الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البدع والطقوس المرعية عند العرب والمسلمين

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


البدع والطقوس المرعية
يلاحظ وفي جميع المعمور ، ان المسلمين يؤدون في اليوم خمس صلوات هي ، الفجر ، الصبح ، الظهر ، العصر ، المغرب ، والعشاء .
كذلك يلاحظ ، أن كل صلاة من هذه الصلوات ، لها عدد ركعات تختلف من صلاة الى أخرى .
هناك صلوات بها ركعتين كالفجر والصبح ، وهناك صلوات بها اربع ركعات كالظهر ، و العصر ، والعشاء .
وهناك صلاة بها فقط ثلاثة ركعات كالمغرب .
السؤال الذي نود طرحه للاستفسار ، وليس للاتهام الرخيص : هل هذه الصلوات بخمس اوقاتها ، وبعدد ركعاتها المختلفة التي تختلف من صلاة الى أخرى ، منصوص عليها في كتاب المسلمين الذي هو القرآن ؟
بالرجوع الى القرآن الذي نزل من السماء ، ويستقي منه المسلمون احكامهم ، سنجده يتحدث فقط على صلاتين لا اكثر . فما هو مذكور في القرآن من المفروض ان يبقى ملزما لاتباع الديانة الإسلامية ، إذا اعتبرنا حقا ان هذا الكتاب قد تم تنزيله من السماء على المسلمين لا على غيرهم .
لذا ، فما ليس مذكور في الكتاب ، قد نعتبره اجتهادا ، وقد نعتبره بدعة وطقوس مرعية ، وقد نعتبره عملاً إنسانيا تحول مع الوقت ، ومع مرور الزمن ، الى شبه قانون ملزم لبعض المسلمين ، وليس ملزما لآخرين . فهو بذلك ملزم ذهنيا لا تشريعيا للمصلين ، بدعوى ان الخروج عليه ، لا تترتب عنه اية عقوبات منصوص عليها بنص صريح في الكتاب ، كما لا ترقى بمن خرجوا عن هذه العادة التي بتكرارها تحولت الى عرف ، ومنه تحولت الى شبه قانون ، الى وصفهم بالكفر او بالزندقة ، كما دأب على ذلك تجار الدين ، ووكلاء الإسلام السياسي الفاشي .
انه في غياب النص الصريح ، لا يجوز لأي كان ان يفرض على الناس ممارسة شيء غير منصوص عليه في الكتاب ، أي عدد الصلوات ، وعدد الركعات في كل صلاة .
ان من يتجرأ على تكفير كل من خالف هذا العرف ، الشبه قانون ، وفي غياب النص الصريح في القرآن الذي يعتبر المخالف كافرا ، يعتبر هو الكافر الحقيقي ، لأنه يتقمص دور الشرع ، ويجعل نفسه في مرتبة الله إلاهاً ، ومن جهة لا يجوز تكفير انسان لم يعلن صراحة كفره امام الشهود ، لأن من يفعل هذا ودون نص في الكتاب ، يكون بمن يرتكب جريمة خلق الفتنة بين الناس .
إذن ، يمكن لكل مسلم ، وفي غياب النص الصريح ، التقيد بعدد الصلوات ، وبعدد الركعات في كل صلاة ، التي تحولت بمرور الزمن الى عرف ذهني لا تشريعي ، كما يمكنه عدم التقيد به ، أي بالعرف الشبه قانون ، ولا ملامة عليه في ذلك ، طالما انه يتصرف ضمن منطوق النص لا ضده .
وبالرجوع الى القرآن الذي يستقي منه حكام المسلمين ما يخدمهم من الاحكام ، ويبعدون ما يضرهم منها ، سنجد ان النص الصريح الناطق بدون لبس ولا غموض ، ينطق بصلاتين إلزاميتين لا غير . أي ان ما هو مفروض على المسلمين بصريح نص القرآن ، هو صلاتين لا خمسة صلوات التي ابتدعها الناس من بعد . فهما صلاتين ، صلاة قبل طلوع الشمس ، وصلاة قبل غروبها :
" وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكر للذاكرين " ( هود 114 ) .
" أقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا " ( الاسراء 78 ) .
" فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " ( طه 130 ) .
يلاحظ ان المسلمين في أدائهم للصلاة ، وبعددها وعدد ركعاتها التي تختلف من صلاة الى أخرى ، الغير المنصوص عليها في الكتاب ، ومن خلال تخليهم عن الالتزام بما ورد عليه وفيه النص صريحا في القرآن ، والذي هو صلاتين لا اكثر منهما ،، فإنهم يمارسون طقوسا بحركات روتينية صنمية من التكبير الى التسليم ، ما امر بها الله في كتابه الذي انزله من السماء ، والذي يقول : " وفصلناه تفصيلاً تبيانا للعالمين .. " .
اما إذا كان دليل أي مخالف من أصحاب العنعنة ، لما ورد بصريح النص ، وبصيغة الالزام في الكتاب ، من قبيل قال فلان عن فلان عن علاّن .. ، وما اكثرهم من تجار الدين والاسلامويين المتنطعين ، ففي نظرنا المتواضع ، يبقى هذا الإخراج دليل ساطع على ان الطقوس التي يؤديها المسلمون ، تبقى مجرد صناعة بشرية ترعاها التقاليد البالية ، سموها صلاة مثل الطقوس المرعية .
فما ليس من الرسالة للناس ، ليس من القرآن الذي نزل من السماء . بل هي مجرد بدع وطقوس بالية مرعية مع توالي الوقت ومرور الزمن .. فكم حجرة رماها المسلمون على الشيطان في الحج منذ ان بدأت مسخرة رجم الشيطان .. والشيطان لم يمت ، لانهم يرجمونه كل سنة الحج .. وكم من دعاء لمحو وهزيمة الدولة الإسرائيلية ، وهزيمة ومحو اليهود ، واليهود الكمشة ركعوا العرب اجمعين ( 350 ) مليون عربي ، وركعوا المسلمين ( اكثر من مليار ) مسلم ، وهم يحكمون العالم وكبريات العواصم العالمية التي تصنع قرارات العالم .. فهل مات الشيطان ؟ وهل تم محو اليهود ؟ وهل تم تدمير دولة إسرائيل ؟ ، وانظروا الى ما فعلم العرب بأيديهم في سورية ، العراق ، ليبيا ، اليمين .. والحبل في الطريق على الجرار .هناك فرق بين العقل وبين النقل ، وللأسف السائد النقل على العقل .. ان اوربة حققت قفزتها منذ ان ثارت على الكنسية ، وأميركا حققت ثورتها منذ ان انتصرت البروتستانية على الكاثوليكية . والعرب والمسلمون ما لم يثوروا على كهنوت المساجد المحكوم بأساطير الاولين ، فلن تقوم لهم قائمة .. بين الأمم والشعوب المتقدمة .. فاستمروا في رجم الشيطان . واستمروا ومن داخل المساجد تدعون على من ركعكم من اليهود ، بالتدمير والفناء والمحو من الارض .. وهم يحكمون العالم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي