الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أضواء على لائحة هيئة الاتصالات

صوت الانتفاضة

2023 / 2 / 19
الصحافة والاعلام


العمل في الظل "الختلة" هو الشيء الذي يميز حكم الإسلاميين، فدائما يختارون اوقاتا تكون فيها الناس مشغولة بأمر ما، او هم من يصنع حدثا معينا، لتمرير تشريع يحتاجون اليه فيما بعد، ولائحة هيئة الاتصالات، التي يراد تمريرها هي تأتي ضمن هذه الممارسة، فالحكم الإسلامي يعمل بالخديعة وتحت يافطة "امر دبر بليل".

اللائحة المتخلفة هذه ليست وليدة يوم او شهر، ولا حتى سنة، وليست وليدة سخريات علي الشريفي او اهازيج العنود او تصريحات همسة، فهؤلاء ظهروا للعلن قبل عام او أكثر، انها عملية مدروسة بعناية تامة، وقد يكون من أشرف على صياغتها "عمائم" من الخارج، فقيادة هيئة الاتصالات ليست بتلك الامكانية القانونية، فهم مجموعة نهابة ومتخلفين، زيارة واحدة لهذه الهيئة تكشف لك ذلك.

رغم ذلك فأنه يجب القاء الضوء على بعض مواد هذه اللائحة، فهي تكشف لنا مسار تطور شكل الدولة الدينية، انها استنساخ تام لشكل دولة مجاورة "إيران"، والتي تفرض هيمنتها وسيطرتها على البلد، وتريد تأبيد شكل الحكم الديني، بالتعاون مع الولايات المتحدة الامريكية والأمم المتحدة بقيادة بلاسخارت.

اول ما يلفت انتباهك في هذه اللائحة هو القول انها تستند على لائحة حقوق الانسان العالمية 1948، خصوصا المادة 19، التي تنص على ان (لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفى التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود)، فاطلاع بسيط وعابر على مواد اللائحة ينسف هذه المادة. لكنها صادقة عندما تقول انها تستند الى الدستور، فدستور 2005 ديني، قومي، طائفي، عشائري بامتياز، أي انه ظلامي ورجعي ومتخلف.

المادتين 13 و 14 من اللائحة حددتا بشكل صريح ما يجب ان ينشر، أي انها عرفت ما يعني "المحتوى الهابط" من "المحتوى الرصين"، وفقا لشروط معينة وضعها المشرع الديني، فالمحتوى الهابط هو الذي لا يراعي "القيم المجتمعية"، وما هي تلك "القيم المجتمعية"؟ انها القيم التي وضعها رجال الدين وشيوخ العشائر، وما يصدر من قوانين وممارسات لهذه الدولة الدينية، هاتين المادتين قيدتا تماما حرية التعبير، فأي انتقاد للطقوس الدينية او للسنن العشائرية او للأعراف والقيم الاجتماعية المتخلفة، والتي تحافظ عليها هذه الدولة، والتي تستمد ديمومة بقائها من هذه الأعراف والقيم، او أي انتقاد لرجال الدين او "رموز السلطة"، نقول أي انتقاد يوجه لها سيضع هذا الانتقاد تحت بند "المحتوى الهابط"، فهو "يخدش الحياء العام"، هذا الحياء الذي رسموه هم، والذي لا يتعلق بعمليات القتل والخطف والنهب والسرقة التي يمارسونها منذ عشرين عاما.
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا