الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية وفيلم الخروج

خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)

2023 / 2 / 19
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


اعتبر بعض النقاد أن رواية الخروج هي رواية درامية تاريخية، لكنها في الواقع هي رواية ذات أبعاد دعائية وسياسية من أجل المزيد من الدعم والتأيد لدولة إسرائيل. نشرت الرواية عام 1958 وعرضت كفيلم سينمائي عام 1960.
الرواية:
كتب الرواية ليون يورس ( Leon Uris- 1924-2003) وهو إمريكي يهودي ومؤلف معروف على مستوى الولايات المتحدة الإمريكية وله عدد كبير من الروايات كلها تصب في مصلحة إسرائيل. بيع من هذه الرواية ملايين النسخ، وترجمت لعدة لغات. وورد في إحدى الصحف الإمريكية (لوس أنجلس تايم) أن مبيعات روايات يورس هذا بلغت 150 مليون نسخة وترجمت رواياته إلى 30 لغة في العالم. هل تتصورون هذا العدد من المبيعات. رواية الخروج لوحدها بيع منها كما تقول الصحيفة أكثر من 6 ملايين نسخة وكما نعرف أن سعر النسخة لايقل عن 35 دولار أمريكي. تضيف الصحيفة أن مبيعاتها أحتلت المرتبة الثانية بعد رواية (ذهب مع الريح). فيها الكثير من العنصرية ضد العرب والفلسطنيين ومدح لليهود وإسرائيل. لست أنا فقط من صنفها بأنها دعاية لإسرائيل، بل بن غوريون هو من قال ذلك مضيفاً بأنها أفضل ماكتب عن قيام إسرائيل.
عنوان الرواية يأتي بشكل رمزي عن خروج بني إسرائيل من مصر الفرعونية بعد إضطهاد المصريين لهم واسترقاقهم وإجبارهم على بناء الإهرامات كما تروي التوراة. وبقية القصة معروفة لنا في الخروج إلى صحراء سيناء. العنوان أعتمد أيضاً على أسم السفينة التي نقلت اليهود عام 1947 من جزيرة قبرص إلى فلسطين، كما ورد في الرواية. وهو عام المصائب التي حلت بالعرب بشكل عام والفلسطينين بشكل خاص حيث أعلنت هيئة الأمم قرار التقسيم وأعلنت عصابات الهاغاناه والأرغن قيام دولة إسرائيل غصباً عنا نحن العرب أصحاب المئة مليون عربي بطل ما بيعرفوش معنى الوجل (كما كانت تغني شادية).
الحق يقال، أننا نحن العرب عندما نسمع مفردة (الخروج) يعترينا الغضب والنرفزة والانهيار العصبي، وإليكم الدليل. عندما ترجمت قصة قصيرة للكاتب الأمريكي الأسود جيمس بلدون بعنوان الخروج غيرت العنوان عنوة وأسميتها الرحيل، لكني نقلت بأمانة عبارة أتت في ثلاث جمل وهي تقول: "فنحن السود، قد وهبنا الله الحرية والخروج من العبودية كما وهب بني إسرائيل الحرية وأخرجهم من مصر بعد الظلم والاضطهاد. الكاتب أستقى عباراته من التوراة كونه كاتب متدين، كي يشير إلى حدث مشابه عند السود في أمريكا. ونشرتها في صحيفة يومها. لكن عندما جمعتها في كتاب ووضعته أمام الرقابة في وزراة الثقافية السورية، شطبوا هذه العبارة التي تتكلم عن بني إسرائيل، ونشرت الكتاب بدونها.
الرواية تفوق 600 صفحة، وهي باختصار تبدأ بمجيء ممرضة متطوعة أمريكية أسمها كاثرن (أو كيتي) إلى مخيم في قبرص حيث كان يحتجز اليهود الفارين من مذابح هتلر لأن طلبهم إلى فلسطين رفض من قبل الحكومة البريطانية. في المخيم، كان هناك شاب عمل من قبل في الجيش البريطاني أسمه آري يورس كان مع مليشيا الهاغانا يخطف سفينة (الخروج) ومعه 600 من اليهود مع أطفالهم ويهدد بتفجير السفينة إذا رفض البريطانيون أخذهم إلى فلسطين. توافق السلطات ويذهب معه أيضاً شاب يهودي أسمه دوف يلتحق مع مليشيا الأرغن. يفجرون فندق الملك ديفيد ( أو داود) وتلاحقهم السلطات البريطانية ثم تعدم بعضهم. يخططون لعملية الدخول إلى السجن وتحرير جميع المساجين من الهاغانا والأرغن.بعدها تبدأ المناوشات بينهم وبين ثوار أمين الحسيني إذ يهدد جماعة الحسيني بمهاجمة إحدى قرى الكبوتز في صفد فيأتي دور رجل أسمه طه من عرب فلسطين يخبر آرى بأن يهرب جميع أطفال القرية لأن الحسيني يريد قتلهم جميعاً. طه هذا هو مختار في إحدى قرى فلسطين وهو صديق لزعيم الهاغاناه، أي عميل رسمي لمليشيا الصهيونية (وما أكثر العملاء). نقلوا الأطفال بعيداً عن المخيم وعندما أتت جماعة الحسيني واجهوهم وقتلوا منهم ففروا هاربين تاركين البلدة كلياً، لأن اليهود نشروا إشاعة أنهم ينوون ضرب قنبلة نووية. يحدث التصويت في هيئة الأمم، ويصوت أغلب الدول على قرار التقسيم ويرفض العرب القرار فيفرح الصهاينة بهذا الرفض ويعلنون (إستقلالهم) عن بريطانيا ثم يأخذون فلسطين بعد حرب 1948 التي أشترك فيها مئة مليون عربي بطل ضد 700 ألف صهيوني مشرد. تنتهي الرواية بأن يدعو آري بن كنعان في التعايش مع العرب الذين يقبلون بدولة إسرائيل.
الرواية مثيرة أحبها الأمريكيين وأعجبوا بها ومن يريد أن يقرأ إحدى فقرات الإعجاب هذه فليذهب إلى موقع أمازون ليرى الكم الهائل من كلمات الإطراء للرواية وصاحبها، لدرجة أنه هناك كاتب أسود أسمه معروف هو (جيلوس ليستر) قال مصرحاً: " أحببت الرواية لدرجة أني تمنيت لو كنت جندياً في الجيش الإسرائيلي وأموت على أرض المعركة".
الفيلم:
أخرج الفيلم وأنتجه رجل أمريكي يهودي أسمه (أوتو بريمنغر 1905- 1986). بريمنغر هذا كان مصنفاً على اللائحة السوداء في إمريكا في سنوات 1955 لسبب أن أفلامه كانت تدعو للجرائم والإباحية والمخدرات والمثلية. كتب السيناريو جيمس ترامبو وهو كاتب معروف كتب من قبل فيلم سبارتكوس، وكان على اللائحة السوداء أيضاً لأنه ناشط شيوعي في الخمسينات. ينتهي الفليم كما تنتهي الرواية حيث يجدون صديقهم المختار طه مشنوق على باب بيته بواسطة جماعة الحسيني.
أخيراً، أطلب من مؤسسات الدراسات الإسرائيلية أن تفتح فرعاً خاصاً بدراسة الأدب اليهودي والإسرائيلي كي نفهم نحن العرب كيف لهذا الكيان المكون من مشردين عبر العالم أن يهزمونا نحن 320 مليون عربي بطل فرادى ومجتمعين. عسى أن نرى هذا العجز والضعف الذي منينا به منذ 500 سنة من التخلف والنوم.
شباط -9 -2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدراسات الإسرائلية ضعيفة
زاهد سلام ( 2023 / 2 / 19 - 22:57 )
أن أقترح أيضاً أن يدرس الأدب الإسرائيلي
مقال رائع أستاذ خليل الشيخة


2 - الشكر لزاهد سلام
خليل الشيخة ( 2023 / 3 / 14 - 01:08 )
وتحياتي لك
خليل الشيخة

اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان