الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد مرور اكثر من عام على المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي/1

ماجد فيادي

2023 / 2 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الحلقة الاولى: إعلام الحزب
منذ ان انتهيت من كتابة حلقات "ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي" المنشورة على موقع الحوار المتمدن، لم يخطر ببالي اننا كأعضاء في الحزب سنشهد تقدما ملحوظاً على واقعنا التنظيمي، ليس من باب التشاؤم، ولكن من قراءة جادة لمجريات المؤتمر، وحتى لا أكون متسرعا في الحكم بعد مرور عام على انتهاء اعمال المؤتمر، دخلت في نقاشات وحوارات مع رفاق بعضهم كانوا مندوبين، واخرين اثق بوجهات نظرهم، مستفسرا عن انطباعاتهم حول التغييرات التي استحدثت على أداء الحزب ككيان تنظيمي. جاءت نتائج الحوارات مرسخة لاستنتاجاتي ومحفزة ان اعمل شيء للحزب الذي انتمي اليه، من دواعي الحرص أولا، ولأنني لم اجد حزبا بديلا يلبي تطلعاتي الانسانية ثانيا، حتى تذكرت مقترح الدكتور صادق أطيمش، في توجيه أسئلة الى كتاب مختصين بالعلوم السياسية، أسئلة تدور حول المؤتمر الوطني الحادي عشر، وتقييمهم لما خرج به من قرارات وتوصيات من شأنها ان تغيير في واقعه التنظيمي والسياسي بشكل خاص، والواقع السياسي العراقي بشكل عام. قمت بإعداد الأسئلة وصنفتها وارسلتها الى أصحاب الشأن وراعيت ان يكون فيهم من المندوبين لينقلوا شهاداتهم الى القراء.
في محور الاعلام والصحافة التي اعشقها وتعلمتها بالتجربة والمتابعة والبحث، توجهت بسؤالين الى الأستاذ عبد المنعم الأعسم الكاتب والصحفي المخضرم والخبير الإعلامي المعتمد في المحاكم العراقية، كذلك الروائي والصحفي والنصير الشيوعي يوسف أبو الفوز، ولم يفوتني ان انتقي في هذا المحور مقطع من مقال للكاتب والصحفي رشيد غويلب، كان قد نشره على صفحات جريدة طريق الشعب قبل انعقاد المؤتمر بأيام، لما له من ترابط مع رأي الرفيقين.
الكاتب والصحفي والخبير الإعلامي الأستاذ عبد المنعم الأعسم
سؤال:. كيف ترى الأداء الاعلامي لرفاق اللجنة المركزية، بعد المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي، من جانب ظهورهم على الفضائيات العراقية ومواقع التواصل الاجتماعي، وكيف تجد نشاطهم الصحفي في كتابة المقالات، التي تعبر عن موقفهم الشخصي من مجمل القضايا الفكرية التي يواجها الحزب والشعب العراقي؟
الجواب:
ثمة اشكالية مركبة في بنية السؤال من الناحية الاحترافية. فان "الاداء الاعلامي" مفهوم صحفي عام غير اكاديمي ويشمل الظهور في الفضائيات والكتابة بالصحافة الورقية والالكترونية ومنافذ الاتصال الالكترونية الاجتماعية المختلفة (يوتيوب. انستغرام. توك توك. فيسبوك. تويتر الخ) فضلا عن الظهور في الندوات العامة والفعاليات السياسية والخدمية والثقافية، ويتضمن هذا المفهوم ايضا مؤديات كثيرة من المقابلات الفضائية حتى التأشيرات والتعليقات العابرة مع المراسلين وعلى المنشورات والمدونات قيد الاهتمام.
وتدخل في اشكالية السؤال عبارة "رفاق اللجنة المركزية" فليس جميعهم موكولة لهم (كما هو معروف) مهمة الاداء الاعلامي. كما ان الباحث الموضوعي سيجد تعقيدات في الحكم السليم على هيئة تحدد نجاحاتها واخفاقاتها مدوّنات تنظيمية اختصاصية عدة يشكل الاعلام فاصلة واحدة منها، مع الاخذ بالاعتبار ان البعض من هذا الفريق ممن نجد بصماتهم في الاعلام لديهم مهمات اخرى مما يزيد في تعقيد المعاينة في المجال الاعلامي.
ولا احبذ ان ادخل في حقل اشكالية الاعلام العراقي نفسه، الوسيلة الخطيرة، والمتنامية، في التأثير على الرأي العام، والعنوان المتفرع عنه، ذي العلاقة بالقدرات المالية ومصادر الاموال، والاعلام الحزبي والمستقل والمأجور الخ.
وسأخذ كل هذه الملاحظات بعين الاعتبار لأضع سؤال الرفيق ماجد في سياقه الصحيح حيث ينطلق من زاوية (ومسؤولية) الحرص على ان يكون للحزب الشيوعي العراقي ظهور اعلامي احترافي ومؤثر، من خلال المنافذ الاكثر تأثيرا، وقبل هذا ان تكون للحزب سياسة اعلامية حيوية وفي مستوى المهمات السياسية الخطيرة للحزب. فأقول:
لم تشهد المرحلة ما بعد المؤتمر الحادي عشر حتى الان تغيرا او تطورا لافتا عما هو قبل هذه المرحلة إلا في جزئيات ايجاد منافذ الكترونية طيبة لكنها لم تنافس نظيراتها، وظهور رفاق من جيل جديد في الواجهة الاعلامية الفضائية وكانت امكانياتهم جيدة حيث نجحوا في لفت الانظار من دون تنمية هذا الظهور وتأمين مستلزمات الجاذبية لهم، فيما استمر ظهور رفيق واحد في اكثر من نافذة، ومشاركة رفاق اخرين من الكوادر في فعاليات اعلامية محدودة.
وفي غضون هذه الفترة، موضع البحث، استمرت الجريدة المركزية للحزب دورها في نشر سياسات ومواقف الحزب وكتابات رفاق في اللجنة المركزية وقيادة الحزب يشار لها، وتوزع على نطاق حزبي وجماهيري، ولم تخرج هذه الكتابات بعيدا عن جمهور الحزب ولم تلفت اهتمام وسائل الاعلام الرائجة، رغم ان الكثير منها يحمل افكارا ومعلومات ومواقف سليمة.
لكن اللافت ان ثقل التعبير عن مواقف وسياسات الحزب بقي محمولا في الفضائيات والصحافة واقنية الاخبار من قبل الرفيق سكرتير الحزب وقد اتسمت لغته الاعلامية بطابع الهدوء والمناقشة الاقتصادية والفكرية، وهي عناصر مهمة، لكن الجمهور العام (في دولة مصنفة كدولة منازعات) يضيق بالحديث الهادئ والموضوعي، ويميل (وينجذب اكثر) الى الوسائل الصوتية والتمثيلية والمخاشنة.. واستطيع ان اؤكد ان في صفوف الحزب وكوادره كفاءات يمكن اعدادها لمثل هذا الاعلام المؤثر في حال حظيت بالدعم.
وعلى العموم فان العبارات الواردة في برنامج الحزب ووثائق المؤتمر الحادي عشر عن تطوير اعلام الحزب وتفعيل معابره بقيت في مكانها بين السطور، ويبدو انه عُهد بها الى المبادرات الفردية والجماعية التي لم تعد كافية لتحقيق الطموح.
عبد المنعم الأعسم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الروائي والصحفي المندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب يوسف أبو الفوز
سؤال:. هل انعكست النقاشات التي سبقت المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي، كذلك التي دارت خلاله، حول صحافة الحزب الورقية والالكترونية، على تطوير اعلام الحزب بالقدر المطلوب، الذي يسمح بتوسيع الحوار الفكري ورفع سقف الديمقراطية على صفحات اعلامنا؟
الجواب:.
شهدت جلسات المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي نقاشات وسجالات مثمرة فيما يخص الاعلام والثقافة، اعتمدت واتخذت على أثرها العديد من التوصيات والقرارات، ومن أبرز ذلك هو ضمان حق الأقلية الحزبية في عرض وتبيان رايها وحقها نشر ذلك في اعلام الحزب.
ومن بعد حوالي عام على عقد المؤتمر، ومن متابعة ومعايشة لإعلام الحزب، نجد ان المتحقق قليل، بل وقليل جدا فيما يخص هذا الامر، ومهما قيل عن أسباب قلة الكادر الإعلامي المتمرس العامل داخل الوطن، وشحة إمكانيات الحزب المادية، فهو ليس مبررا كافيا لعدم تنفيذ وصايا وقرارات المؤتمر.
لا اختلف شخصيا مع الرأي الذي يقول ان العملية ليست ارادوية وتتعلق بشخص او اشخاص، لأنها تتعلق بمجمل عمل الحزب وهيئاته القيادية والمختصة، وهي بالفعل تحتاج لوقت لأجل تغيير القناعات وانتهاج أساليب جديدة، من هنا فأن المطلوب هو مواصلة الالتزام بمقررات المؤتمر والعمل الجاد لتنفيذها، فمثلا رغم إقرار وجود صفحات في (طريق الشعب) خاصة بعرض مختلف وجهات النظر، حتى تلك التي تختلف مع سياسة الحزب، الا ان المنشور والمنجز لا يزال دون المستوى المطلوب والطموح، وهذا يبين لنا بان الامر يتطلب المزيد من العمل ليكون الامر سلوك عام، يتماشى مع الممارسات الديمقراطية التي بتنا نشهدها في الندوات والاجتماعات الحزبية، حيث صار من المألوف والمعتاد سماع الراي المغاير والمختلف واحترامه ما دام يقال بأسلوب حضاري وبناء بعيدا عن الشخصنة وتصفية الحسابات.
اعول شخصيا كثيرا على مجموعة الكادر الشاب العامل في قيادة الاحزاب وفي هيئاته الإعلامية، ومن خلال تواصلي معهم، ضمن اطار عملي في اعلام الحزبي، إذ اجد ان هناك رغبة كبيرة لتحقيق تحول نوعي في اعلام الحزب باتجاه ان يكون اعلاما فاعلا يستوعب وجهات النظر المختلفة، ويكون فاعلا في التأثير الجماهيري لأجل مصلحة الشعب والوطن، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية العصرية، ومن اجل التقدم الاجتماعي والعدالة الاجتماعية.
يوسف أبو الفوز. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب والصحفي رشيد غويلب اقتطف لكم من جوابه على سؤال عن النظام الداخلي، ما يفيد في تطوير اعلام الحزب، على ان اعرض عليكم جوابه كاملا في حلقة النظام الداخلي.
الفقرة 3 (ج) من المادة الأولى: “حق الأقلية في مناقشة سياسة الحزب العامة، وسياسته التنظيمية، وفي ابداء الاعتراض عليها أمام الهيئات الحزبية المسؤولة بما فيها المؤتمر، والتعبير عن رأيها في منابر الحزب الاعلامية، على ألا يعيق ذلك التزامها تنفيذ قرارات الهيئات القيادية.
الجزء المتعلق بأبداء الراي بسياسة الحزب العامة وسياسته التنظيمية في منابر الحزب الإعلامية لحد الآن يعاني من الارباك ويخضع لتقدير الرفاق المعنيين في منابر الحزب الإعلامية، بل ابعد من هذا في حالات لا تنشر مقالات سياسية ووجهات نظر حول الكثير من الأسئلة الآنية، باستثناء تلك المقالات والمساهمات المؤيدة لما هو عام، والتي تخلو من رؤية نقدية. طبعا ليس المقصود المطالبة بنشر كل شيء، وخصوصا محاولات الإساءة لمشروع الحزب وتاريخه النضالي. لقد أدت هذه الذهنية الى كف الكثيرين من طرح وجهات نظرهم ومقترحاتهم، وكذلك الى خسارة منابر الحزب لمساهمات كثيرة من أسماء معروفة بما فيها مثقفون وصحفيون مرموقون أعضاء في الحزب، ولكنهم اختاروا العمل في منابر إعلامية أخرى، لكي يتجنبوا الاحتكاكات المحتملة بسبب شدة الرقابة. ان حدوث حلحلة في السنة الأخيرة بهذا الخصوص، لا يلغي المطالبة بمراجعة تفصيلية، واحياء فقرات النظام الداخلي المتعلقة بذلك.
رشيد غويلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ان أطلَعتُ القراء على إجابات الرفاق، وجدت من المهم ان أُذَكِر بأهمية الاعلام وأشكال تطوره واستغلاله. فمنذ تطور التكنلوجيا وتقدم الذكاء الاصطناعي، أُتيحت الفرصة للمؤسسات الإعلامية استخدام المحرر الآلي بكتابة المقالات، لتقليل عدد الصحفيين وخفض التكاليف ورفع جودة المقال وعدم الحاجة الى المحرر اللغوي، وبالاعتماد على البرمجيات ازدادت الامكانية في سرعة تحديث المواقع الالكترونية، وتنوع أبوابها، وزيادة عدد صفحاتها، وسهولة العودة الى الأرشيف كوثيقة تاريخية. اما انتشار مواقع التواصل الاجتماعي فقد سهل ظهور القنوات على اليوتيوب، لتقديم برامج منوعة، حققت انتشارا واسعا بين مستخدمي الانترنيت، ما أرغم الاعلام المرئي (الفضائيات) الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي، لتحقيق الانتشار والوصول الى اكبر قدر من المشاهدات. هذه الامكانيات المتاحة من تطور التكنلوجيا، وضعت الاعلام في مكان اخر، وزادت من اشكال الاستفادة منه، وحتى نعطي امثلة صارخة على ذلك، أُذكر بالحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما للوصول الى البيت الأبيض، بعدها كتم صوت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بحجب مواقعه على تويتر وفيس بوك، وقبل هذا وذاك انتقال العديد من امبراطوريات الصحف الورقية المتحكمة بالرأي العام في بلدانها والعالم، الى المواقع الالكترونية وتقليل عدد طبعاتها الورقية.
إن عدم مواكبة إعلام الحزب للمتغيرات الكبيرة على وسائل الاعلام وتوسيع ممارسة الديمقراطية، سيفسح المجال اكثر من ذي قبل للقوى السياسية المنافسة بان تتوغل بشكل اوسع في الساحة السياسية، ويقود حتماً الى مضي القوى الحاكمة بدون معرقلات لسرقة الوطن اكثر واكثر. من جانب آخر وبدون ادنى شك فإن تراجع منابر اعلام الحزب، يشكل احد اهم الأسباب التي تعيق تطوير الهيكل الحزبي وتوسيع القاعدة الحزبية وكسب الشبيبة الى التنظيم، بكل ما يحملوه من فكر جديد خلاق، يعبر عن امنيات وتطلعات جيلهم والأجيال القادمة.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مازلتم تنكأون جراحنا
طلال بغدادي ( 2023 / 2 / 20 - 23:15 )

وماذا بعد 60 عاما على تأسيس الحزب الشيوعي العراقي؟؟

ساهمتم (ناضلتم) مساهمة كبيرة في جعلنا (( وطن ممزق وشعب تعيس))

اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا