سارعت الدول التي تم تصويرها على أنها "أعداء" للمساعدة في البحث عن ناجين وتقديم الإغاثة الإنسانية. اليونان وأرمينيا خير مثال ،... العراق رغم ما عانته من سياسات تركيا المائية المجحفة بحق العراق وقطع المياه وفي مواسم الجفاف عنها إلا انها بادرت ومن أوائل الدول لتقديم المساعدة والعون لها، وان لم يحدث تحسن في العلاقات بين تركيا وسوريا على الرغم من معاناتهما المشتركة من الكارثة. ولكن على ما يبدو لتلبية حاجة تركيا إلى "عدو خارجي" في الفترة التي تسبق الانتخابات المقرر إجراؤها في حزيران (يونيو) المقبل. علاوة على ذلك ، لم تكن تركيا بهذا القدر من الترحيب بالمساعدة من القبارصة اليونانيين. حين تم رفض عرضهم بإرسال فريق بحث وإنقاذ الى تركيا للمساعدة في عمليات الإنقاذ بعد الزلزال. فهل سيؤدي تدفق الدعم الدولي إلى فتح صفحات جديدة في جميع العلاقات الخارجية المضطربة لتركيا مع معظم الدول وبالاخص دول الجوار لها ، وهل ستعمل تركيا بمبدأ أن العداوات لا يمكن أن تستمر إلى الأبد. وخاصة بعد أحداث كارثة الزلزالين اللذين فصلت بينهما تسع ساعات في السادس من شباط في أضرار جسيمة في عشر مقاطعات في جنوب شرق تركيا وتجاوزعدد القتلى 35 ألفا وهي في تزايد . ولذلك لا تزال هناك نافذة لتشكيل مستقبل أكثر أماناً في المنطقة من خلال استعدادات أكثر فاعلية حول الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية لمواقع السدود والمنشآت الهندسية الاخرى، وكذلك على الحكومة التركية معالجة أسباب تآكل الثقة بينها وبين دول التشارك المائي كلُ من العراق وسوريا والدول الاخرى، لتعزيز القدرة الجماعية على منع الأزمات الناشئة عبر إحتكار الموارد المائية والسعي الى تسليعها، والاستجابة لمبدأ الجيرة الحسنة والصداقة بين الشعوب، وتقوية الحواجز اللازمة للتصدي للمخاطر الطبيعية والبشرية الراسخة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء