الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زلزال تركيا هل كان بفعل الطبيعة فقط ؟

طاهر مسلم البكاء

2023 / 2 / 20
العولمة وتطورات العالم المعاصر


فجر 6 شباط ، هز زلزالان بقوة 7.6 و7.7 درجات العديد من المدن في جنوب تركيا وشمال سوريا، وفقد آلاف الأشخاص حياتهم وظل عشرات الآلاف تحت الأنقاض جراء الزلازل ،وقد وصلت ارتدادات الزلازل إلى دول أخرى في المنطقة، وشعر بها السكان في لبنان والعراق ومصر.
يعيد الزلزالان المدمران اللذان ضربا جنوب تركيا وشمال سوريا تذكيرنا بخطورة بناء السدود التركية العملاقة في هذه المنطقة الناشطة زلزالياً والواقعة على تقاطع فوالق زلزالية .
وأصبحت السدود التي بنتها الدولة التركية موضع نقاش. هل يتسبب بناء السدود في حدوث زلازل أم لا؟وهل هناك خطورة في انهيارها ؟
هل ماحصل بفعل الطبيعة أم ان هناك مسببات أخرى ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لايمكن ارجاع سبب مثل هذه الزلازل الكبيرة والتي تبعتها اكثر من 600 هزة ارتدادية ،الى عامل واحد وهو حركة طبقات الأر ض كون ان هذه الحركة تكون سببا ً لعوامل عديدة يكون الأنسان هو الذي تدخل فيها،وذلك رغم كونها منطقة ناشطة زلزاليا ً ، وهناك الكثير من الأحداث التي حصلت بسبب بناء السدود كأنهيارسد فوجينومو في اليابان و سد أوروفيل في ولاية كاليفورنيا، وسد كوينا في الهند، وفي جنوب الصين، وقعت سلسلة من الزلازل في منطقة لم تحدث فيها الزلازل قط. وذلك بعد إنشاء سد هيسينجفي نجكيانك الخرساني..وغيرها
ومن العوامل المتوقعة لأثارة المنطقة الزلزالية في تركيا :
- بناء السدود وتخزين كميات هائلة من المياه في منطقة محدودة "أكثر من 651 مليار متر مكعب " من المياه .
ممالاشك فيه ان الطبيعة ومنذ الاف السنين كانت تسيّر هذه المياه وتوزعها بأتجاه مساحات شاسعة من الأرض ،غير ان الأتراك ببنائهم السدود حصروا هذه الكميات في مناطق ضيقة مما ولد ضغط وتغييرات بيولوجية هائلة سواء المخزونة على السطح او المتخللة التربة الى الطبقات الدنيا والتي تتمدد مولدة ضغط هائل ،اذ ان زيادة كمية الماء المتخللة ،تؤدي إلى عملية تمدد أو توسع للكسور الموجودة في الأحواض الجوفية وهذا يؤدي إلى خلخلة أو تكسير الفوالق الزلزالية وهذا ما حدث بالفعل .
وحسب الخبير الأردني وأستاذ الجيولوجيا في الجامعة الهاشمية بالأردن د. أحمد ملاعبة أن : السدود التي بنتها تركيا على حساب سوريا والعراق لها دور جيولوجي في حدوث الزلزال، ولكن د. ملاعبة يستدرك قائلاً إن : السدود لم تكن السبب المباشر لكنها ساعدت في وقوع الزلزال من ناحية جيولوجية ، مُرجعاً السبب إلى الخزين المائي الضخم لهذه السدود ،الذي بلغ أكثر من 651 مليار متر مكعب (روسيا اليوم، ووكالة عمون) .
- اجراء تجارب نووية سرية في المنطقة ،أو استخدام اسلحة أخرى كالسلاح الأمريكي السري " هارب " ،أو قضبان سبائك التيتانيوم التي تطلق من الأقمار الصناعية الحربية .
ومن المعلوم ان تركيا تتعرض الى حصار أمريكي من جانب واحد ،وقد اثار شكوك المحللين انطلاق مناورات مشتركة لقبرص والولايات المتحدة " ثْري تي نيوز، 6 فبراير 2023" وهذا يزيد احتمال احساس الإدارة الأمريكية بقرب خطر ما، تسببت فيه قصدا أو دون قصد.
ويدعم مثل هذا الأعتقاد ماجرى يوم 2 فبراير 2023، عندما غادرت كل البعثات الدبلوماسية الغربية إسطنبول.. " كندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا والسويد " مدّعين ان هناك تهديد بشن هجمات إرهابية ، حيث أفرغت مقرّاتِها،رغم عدم رضى السلطات التركية على هذا الأجراء .
وشارك الأتراك بشكل واسع مقطع فيديو لمسؤول تركي عين رئيسا لوكالة الفضاء التركية عام 2019، حيث قال في كلمة سابقة له :
إن هناك أقمارا صناعية حربية يمكنها إرسال قضبان من سبائك التيتانيوم بطول 10 أمتار من الفضاء إلى أي هدف على الأرض تخترق هذه القضبان عمق 5 كيلومترات في الأرض محدثة زلزالا قوته 7 - 8 ريختر، لا يمكن اكتشافها"، بحسب موقع "t24" التركي .
مما يدعم رأي استهداف تركيا ان الزلزال حدث في وقت مدروس، وفي المحافظات التي تعاني من أصعب الأوضاع العرقية، حسبما ذكرت صحيفة "ديكغازيتا" التركية.
السدود التركية والزلازل :
حسب وزير الزراعة والغابات التركي، وحيد كريتشجي، عدم تعرض السدود في مناطق الزلازل جنوب البلاد لأي أضرار.
وقال إن المناطق المتأثرة بالزلزال تتضمن 110 سد و30 بحيرة، ولا يوجد ما يهدد سلامة السدود في منشآتنا.
وأكد أن المختصين في إدارة شؤون المياه الحكومية يتفقدون يومياً سلامة السدود.
وأعلنت ولاية مالاطيا أن سد سلطان صويو، الذي تضرر من الزلزال، سيتم إخلاؤه تدريجياً في إجراء احترازي .
وكان بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا والعراق، نشروا مقطعاً مصوراً يظهر قيام السلطات التركية بفتح سد أتاتورك الذي يخزن 49 مليار متر مكعب من نهر الفرات تخوفاً من انهياره بفعل الهزات الزلزالية الارتدادية التي تشهدها تركيا حالياً، وان المياه الحبيسة تتدفق إلى زاخو في محافظة دهوك العراقية ،تخوفاً من انهياره بفعل الهزات الارتدادية ، غير انه لاتأييد رسمي على ذلك .
وعلى كل حال فأن هناك ضغطا ً على المسؤولين الأتراك لتفريغ المياه، لأن انهيار السد، سيكون تأثيره التدميري أكبرمن تأثير الزلازل .
التأثير على سوريا والعراق :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما بني من سدود حوّل منطقة الأناضول الناشطة زلزالياً إلى بحيرة هائلة قلقة، بل إلى بحر من المياه المعلقة بين الجبال والمرتفعات، وإنَّ انهيار سد واحد منها يعقبه انهيار إحدى البحيرات ستتبعه سلسلة انهيارات للسدود الأدنى منه مما يؤدي إلى حدوث طوفان حقيقي وليس ما كنا نقرأ عنه في الكتب السماوية ، وقد يكون كفيلاً بحسب المتخصصين، بإغراق العراق من شماله إلى جنوبه ومناطق شاسعة من الشرق الأوسط نزولاً حتى منطقة الخليج العربي، وحسب الخبراء : إن سد أتاتورك يحتجز الآن 49 مليار متر مكعب من المياه وهذا يعادل تصريف نهر الفرات لمدة أكثر من عام، فإذا انهار السد و تدفقت هذه المياه دفعة واحدة، يعني أن المياه ستجرف مناطق شاسعة من العراق وتقذفه في الخليج العربي .
ولتفادي أية كارثة مدمرة في المستقبل أو التقليل من آثارها المروِّعة يتوجب الحوار والتعاون بين البلدان المتشاطئة، العراق وتركيا وسوريا وحتى إيران، والوصول إلى حلول ناجعة وفعالة من قبيل الإشراف المشترك على سدود وبحيرات هذه البلدان ووضع خطط فعالة في حالات الطوارئ لخفض الخزين المائي الهائل خلف تلك السدود إلى حد معقول وتوقيع اتفاقيات بينها لتقاسم مياه الأنهار والروافد المعنية، وفق القوانين الدولية النافذة .
ويصر الجانب التركي على أن نهري دجلة والفرات هما أنهاراَ وطنية داخلية وليست دولية كما تم توصيفها في القانون الدولي .
وترى أنقرة أن إسباغ صفة الدولية على نهري دجلة والفرات يتم في حالة كون النهر مشتركاَ بين حدود تركيا مع العراق، أي بمعنى يشكل حداَ فاصلاَ بين حدود الدولتين، وهذا ما لا ينطبق على الواقع من جهة الحدود بينهما، وبالتالي فإن لتركيا الحق في إقامة السدود، وحسب ما تقتضيه مصالحها الوطنية.
هل من خطر على السدود التركية غير الزلازل؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم فالمنطقة التركية التي زرعت بالسدود دون حساب هي منطقة قلقة أمنيا ً ،وتجري فيها نزاعات مسلحة ومعرضة لأي عمل تخريبي وفي اي وقت ،وبالتالي فأن كل من سوريا والعراق مهددة تهديدا ً حقيقيا ً في حال انهيار السدود لأي سبب كان ، وساعد ضعف الحكومات في سوريا والعراق ،بعد الحروب والأحتلالات التي تعرضت لها ،في قيام تركيا ببناء هذه السدود دون التشاور مع هذه البلدان رغم انها تقع في مجرى الخطورة عند حصول اي كارثة ،كما ان الحياة نشأة منذ الاف السنين على تدفقات الرافدين وهي مهددة اليوم بشكل فاضح لأن تركيا تحرم الدول المستفادة منها من المياه ،وذلك بتخزينها عند مصادرها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا