الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نريد مجتمعا جديدا(2007)

الديمقراطية الجديدة(النشرة الشهرية)

2023 / 2 / 18
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


نريد مجتمعا جديدا( افتتاحية مارس 2007)
ان عمال العالم وشعوبه وأممه المضطهدة يرفضون النظام الامبريالي وأنظمة الاستعمار الجديد ويناضلون يوميا ضد قوانين النهب التي لا هدف لها سوى احتلال الأرض و مصادرة الحرية ودوس الكرامة الوطنية.غير ان نضال الشعوب اصبح محل مساومة بين العديد من القوى التي تدعي كلها تبني المقاومة فهناك من يتكلم باسم المقاومة او الجهاد الاسلامي وهناك من يقدم نفسه كمعارض أو كوطني او كديمقراطي الخ من المصطلحات التي تتناقض في غالب الأحيان وممارسة هذه الاطراف.
وبدون الدخول في التفسير اللغوي او المحتوى السياسي لكلمة معارضة او مقاومة او جهاد...فاننا نتمسك نحن ابناء الشعب المضطهد بكلمة نضال ونناضل- ونقولها صراحة وعلنا-نناضل ضد نظام الاستعمار الجديد ضد احتلال الارض العربية ضد الكيان الصهيوني وضد كل الانظمة الرجعية بدون استثناء.اننا نناضل -على عكس الجهاد الاسلامي وفي تناقض تام مع المعارضات الشكلية –نناضل من اجل مجتمع جديد ومن اجل عالم جديد يحرر
الارض ويمنح الحرية للشعب ويرسي اسس المجتمع الاشتراكي الفعلي.
لذلك نقول ان كل من يدعي الجهاد او المعارضة دون طرح مجتمع افضل –مجتمع العدالة الاجتماعية والمساواة التامة بين الرجل و المراة-انه في الحقيقة لا يقاوم ولايعارض النظام الاستعماري بل يريد اما الرجوع الى العصور الغابرة او البقاء في نفس المستوى والمساهمة في ادارة ازمة النظام الامبريالي علما وان الذين يحنون الى القرون الوسطى لا يخرجون عن دائرة النظام الاستعماري الجديد.
ان كلمة مقاومة لا تعني شيئا طالما لم تقترن بالنضال من اجل مجتمع أفضل وطالما لم تطرح برنامج التحرر الوطني وترتبط برؤية مستقبلية مشرقة في تاريخ الشعوب والأمم المضطهدة.
ان العدالة الاجتماعية وتحرير الانسان من الاستغلال وفتح آفاق واسعة امام الكادحين لتعبر عن طموحاتها لا يمكن ان تتحقق الا في قطيعة تامة مع البدائل الامبريالية التي تتقدم لنا الآن في ثوبين: ثوب المجتمع المدني المزعوم في ظل انعدام ابسط حقوق المواطنة والثوب الديني الداعي رغم المغالطة إلى الرجوع إلى القرون الوسطى.
ويمكن تلخيص البديل الوحيد المطروح أمام عمال العالم وشعوبه وأممه المضطهدة في النقاط الإستراتيجية التالية:
- دحر الامبريالية وعملائها والتخلص من التقاليد الإقطاعية البالية وتركيز السلطة الديمقراطية الشعبية-إرساء أسس المجتمع الاشتراكي والصراع الدائم من اجل تدعيمه على كل المستويات-التحضير الى مجتمع جديد يقضي على استغلال الإنسان للإنسان. ان من يحمل مثل هذا المشروع ويناضل من اجل مثل هذا البرنامج التحرري لا يمكن ان يكون سلفيا وطائفيا او معارضا شكليا بل ثوريا باتم معنى الكلمة يدافع عمليا وفي الممارسة اليومية عن تدريب الجماهير على تركيز السلطة الشعبية.لذلك فإذا لم ترتبط المقاومة بتدريب الشعب على إدارة شؤونه بنفسه في اتجاه التحرر والانعتاق وإذا لا تؤدي المقاومة الى تركيز سلطة شعبية تعول على نفسها وتعتبر الجماهير صانعة التاريخ، فلا يمكن اعتبارها مقاومة بل تنحصر نشاطاتها وان كانت مسلحة في إطار الصراع من اجل كرسي الحكم و من اجل الخلافة لا غير.
ان الشعب العربي ليس في حاجة إلى الرجوع إلى العصور الغابرة والبقاء تحت رحمة السياسات الطائفية الموالية للامبريالية كما انه يرفض السير وراء المعارضات الداعية إلى الاستسلام الوطني والوفاق الطبقي باسم دعم المسار الديمقراطي المزعوم.ان النظام الامبريالي مهما حاول التمديد في أنفاسه سيختفي بفعل تصاعد نضال عمال العالم و الشعوب والأمم المضطهدة وسيترك مكانه لنظام جديد يفتح آفاق التحول الاشتراكي و يستفيد هذه المرة من التجارب الاشتراكية الفاشلة.
ان مثل هذه التحولات لن تحصل بصفة هادئة أو سلمية بل ستشن الرجعية حربا شعواء ضد الثوريين و ضد كل الفئات الشعبية المنخرطة في عملية التحول الثوري وإذا لم يقترن الكفاح المسلح و تحديدا حرب الشعب بإرساء السلطة الشعبية و جنين المجتمع الجديد فان ذلك لا يندرج ضمن مسار التحول الثوري بل لا يخرج عن الصراع من اجل الكراسي و المحافظة على نفس النظام الاستغلالي مع بعض التعديلات.
كما ان مثل هذه المهام الوطنية الديمقراطية لن تقدر على تجسيدها لا البدائل القومية التي ولى عهدها ولا البدائل الدينية مهما بدت "تقدمية". وذلك لا يعني إمكانية مشاركة الشرائح الوطنية في عملية التحول الثوري بل ان حزب الطبقة العاملة مدعو رغم الصعاب ورغم القمع والحصار إلى لف العمال والفلاحين وكل فئات البرجوازية الصغيرة والبرجوازية الوطنية حول برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية.

مارس 2007 الديمقراطية الجديدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال