الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شذرات حول حراك الدب الروسي

خالد بطراوي

2023 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


خبران مهمان من المفترض أن لا يمر المرء عليهما مرور الكرام، إذ أن لكل منهما الكثير الكثير من الدلالات.
الخبر الأول وكما نقلته بتاريخ 17/2/2023 وكالة وطن الاخبارية في الأرض الفلسطينية المحتلة تحت عنوان " زاخاروفا ردا على وعد نولاند: الأفضل منح جائزة نوبل لمن ينجح بإقامة دولة فلسطين وليس لمن يفلح بإقناع بوتين" وكان ذلك " ردا على نائبة وزير الخارجية الأمريكي، حيث قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنها تفضل منح نتنياهو جائزة نوبل لتسوية الصراع في الشرق الأوسط وإقامة دولة فلسطين. جاء ذلك في منشور لزاخاروفا بقناتها الرسمية على تطبيق "تليغرام" ردا على وعد نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجائزة نوبل للسلام، إذا ما أقنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب القوات من أوكرانيا".
وخاطبت زاخاروفا نولاند بالقول : "فيكتوريا .... الأفضل (منح جائزة نوبل) لتسوية الصراع في الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. أم أن ذلك غير واقعي بالمرة؟ ربما لهذا الربيع مثل هذا التأثير على ساكني البيت الأبيض؟ واضافت زاخاروفا: "بالمناسبة، لم أكن أعرف أن نولاند هي من يتخذ قرارات لجنة نوبل".
ومن الخبر الأول يتضح أن أمريكا تحاول أن تجد ما يقوم بانزالها "عن الشجرة" فيما يتعلق بدورها وتورطها في الحرب الروسية الأوكرانية، وأنها لجأت الى الكيان الاحتلالي الصهيوني للتوسط لأنها تعرف مكانة وثقل هذا الكيان لدى القيادة الروسية كما وأن تصريحات زاخاروفا المتعلقة بجائزة نوبل للسلام بها تلميح قوي أن من يقرر بصددها ليس اللجنة الخاصة بها وليس لصانعي السلام الحقيقيين وإنما للدوائر السياسية.
أما الخبر الثاني فهو أيضا منقول عن وكالة وطن للانباء تحت عنوان " بعد زيارة وزير خارجية الاحتلال لأوكرانيا.. تطور بقضية الوكالة اليهودية في روسيا" ونشر أيضا بتاريخ 17/2/2023 حيث ورد أن " قاضية في محكمة موسكو رفضت اليوم الجمعة، طلب محامي الوكالة اليهودية بإرجاء مداولات المحكمة بقرار وقف أنشطة الوكالة في روسيا لشهرين، وقررت تعيين جلسة للمحكمة يوم الإثنين المقبل. ورأى مسؤولون في دولة الاحتلال الاسرائيلي أن قرار المحكمة مرتبط بزيارة وزير الخارجية، إيلي كوهين، إلى أوكرانيا، أمس. وكانت وزارة العدل الروسية قدمت، في تموز/يوليو الماضي، طلبا إلى المحكمة في موسكو بتفكيك الوكالة اليهودية، التي تنشط في الدولة كمنظمة روسية مستقلة، وذلك بسبب خرقها القانون الروسي. وجاء ذلك في أعقاب انتقادات إسرائيلية، خاصة من جانب وزير الخارجية حينها، يائير لبيد، لروسيا على خلفية غزو أوكرانيا. وأجلّت محكمة موسكو مرة تلو الأخرى النظر في قضية الوكالة اليهودية في أعقاب مساعي دبلوماسية إسرائيلية مكثفة. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن مندوبي وزارة العدل الروسية قدموا لأول مرة، اليوم، مواقف جوهرية حيال مطالبتهم بإغلاق مكاتب الوكالة اليهودية. وعبر مسؤولون إسرائيليون عن خشيتهم من أن ما وصفوه بالتحول في الموقف الروسي في القضية مرتبط بزيارة كوهين إلى أوكرانيا، وأنه بمثابة رد روسي على تسخين العلاقات بين إسرائيل وأوكرانيا. وتسبب تعيين المحكمة جلسة للنظر في القضية بعد أيام قليلة بتوتر في الوكالة اليهودية، على إثر ما يبدو أنه إصرار روسي على إغلاق مكاتب الوكالة اليهودية وتراجع عن المماطلة في النظر بالقضية. وأشارت رسالة وزارة العدل الروسية، في تموز/يوليو الماضي، إلى أن نشاط الوكالة اليهودية يشجع على هجرة الأدمغة من روسيا. وجاء فيها أن الوكالة اليهودية تولي أفضلية لهجرة "مواطني روسيا الذين يعملون في مجالات العلوم والأعمال التجارية، وخروجهم من أجل السكن خارج روسيا يقلل بشكل كبير قدرات روسيا العلمية والاقتصادية". وقال مصدر في الوكالة اليهودية حينها أن "الادعاء بأن الوكالة اليهودية تدفع إلى هروب أدمغة من روسيا بواسطة أنشطة تشجيع الهجرة إلى "إسرائيل" هو ادعاء سبق توجيهه في الماضي للوكالة من جانب السلطات الروسية". وأضاف المصدر نفسه أن "طلب تفكيك المنظمة لا يستند إلى هذا الادعاء، وإنما إلى خرق الوكالة، المزعوم، لقوانين الخصوصية الروسية"، وأن الوكالة اليهودية تتوقع الآن مساعدة المستوى السياسي في "إسرائيل"، كي يمارس ضغوطا على الحكومة الروسية من أجل منع وقف نشاط الوكالة. وبحسبه، فإنه "عندما تقدم السلطات في روسيا طلبا إلى المحكمة، فإن النتيجة تكون معروفة مسبقا غالبا، إلا إذا حصل تدخلا من جهات عليا".
ومن هذا الخبر يتضح مدى انزعاج كيان الاحتلال الصهيوني من مسألة وضع مكانة وترخيص الوكالة اليهودية في روسيا أمام القضاء الروسي من ناحية ما يهدد عملها ووجودها بدرجة أو بأخرى حيث أنها تلعب دورا هاما وكبيرا في مسألة تنظيم الهجرة من روسيا الى كيان الاحتلال كما وأنها تؤثر في السياسات الروسية. ويتضح أيضا من الخبر أن روسيا تريد من خلال النظر القضائي في ملف الوكالة اليهودية الضغط على حليفها الكيان الصهيوني للتراجع وتخفيف ثقله في تأييد أوكرانيا في الحرب الدائرة رحاها الى يومنا هذا.
وكان زميلي المهندس زياد قد أرسل لي قبل فترة مقابلة مطولة باللغة الروسية مع الخبير الروسي أناتولي فاسيرمان (https://www.youtube.com/watch?v=MJcnjQQrmVg) يقول فيها بما معناه أنه عقب إندحار النازية في المانيا وخسارتها الحرب العالمية الثانية أجرت روسيا ترتيبا مع حلفائها بأن يجري ارسال الدبابات الالمانية التي تم السيطرة عليها الى التنظيمات الصهيونية لمساعدتها في انشاء دولتها. مع الاشارة الى أن روسيا اعترفت "بدولة اسرائيل" في 17/5/1948 ثلاثة أيام بعد اعتراف الولايات المتحدة بها.
وكل ذلك يعني أن هناك علاقة أستراتيجية بين روسيا ودولة الاحتلال، وأن هذه العلاقة قد تلقى بعض التراجعات في هذا الموقف أو ذاك ، لكنها على المدى البعيد لا تتأثر من ناحية ويتعامل فيها الكيان الصهيوني مع روسيا معاملة الند بالند من ناحية أخرى نظرا لتغلغله في القيادة الروسية والمجتمع الروسي.
ومن هنا، وإستنادا الى كل ما تقدم ولغيره من الدلالات والشواهد، علينا أن نقتنع تمام القناعة أن روسيا ليست الاتحاد السوفياتي وأن بوتين ما هو إلا " نسخة محدثة عن غورباتشيوف" وليس مناصرا للشعوب ولقضايا التحرر العالمية، وإلا لما كان قد صمت على حادثة احتماء الطائرات العسكرية الاسرائيلية بالطائرة العسكرية الروسية مما تسبب في اسقاطها من قبل الدفاعات الجوية السورية بالقرب من قاعدة "حميم" الروسية على الاراضي السورية في سبتمبر / أيلول عام 2018 ومقتل طاقمها.
لن يكون هناك نهاية لنظام القطب الواحد، ولن تنتصر روسيا لحركات التحرر فان جلّ همها هو مصالحها القومية الضيقة .... وسعيها لأن تتبوأ مكانا أكثر سموّا في معادلات العالم الرأسمالية الدولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول