الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخرجات قمة الاتحاد الافريقي 36 ودولة الاحتلال

عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)

2023 / 2 / 20
السياسة والعلاقات الدولية


انتهت بالأمس أعمال القمة الافريقية 36، والتي عقدت في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، وصدرت عنها عدة من المخرجات الهامة التي تصب في خدمة القضية الفلسطينية، تركزت في ثمانية محاور:
المحور الأول: الدعم الكامل للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الاستعماري العنصري، والتعنت الاسرائيلي ورفضه كافة المبادرات.
المحور الثاني: مركزية قضية فلسطين العادلة، وثبات الموقف الداعم لها.
المحور الثالث: رحبت بتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة "طلب رأي استشاري من محكمة العدل الدولية حول ماهية وجود الاحتلال الإسرائيلي على دولة فلسطين والآثار المترتبة على ذلك.
المحور الرابع: دعم الاتحاد تجديد طلب دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة للأمم المتحدة.
المحور الخامس: دعا الاتحاد الدول الأعضاء الى احترام الوضع التاريخي لمدينة القدس وضرورة الحفاظ على الوضع القائم.
المحور السادس: ادانة استمرار اسرائيل بتنفيذ سياسة الاعدام الميداني والاعتقال الإداري وسياسة الاهمال الطبي المتعمد بحق الاسرى.
المحور السابع: أدان الاتحاد حظر الاحتلال عمل اللجان والمقررين الخاصين الدوليين.
المحور الثامن: رفض الاتحاد العدوان الإسرائيلي الهمجي المستمر على قطاع غزة.

وفي قراءة متعمقة لهذه المحاور، نجد أن الاتحاد الأفريقي الذي يتعافى من آثار الحروب الاهلية والصراعات الدموية والمشاكل التي تطرأ بين أعضائه، لم تنحرف بوصلة هذا الاتحاد عن التزامه نحو القضية الفلسطينية، ورغم الخرق الدبلوماسي الذي حصل في العام 2021 في الاتحاد الافريقي بحصول كيان الاحتلال على صفة مراقب -بالرغم من أن فلسطين تحمل الصفة نفسها-، وهي دولة تحتل أرضنا وتحاصرنا براً وبحراً وجواً، فالمحاور الثمانية ليست إلا تعبيراً صادقاً عن عمق العلاقات الفلسطينية-الافريقية، وعن نجاعة عمل الدبلوماسية الفلسطينية في القارة الافريقية، وأننا بحاجة لمزيد من هذه الجهود على كافة الأصعدة، لسد الطريق على دولة الاحتلال للتغلغل داخلها.

ولعل حصول كيان الاحتلال على صفة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، لم يكن ليمر مرور الكرام على القارة الافريقية، فهي القارة الأكثر تضرراً بنير الاستعمار إلى يومنا هذا، ليكون الرد موجعاً على هذا الخرق الذي لم يستسغه الكثيرون حيث بدأت أعمال قمة الاتحاد الافريقي السادسة والثلاثين في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، بطرد أجهزة الأمن نائبة وزير خارجية الاحتلال من قاعة المؤتمر، ولم تسمح لها بحضور أعماله، الذي تسللت له خلسة بعيد عن أعين ورقابة المنظمين، ولتظهر بمظهر شرعي بادعائها الحصول على بطاقة مشارك، بالرغم من عدم صحة ودقة هذا الكلام، ولتنتهي بتعليق عضويتها واحالتها الى لجنة خاصة، وتوجيه سهام الاتهام للجزائر وجنوب أفريقيا، ووصف الحادث "بالحادث المخجل"، وتناسى الكيان المحتل بأنه المتسبب في طرده من قاعة المؤتمر، لعدم التزامه بالبرتوكولات المتبعة في هكذا مؤتمرات دولية.

وتأتي هذه الحادثة التي شكلت صفعة للاحتلال وأعوانه ، في الوقت الذي تسرح فيه قطعان جيشه ومستوطنيه في فلسطين وتحصد أرواح الشعب الفلسطيني بلا هوادة، في مشهد عجز العالم عن التفوه بكلمة واحدة، لإيقاف المذبحة وإيقاف شلال الدم في فلسطين التي استهلت قواته هذا العام بقتل 35 فلسطيني خلال شهر كانون الثاني، وسبعة شهداء حتى الأسبوع الأول من شباط 2023، نحتاج ويحتاج الشعب الفلسطيني محاصرة هذا الكيان الاجرامي بكل الوسائل، ولعل هذه الواقعة ستوجع هذا الكيان فترة طويلة، فهذه الخطوة أتت بعد تعليق بلدية برشلونة علاقتها المؤسسية مع دولة الاحتلال، بسبب "الانتهاك الممنهج لحقوق الإنسان بحق الفلسطينيين" وسبقتها خطوات "وسم منتجات المستوطنات"، ولعل العالم بدأ يستفيق -ولو متأخراً- الى الخطر الذي يشكله هذا الكيان على السلم في المنطقة.

وبعد الطرد الذي تعرضت له نائبة وزير خارجية الاحتلال، بدأت الحقائق تطفو الى السطح والتي آلت الى فضيحة جديدة سجلت في رصيد الاحتلال، وهي بأن الدعوة المرسلة كانت "دعوة غير قابلة للاستبدال" موجهة لسفير دولة الاحتلال في العاصمة أديس أبابا، وهكذا يتضح للعالم بأن هذا الكيان لا يهتم بأبسط تعليمات الكياسة والبروتوكول في هكذا مؤتمرات دولية، فهو يتصرف كما يحلو له، ويريد بسط حضوره بمستوى تمثيل أعلى مما هو مصرح له عضو مراقب في القمة، ذكرت هذه الحقائق رداً على الاتهامات بوقوف جنوب افريقيا والجزائر وراء الحادثة والتي إن صحت فهي خطوة جريئة من بلدين لهما وزنهما في القارة الإفريقية، وبلدين قدمت الغالي والنفيس في سبيل انعتاق شعبيهما من الاحتلال.

إن المطلوب في هذه المرحلة الحساسة، بذل الجهود ومد جسور العلاقات وتقويتها بين فلسطين وبين كل دول العالم، لإن هذه الجهود بحاجة الى إدامة التواصل والعمل، وسد كل الثغرات التي يتسرب منها الاحتلال، فهو تسرب الى القارة الافريقية في مجالات الاغاثة والمياه والصحة، التي تكاد تكون منهارة في هذه البلدان، ونحن بحاجة لازالة كل العقبات أمام المستثمرين ورجال الاعمال والمجتمع المدني، لتطوير العلاقات الثنائية وخلق فرص العمل، واستثمار هذه النجاحات لمساعدة الحكومات على مجابهة المد الاحتلالي الذي يتحين أي فرصة للانقضاض على هذه الدول وخلق زعزعة داخل نسيجها الوطني الرافض لوجوده، إن ضمير العالم الحي لا يستطيع أن يكون تحت نير الاحتلال ويضع يده بيد احتلال عنصري لا يرضى إلا بزوال الأخر وابادته نهائياً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت